الصراع على الغاز دمّر العراق وسوريا وليبيا واليمن.. فهل ينجو لبنان؟

2022.06.16 - 07:21
Facebook Share
طباعة

كتبت صحيفة "الديار" تقول: الصراع على الغاز واستخراجه وخطوطه دمّر العراق وسوريا واليمن وليبيا، فيما الجزائر ولبنان على لائحة الانتظار؟ أما مصر التي وقعت امس، عقدا مع الاتحاد الاوروبي لتصدير الغاز «الاسرائيلي» الى اوروبا عبر مصر، فقد اقحمت نفسها في لعبة الحروب الكبرى ونتائجها الخطرة، بعد أن ردت موسكو عبر شركة الطاقة الروسية بتخفيض تصدير الغاز الى اوروبأ. والسؤال الأساسي، هل مسموح للدول العربية استغلال ثرواتها الوطنية خارج ما تقرره واشنطن المصرة على التسريع باستخراج الغاز من المنطقة كبديل عن الغاز الروسي، والتضييق على ايران وسوريا، وادخال المنطقة برمتها في توترات كبرى وفوضى؟ وهل مسموح للبنان استخراج نفطه خارج ما تقرره واشنطن و»اسرائيل»؟ وهل يمكن فصل ملف لبنان وغازه عن التطورات في المنطقة، وزيارة بايدن منتصف تموز الى السعودية و»اسرائيل»، ودعوة السعودية لاقامة محور اقليمي، وعقد اجتماع في الرياض لدول الخليج ومصر والاردن والعراق بحضور بايدن؟

كلها اسئلة مشروعة حسب مصادر متابعة للملف النفطي، التي تكشف ايضا عن بوادر خلاف اميركي - فرنسي على الغاز اللبناني، وان المسؤولين الكبار في الدولة اللبنانية ووزراء النفط منذ الـ ٢٠١١ سمعوا من السفيرين الاميركي والفرنسي كلاما واضحا وشروطا متبادلة حول اسماء الشركات التي ستتولى التنقيب والحفر والاستخراج، كما وضع المسؤولون الاميركيون خلال المفاوضات «فيتو» على شركة «توتال» الفرنسية والعديد من الشركات الاوروبية من الاستثمار في الغاز و منع اقتراب الشركات الروسية - الصينية من الشاطئ اللبناني. وهذا ما دفع « توتال» الى التوقف عن الحفر في البلوك ٩. حتى ان التعثر في الملف النووي الايراني مرده الى التشدد الاميركي الرافض لاعطاء «توتال» الفرنسية اية عقود بالتنقيب والحفر واستخراج الغاز من الآبار العميقة جدا في ايران، ولا يمكن العمل فيها الا بالمواصفات التي تملكها شركة «توتال» على ان يبدأ الحفر فور رفع العقوبات الدولية، وتحديدا الاميركية، التي لن ترفع في القريب العاجل.

هذه التطورات تؤكد ان المنطقة امام شهور صعبة جدا، فالحرب الروسية - الاوكرانية أساسها الغاز، والكباش الاميركي مع الصين على الغاز. فاميركا انسحبت من معظم المناطق السورية والعراقية الا من مناطق الغاز، والقصف «الاسرائيلي» تصاعد على دمشق مؤخرا بعد اكتشاف كميات هائلة من الغاز في حمص، وترفض اميركا استثماره من قبل سوريا.

« تحريك وكر الدبابير»
وبعيدا عن المزايدات اللبنانية، وتصوير المحادثات مع هوكشتاين بـ «الانتصار»، حسب مصادر عليمة في هذا الملف، التي تؤكد ان الخطوط البحرية لا قيمة لها، كون الآبار كلها متشابكة وموصولة بعضها ببعض، والاساس هو البدء باستخراج الغاز قبل «الاسرائيلي» والقبرصي واليوناني والسوري من اللاذقية، لكن من المستحيل أن يستخرج لبنان نفطه في ظل دولة مفككة ومشلولة وكل مسؤول يغني على هواه؟ حتى ان العقوبات على جبران باسيل تعود لأعطائه الشركات الروسية عقودا والتزامات في مصفاة طرابلس على حساب شركة اميركية يديرها كبار القوم في لبنان.

