احتمالات التدخل التركي في سورية والمحددات الأمريكيَّة والروسيَّة

قسم البحوث والدراسات في وكالة أنباء آسيا

2022.06.07 - 09:31
Facebook Share
طباعة

 تحدَّث "Cem Genco ", في تقرير نُشر على موقع "middle east monitor", عن احتمالات تدخُّل تركي جديد في الأراضي السورية, مرتبطة بمحدَّدَات أكثر تنوعًا وتعقيدًا, بالإضافة إلى مواقف موسكو وواشنطن, حيث أنَّ روسيا من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى, وضعتا حداً لتقدم الجيش التركي في الجيب بين تل أبيض ورأس العين في ربيع عام 2019م, حيث أنَّ حزب الاتحاد الديمقراطي لديه مكتب تمثيلي في موسكو, ودعمت واشنطن قوات سورية الديمقراطية بالمال والسلاح لسنوات في سياق الحرب ضد داعش, وهناك أيضًا العديد من الدول الأوروبية الأعضاء في الناتو التي تحافظ على مستويات مختلفة من العلاقات مع قوات سورية الديمقراطية, بما في ذلك فرنسا وألمانيا, وهناك عوامل مرتبطة بتغيرات كبيرة حدثت وتحدث في الآونة الأخيرة, وأهمها الحرب الروسية على أوكرانيا والتفاعلات الدولية والإقليمية التي أدت إليها, وكل ذلك يجب أن يؤثِّر على قرار أنقرة بشأن "العمليَّة العسكريَّة" الجديدة في سورية, وأثار ذلك اهتماماً إعلامياً ومختلف الاحتمالات والمخاوف لدى الرأي العام الكردي والسوري, وبالتالي تسعى تركيا لاستغلال الواقع الحالي من طلب كل من السويد وفنلندا للانضمام للناتو, حيث تُعبر ورقة سياسية تستخدم للضغط على حلفائها, وعلى رأسهم الولايات المتحدة, للحصول على تنازلات في بعض القضايا الخلافية, كما تُعتبر جزرة ممتدة لروسيا لكسب بعض المكاسب, في وقت صعب بالنسبة لبوتين الذي يخوض حربه المصيرية في أوكرانيا[1], وقال أردوغان إن العملية ستوسع مناطق سيطرة القوات المسلحة التركية في سورية, إلى 30 كيلومترا من الأراضي على طول الحدود المشتركة بين البلدين, وأضاف: "الهدف الرئيسي لهذه العمليات سيكون مناطق ستكون مراكز هجمات على بلادنا ومناطق آمنة".

          وقالت صحيفة "يني شفق" إن الهدف الأكثر خطورة للعملية الأخيرة سيكون تل رفعت, على بعد حوالي 15 كيلومترا (9 أميال) من الحدود التركية, والتي قالت إن المقاتلين الأكراد يستخدمونها كقاعدة لشن هجمات منها في عفرين وأعزاز, ومناطق جرابلس التي تسيطر عليها تركيا والمقاتلون السوريون المدعومون من أنقرة, وتقع تل رفعت شمال مدينة حلب وجنوب إعزاز مباشرة, لن تمثل العملية هناك وحدها توسيع "المناطق الآمنة" لتركيا على طول الحدود, ولكنها ستدفع قواتها إلى عمق أكبر في سورية, وقالت دارين خليفة, المحللة المعنية بسورية في مجموعة الأزمات الدولية, أنَّ روسيا, التي لها قوات منتشرة في المنطقة, لم تعالج مخاوفه بشأن هجمات المتشددين على المناطق التي تسيطر عليها تركيا من تل رفعت, وأن أردوغان يقول منذ سنوات إن تل رفعت بحاجة إلى الاحتواء.
          وجاء في تقرير معهد "int policy digest" للدِّراسات, أنَّ مقامرة تركيا في الناتو, ستأتي بنتائج عكسية, فاللعب بالبطاقة الكردية يفيد أردوغان محليًا, خاصة في وقت يعاني فيه الاقتصاد التركي من حالة ركود مع معدل تضخم يبلغ 70٪, وسيعمل أردوغان على الاستفادة سياسيًا, عندما يواجه حزب العمال الكردستاني (حزب العمال الكردستاني) والجماعات المرتبطة به, مثل وحدات حماية الشعب في سورية[2], وقال كل من "دارين بتلر" و"مايا جبيلي" في موقع "euro news", إنَّ "ميثات سنكار", الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي المؤيِّد للأكراد في تركيا, حذَّر من عواقب خطط أردوغان لعمليات عسكرية جديدة, "يجب أن نرى جميعًا أن هذا سيؤدي مرة أخرى إلى دوامة دموية في هذه المنطقة والبلد"[3].
