بولندا تعلن الانتهاء من تشييد السياج الحدودي مع بيلاروسيا

2022.07.02 - 06:40
Facebook Share
طباعة

 افتتحت السلطات البولندية رسميا السياج الحدودي مع بيلاروسيا، الذي سد الطرق عبر البلدين على طول مسافة 186 كلم وارتفاع 5,5 متر. السياج الذي كانت بولندا أعلنت انطلاق العمل به بعد أزمة المهاجرين على حدودها مع بيلاروسيا، عادت وقرنته بمواقفها حيال الحرب الروسية في أوكرانيا.

بعد اندلاع أزمة المهاجرين على حدودها مع بيلاروسيا، اتخذت بولندا سلسلة من الإجراءات التي أحدثت جدالا في أوساط المنظمات غير الحكومية، جميعها أدت إلى منع أي من هؤلاء من دخول أراضيها. واليوم، وبعد عام على تلك الأزمة، أعلنت السلطات البولندية عن الانتهاء من إنشاء سياج حدودي مع بيلاروسيا لمنع عبور المهاجرين.

ولهذه الغاية، حضر رئيس الوزراء البولندي ماتيو مورافيتسكي أمس الخميس 30 حزيرانيونيو إلى المنطقة الحدودية، لحضور "حفل افتتاح" الجدار، الذي اكتمل بناؤه للتو

السياج الحدودي المعدني يبلغ ارتفاعه 5,5 متر وبطول 186 كلم، وهو مجهز بأنظمة مراقبة متطورة.

وإن كانت بولندا قد أعلنت في السابق أن الجدار الحدودي يأتي ضمن استراتيجيتها الجديدة المتبعة ضد بيلاروسيا حليفة موسكو، إلا أن منظمات غير حكومية معنية بشؤون المهاجرين أبدت مخاوفها حياله، فالمهاجرون الذين منعتهم قوات الأمن البولندية في السابق من عبور الحدود لطلب اللجوء، سيصبح الأمر أصعب بالنسبة لهم الآن مع وجود هذا الجدار في طريقهم.

وفي الإطار نفسه، أعلنت السلطات البولندية أنه سيتم رفع حالة الطوارئ التي فرضت على المناطق الحدودية مع بيلاروسيا جزئيا، ابتداء ن اليوم الجمعة الأول من تموزيوليو، دون أن يعني ذلك رفع كافة الإجراءات التي قد تمنع البعض من الوصول إلى هناك. كما أضافت أن المنع من الاقتراب من الحدود لمسافة 200 متر سيبقى قائما.

وبسبب حالة الطوارئ التي فرضت في المنطقة منذ أيلولسبتمبر من العام الماضي، مُنع الصحفيون ونشطاء حقوق الإنسان والعاملين الإنسانيين من التواجد في المنطقة، وبالتالي توثيق المأساة التي مازالت قائمة هناك. كما واجهت المنظمات غير الحكومية الكثير من المصاعب لتوفير المواد الإغاثية للمهاجرين العالقين على الحدود.

ومنذ نحو عام تقريبا، اندلعت أزمة المهاجرين على الحدود البولندية البيلاروسية، مع محاولة مجموعات من المهاجرين العبور إلى الدولة العضو في الاتحاد الأوروبي لطلب اللجوء أو لإكمال طريقهم إلى دول أخرى. اعتمدت بولندا حينها موقفا صارما وقررت عدم السماح لأي منهم بعبور أراضيها، ما أدى لتراكم الهاجرين هناك، وتبادل الاتهامات بينها وبين بيلاروسيا حيال المسؤولية عن الأزمة الإنسانية المتنامية.

تقرير لهيومان رايتس ووتش نشر في وقت سابق من حزيرانيونيو الماضي، اتهم بولندا "بدفع المهاجرين وطالبي اللجوء بشكل غير قانوني وعنيف في بعض الأحيان إلى بيلاروسيا، حيث يتعرضون لخطر الانتهاكات الجسيمة، بما في ذلك الضرب والاغتصاب من قبل حرس الحدود وقوات الأمن الأخرى". كما قامت منظمة العفو الدولية بتفصيل ارتكاب بولندا لانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.

مصدر صحفي كان قد وثق عددا من الشهادات لمهاجرين عالقين في تلك المنطقة، تحدثوا خلالها عن أهوال يتعرضون لها شكلت مخاطر جسيمة على حياتهم. المهاجرون تحدثوا عن العنف الذي واجهتهم به القوات البولندية والبيلاروسية على حد سواء، في محاولة من السلطتين للتخلص منهم وإرسالهم إلى الجانب الآخر.

في النتيجة، رجال ونساء وأطفال وجدوا أنفسهم علقين ومحاصرين بين حدود البلدين، في منطقة عازلة يتعذر الوصول إليها حتى الآن دون أي مقومات رئيسية تساعدهم على الاستمرار هناك.

علي، طالب لجوء سوري يبلغ من العمر 32 عاما، قال لوكالة أسوشيتيد برس "كنت أنام في بعض الليالي على الأرض في الغابة معتقدا أنني لن أستيقظ".

كانت مخاوف علي حقيقية، إذ قضى 20 مهاجرا على الأقل عند تلك الحدود، وفقا لمنظمات غير حكومية بولندية انتقدت حكومة بلادها على ذلك الموقف تجاه المهاجرين. بعض تلك المنظمات نشر تقارير الضحايا الذين سقطوا هناك، منهم نتيجة البرد القارس أو الجوع أو لدغات الأفاعي.

الانتقادات لبولندا بشأن قمعها للمهاجرين على حدودها، معظمهم قادمون من دول شرق أوسطية، ترافق مع اعتمادها سياسة ترحيب لا متناهية باللاجئين الأوكرانيين الفارين من بلادهم بفعل الحرب. نشطاء حقوقيون تحدثوا عن ازدواجية في المعايير لدى بولندا إذا ما قورنت معاملتها للاجئين الأوكرانيين مع أولئك القادمين من الشرق الأوسط وأفريقيا، وكثير منهم من المسلمين والذكور.

ناتاليا جيبرت، الرئيسة التنفيذية لمنظمة "أوبن هاوس" البولندية غير الحكومية، قالت لوكالة أسوشيتد برس "إذا قمت بتوصيل لاجئ على الحدود الأوكرانية فأنت بطل... أما إذا فعلت ذلك على حدود بيلاروسيا، فأنت مهرب وقد ينتهي بك الأمر في السجن لمدة ثماني سنوات".

يذكر أن العمل بالسياج الحدودي مع بيلاروسيا كان قد اطلق العمل به قبل اندلاع الحرب في أوكرانيا، واستمر حتى أثناء تدفق اللاجئين الأوكرانيين على بولندا.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 4