علما ان توقيت فتح هذا الملف في الظروف الحاضرة يطرح أسئلة كثيرة عن الفائدة من الدخول كطرف في لعبة « تحريك وكر الدبابير « في أخطر مرحلة تمر بها المنطقة على كل المستويات، فقد نقل موقع « أيلاف» عن مصدر «اسرئيلي» رفيع المستوى، أن «اسرائيل» حذرت الرئيس السوري بشار الاسد من أن أحد قصوره سيصبح هدفا «للجيش الاسرائيلي» في غارته القادمة اذا أستمر في السماح لأيران بنقل أسلحة عالية الجودة الى بلاده، بالاضافة الى التحضير لعمليات في عمق سوريا دون أبلاغ روسيا. وهذا ما يكشف خطورة الاوضاع وتدحرجها نحو حرب شاملة.

وحسب المعلومات ايضا، فان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي يزور لبنان قريباً بشعارات «انسانية»، عينه على الغاز اللبناني وعلى المسؤولين عن هذا الملف ايضا كشف المفاوضات مع الفرنسيين واصرارهم على الحصة الاكبر في التنقيب والحفر والاستخراج بشروط «توتال»، وهذا ما رفضته واشنطن المصرة على تولي شركة اميركية القيام بكل العمليات، واعطاء لبنان حصته بشكل مماثل لما تقوم به الشركات الروسية مقابل اللاذقية. كما ان الهجوم الاميركي على فرنسا من باب الغاز مرتبط بالاستياء من الموقف الفرنسي الايجابي من حزب الله، وقد شكلت حارة حريك في الاسبوعين الماضيين حركة ديبلوماسية مكثفة لعدد من السفراء الاوروبيين، وهذا ما شكل ازعاجا واضحا لواشنطن.

هوكشتاين تبلّغ القرار اللبناني
قبل وصوله الى بيروت بيومين
وفي المعلومات المتعلقة بزيارة هوكشتاين الى بيروت، فان الموفد الاميركي تبلغ القرار اللبناني بالتفاوض تحت سقف خط الـ ٢٣ قبل وصوله الى بيروت بيومين، وتولى احد المستشارين الرئاسيين ابلاغه بالموقف اللبناني، وعلى هذا الاساس تمت الزيارة، بعد ان وضع هوكشتاين شرطا يتضمن حصوله على رد مكتوب من لبنان على اقتراحاته السابقة قبل وصوله، وهذا ما حصل عليه، وعلى هذا الاساس حضر الموفد الاميركي لأخذ الصور التذكارية فقط، وسماع موقف لبنان الموحد من الرئيس ميشال عون، دون الاشارة من قريب او بعيد الى الخط ٢٩، على ان ينقل هوكشتاين الموقف اللبناني الى «اسرائيل» والاعلان بعدها عن استئناف المفاوضات غير المباشرة اواخر شهر حزيران بوفد لبناني جديد من المستشارين في القصر الجمهوري ووزارة الخارجية، فيما رفضت وزارة الاشغال والنقل ضم اي من مستشاري الوزارة والتقنيين الى الوفد، ولم يحسم بعد انضمام ضباط من الجيش الى الوفد المفاوض، في موازاة ذلك، مدد وزير الطاقة وليد فياض مهلة تقديم الطلبات للشركات الراغبة في الحفر في المياه العميقة الى ١٥ كانون الاول، بعد ان انتهت مهلة تقديم دورة التراخيص الثانية في ١٥ حزيران، ولم تتقدم اية شركة بعروض للحفر، ولم تبد اية شركة الرغبة بذلك. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 3