          ويقول "Francesco Siccardi" كبير مديري البرامج في مؤسسة كارنيغي أوروبا, في "foreign policy", أنَّه من المرجح أن يؤدي اشتداد الصراع مع الحركة المسلحة الكردية في العراق وسورية إلى تحسين فرص إعادة انتخابه, وتم تبرير المواجهات بين تركيا وحزب العمال الكردستاني على هذه الجبهة تقليديًا برواية الحكومة التركية المناهضة للإرهاب, والتي تنص على أن إزالة أي وجود لحزب العمال الكردستاني على طول الحدود الجنوبية للبلاد أمر حتمي للأمن التركي, وبالتالي يُتوقَّع أنَّ الرئيس التركي, سيواجه إجراء انتخابات عامة صعبة, في يونيو 2023م, وبالتالي فإنَّ هدف العملية تحسين وضعه في الداخل, وتأمين مصادر جديدة للاستثمار والعملات الأجنبية والطاقة, التي يمكن أن تساعده في إعادة انتخابه[4].
أولاً). المحدد الروسي:
          جاء في تقرير معهد "int policy digest", قول للباحث التركي "غالب دالاي": "إنَّ التحريف الجيوسياسي لروسيا, سيدفع تركيا والغرب إلى التقارب نسبيًا, في الأمور الجيوسياسية والاستراتيجية, شريطة أن يتم حل الانسداد التركي الحالي للسويد وعضوية فنلندا في الناتو في المستقبل غير البعيد", وبالتالي مقامرة تركيا في الناتو هي لعبة بوكر عالية المخاطر, بالنظر إلى أن روسيا شريك لتركيا بقدر ما تمثل تهديدًا, فالناتو هو الدرع النهائي لتركيا ضد التوسع الحضاري الروسي, وأدى الدعم الروسي في عام 2008م للمناطق الوحدوية في جورجيا, وضم شبه جزيرة القرم في عام 2014م, إلى خلق منطقة عازلة بين تركيا وأوكرانيا, وترتيبات معقدة بين تركيا وروسيا في البحر الأسود[5].
          قال "Ibrahim Karatas" في موقع "mena affairs", منذ أن تسحب روسيا بعض قواتها من شمال غرب سورية, تسرع تركيا لملء فجوة السلطة وعدم تركها للجماعات الموالية لإيران, ويرفض بعض المحللين السوريين الأصل هذا الادعاء, بحجة أن القواعد الفارغة ليست في نطاق العملية المحتملة, ومع ذلك, وفقًا للدكتور إسماعيل ساري من "ORSAM", فإنَّ روسيا لن تخلق بيئة مواتية لتركيا, علاوة على ذلك, ربما فكر الروس في جعل الولايات المتحدة وتركيا تواجهان بعضهما البعض, لكن من الواضح أن تورط روسيا في مستنقع أوكرانيا يعد عاملاً يشجع تركيا على استكمال هدفها غير المكتمل, المتمثل في دفع وحدات حماية الشعب إلى الوراء أكثر[6], وحسب موقع "albosala", بالنظر إلى كل التطورات وموقف تركيا الدبلوماسي في الحرب الروسية الأوكرانية، قد يعتقد أن روسيا قد تقدم بعض التنازلات لتركيا في سورية من أجل تحقيق التوازن بين الحرب الطويلة الأمد على الجانب الأوكراني، وموقف تركيا الحالي لصالح روسيا, كما أن الدور الذي أبدته الطائرات المسيرة "بيرقدار تي بي2" في أوكرانيا، أعطى دفعا معنويا لصالح تركيا لا سيما في إدلب، كما أن سلسلة الإنتاج الدفاعي من بيرقدار "تي بي3"، و"أكينجي أ وب" ومنظومة "حصار" للدفاع الجوي تمنح تركيا قوة عسكريَّة في سورية ضد روسيا, وبالنظر إلى مسار الحرب الروسية الأوكرانية، وموقف الغرب وأولويات الأمن القومي التركي، قد تحتاج تركيا إلى اتخاذ خطوات لإيصال الملف السوري إلى نقطة معيَّنة لصالحها, ومواجهة منظمة حزب العمال الكردستاني[7], ويجادل البعض بأنَّ تركيا ممكن أن تضغط على روسيا من حيث إغلاقها المجال الجوي أمام الطائرات العسكرية الروسية, المتَّجِهة إلى سورية حتى المدنية منها، وإغلاق المضائق قد يعقد كله من الشحنات المحتملة لروسيا, وقال تقرير "alwatanalarabi", أنَّ تركيا أغلقت مجالها الجوي أمام الرحلات الجوية العسكرية والمدنية الروسية إلى سورية, بعد إخطار موسكو, وفي الوقت نفسه, تشارك أنقرة في جهود التفاوض من أجل وقف دائم لإطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا, لذلك, من الممكن التساؤل عما إذا كان أو كيف يؤثر الوضع الحالي في أوكرانيا على الملف السوري وديناميكيات القوة في الشرق الأوسط, وفي الواقع, كانت تركيا تجدد أذونات مجالها الجوي على أساس ربع سنوي, فلماذا تغلقها الآن؟ الجواب عندما يتعلق الأمر بسورية يبدأ بمثلث مصالح ومواجهات تشارك فيها روسيا وإيران وتركيا عن طريق إسرائيل, حيث أنَّه من المثير للاهتمام أن نلاحظ أن إغلاق المجال الجوي جاء بعد سلسلة من الضربات التي شنها الجيش التركي على الأجزاء التي يديرها الأكراد في شمال سورية, ومثل هذه الضربات هي جزء من تدخل أوسع في سورية والعراق وجماعات مستهدفة تتلقى دعمًا من التحالف العالمي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة, ومع انتهاء التنسيق بين الولايات المتحدة وروسيا, والذي تضمّن الحل في شمال سورية, هناك ديناميكية جديدة في اللعب تفهمها أنقرة جيداً ومعها تدرك أن التوازن في شمال سورية هو رمز لبقية البلاد, حيث يجب الاعتراف بالمصالح الإسرائيلية[8], كذلك أشار موقع "almayadeenأنَّ مستشار الرئيس التركي والأستاذ في جامعة "يدي تبه" في اسطنبول، "مسعود حقي كاسين"، قال بتاريخ 16 شباط/فبراير 2022م, هناك "25 مليوناً من المسلمين يقطنون روسيا"، وهذا يُعتبر تلميحاً إلى إثارة تركيا قلاقل داخلية لروسيا, بالإضافة إلى ذلك، تستنهض أنقرة "النزعة الطورانيَّة" في دول الاتحاد السوفياتي السابق، أذربيجان نموذجاً، وإقليم شينجيانغ غربي الصين، لبسط سيطرتها وزعزعة استقرار الدولتين[9].
          وأشار موقع "independent arabia", أن حرب الطائرات من دون طيار في أوكرانيا أثارت أيضاً تساؤلات جديدة معقدة حول جهود تركيا للحفاظ على علاقات فاعلة مع موسكو, وفي الحقيقة، تواجه تركيا التعامل مع روسيا في أكثر من منطقة، من البحر الأسود إلى سورية وإلى أذربيجان. وعلى المستوى الاستراتيجي، ستفعل أنقرة كل ما في وسعها لضمان ألا تقع كييف تحت سيطرة موسكو, وذلك لأن عدوان بوتين على أوكرانيا قد غرس شعوراً بالواقعية في أنقرة في ما يتعلق بروسيا، عدوها التاريخي, والجدير بالذكر أن أنقرة تقدر أوكرانيا ودول أخرى في البحر الأسود الآن أكثر من أي وقت مضى، وتعتبرها حلفاء لا غنى عنهم في بناء كتلة توازن ضد العملاق الروسي شمال البحر الأسود.
          وحسب "Nikola Mikovic" في موقع "asiatimes", يقول الخبير الروسي "أليكسي مالاشينكو", إذا اشتعلت الحرب الأهلية في سورية من جديد, فلن يكون أمام موسكو خيار سوى سحب القوات الروسية من الدولة الشرق أوسطية, حيث لا يستطيع الكرملين شن نزاعين واسعي النطاق في نفس الوقت, وحسب التقرير, إنَّ رد الفعل الضعيف للكرملين على قرار تركيا إغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية, هو علامة أخرى على أن صناع السياسة الروس يدركون أنه عندما يتعلق الأمر بسورية, فإن اليد العليا لأنقرة, وربما يفسر هذا سبب امتداح "يفغيني بريغوزين", مؤسس مجموعة فاجنر شبه العسكرية المرتبط ارتباطًا وثيقًا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين, مؤخرًا الإجراءات التركية ضد الأكراد في العراق وسورية بقوله إنَّ أنقرة المنخرطة في "حربها المقدَّسة", لها "كل حق أخلاقي لمحاربة المسلحين الأكراد"[10].
           على الجانب الروسي, إذا نجح بوتين في احتلال جزء من أوكرانيا أو فشل وألقى اللوم على تركيا في ذلك الفشل، يمكنه أن يمارس وسيلة ضغط جديدة مهمة ضد تركيا, في ذلك الإطار، يمكن لبوتين أن يقوض مصالح أنقرة في سورية، على سبيل المثال، من خلال التسبب في تدفق أعداد ضخمة من اللاجئين باتجاه تركيا من إدلب, وفي مقلب مغاير، يمكن لبوتين أيضاً أن يمارس ضغوطاً اقتصادية على تركيا من خلال تقييد الصادرات الزراعية التركية إلى روسيا، أو منع السياح الروس من دخول تركيا، أو إنهاء تسليم الغاز إليها, وقد تؤدي تحركات من هذا النوع إلى تقويض انتعاش تركيا اقتصادياً، وبالتالي، زيادة احتمالات إعادة انتخاب أردوغان في عام 2023م[11], وحسب التقرير, تخشى تركيا هزيمة روسيا أقل بقليل مما تخشى انتصارها، ويرجع ذلك في جزء منه إلى أن روسيا شريك تجاري مفيد وفي جزء آخر إلى أن الأتراك والروس تربطهما تفاهمات جارية "على الرغم من كونها مناوئة" في القوقاز وليبيا وسورية، قد تتعرض للخطر بسبب هزيمة روسيا, وإذا كانت لدى بوتين قائمة بالدول التي سيعاقبها بسبب دعمها أوكرانيا بعد الحرب، فإن تركيا على قاب قوسين من تصدر رأس تلك القائمة بعد دول البلطيق وبولندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة, كما أن الهدف النهائي لأردوغان هو تجنب المواجهة مع بوتين، الذي يمكنه استخدام النفوذ الاقتصادي أو حتى الهجمات الإلكترونية لعرقلة احتمالات إعادة انتخاب الرئيس التركي, علاوة على ذلك، يريد أردوغان جذب الأوليغارشيين الروس الخاضعين للعقوبات إلى تركيا، على أمل أن تساعد أصولهم وأموالهم في تعزيز الاقتصاد التركي المتعثر, إضافة إلى ذلك، يمكن أن تصبح تركيا أيضاً سوقاً عقارياً للطبقة المتوسطة العليا في روسيا الحريصة على حماية ثروتها, لذلك، تتمثل استراتيجية أردوغان في أوكرانيا في تقديم دعم عسكري صامت لكييف حتى في الوقت الذي يسعى فيه إلى الحفاظ على القنوات الدبلوماسية مع بوتين والأرباح الاقتصادية من روسيا, وتحقيقاً لتلك الغاية، رفض أردوغان دعم عقوبات الغرب ضد روسيا، وبطريقة موازية تستمر تركيا في شراء النفط الروسي, وخلافاً لنظرائها الغربيين، أبقت تركيا مجالها الجوي مفتوحاً أمام الرحلات الجوية المدنية الروسية "عدا اتجاه سورية", وفي الوقت الحالي، قد تكون هذه الاستراتيجية ذات الوجهين مقبولة بالنسبة إلى بوتين, ومن غير المرجح أن يخوض الزعيم الروسي معركة مع تركيا الآن، بخاصة إذا كان أردوغان يوفر له وللأوليغارشيين التابعين له شريان حياة اقتصادياً, ولكن إذا طال أمد الحرب في أوكرانيا، واستمرت مسيرات "تي بي 2" في القضاء على الأصول الروسية "العتاد العسكري" الرئيسة مثل السفينة العسكرية الروسية موسكفا، فإن الحظر التركي المفروض على السفن البحرية الروسية التي تعبر المضيق التركي قد يضع أنقرة وموسكو في صراع مباشر بشكل أكبر.
          وحسب "Nikola Mikovic" في موقع "Asia times",قال "سيميون باجداساروف", خبير الشرق الأوسط وعضو البرلمان الروسي, في 24 أبريل / نيسان, إن حظر تركيا للرحلات الروسية إلى سورية, قد يكون جزءًا من جهود أنقرة لحل الوضع في شمال سورية لصالحها - على حساب روسيا, وأضاف "ساروف": "يجب ألا ننسى أبدًا أن تركيا عضو في الناتو", موضحًا سبب طعن القادة الأتراك لروسيا مرة أخرى في ظهرها "شعور يعود إلى سنوات مضت", وبالتالي افتراضيًا, يمكن لروسيا الرد على تصرفات أنقرة في سورية من خلال حظر واردات الطماطم التركية, أو إغلاق خط أنابيب ترك ستريم مؤقتًا من أجل "الصيانة". ولكن بالنظر إلى الموقف الجيوسياسي الضعيف لموسكو, وحقيقة أن اقتصادها يعاني بالفعل من العقوبات الغربية, فمن غير المرجح أن يفعل الكرملين أي شيء أكثر لتهديد العلاقات مع أنقرة[12], خاصة مع وجود احتمالات الفوز الروسي في الحرب الأوكرانيَّة, وفي هذا السيناريو, يقول "Eugene Kogan" في "mei", تستند العلاقات الروسية التركية إلى حد كبير على الكيمياء الشخصية والتقارب والثقة بين الرئيسين فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان, ووضع الغزو الروسي لأوكرانيا هذه العلاقات الشخصية على المحك, وحسب التقرير, إذا كسبت روسيا الحرب في أوكرانيا, ستطالب روسيا المتحاربة بحرية حركة سفنها البحرية عبر مضيق البوسفور والدردنيل, بالإضافة إلى ذلك, يدعو بوتين تركيا إلى الحفاظ على الحياد الصارم في حالة شن عملية عسكرية روسية في البحر الأسود ضد بلغاريا أو جورجيا أو رومانيا, بعد أن تشجعت موسكو حديثًا, وقد تذهب إلى حد دفع أنقرة لمشاركة مواردها من الغاز الطبيعي المكتشفة مؤخرًا في البحر الأسود, والتي تطمح تركيا إلى تطويرها واستخدامها للاستهلاك المحلي. إذا حدث كل هذا, فستصبح تركيا أكثر اعتمادًا على روسيا, مع ذلك, في مثل هذا السيناريو, قد تخلق عزلة موسكو المتزايدة فرصًا جديدة لأنقرة لتعزيز مصالحها في المنطقة, وبصفتها عضوًا في الناتو, لن تستفيد تركيا من قوة روسيا العدوانية في البحر الأسود وشرق البحر الأبيض المتوسط, على الرغم من أن الإجراءات الروسية ستزعزع استقرار المنطقة الأوسع, إلا أنها لن تدفع تركيا مرة أخرى إلى حظيرة الناتو بالنظر إلى القطيعة بين تركيا والتحالف في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو 2016م, ولم ينس أردوغان أن أنصار حركة فتح الله غولن وجدوا ملاذًا لهم, في دول الناتو وعلى الرغم من طلبات تسليمها, لم توافق أي دولة على القيام بذلك, تواصل تركيا قمع المعارضين والمعارضين السياسيين في الداخل, ولم تحسن القضية الأخيرة لعثمان كافالا, الناشط الحقوقي, الذي حكمت عليه محكمة تركية بالسجن مدى الحياة دون الإفراج المشروط, العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي و الولايات المتحدة, وبالتالي حسب التقرير, ربما ستستفيد تركيا في حال انتصار روسيا بالحرب, فروسيا ترسل سياحها وتفتح أسواقها بشكل أكبر أمام الشركات التركية, بما في ذلك في أعمال البناء, مما يساعد على الأقل جزئيًا في التخفيف من مشاكل أردوغان الاقتصادية, بالإضافة إلى محليات التجارة والسياحة المتزايدة, توقع روسيا وتركيا أيضًا عقدًا لتسليم دفعة ثانية من أنظمة الدفاع الصاروخي S-400, بما في ذلك تفاصيل معينة وغير محددة تتعلق بنقل التكنولوجيا إلى تركيا, علاوة على ذلك, فإن روسيا مستعدة لتقديم خصم على الغاز لتركيا, من خلال هذه الإجراءات, تهدف روسيا إلى زيادة تقسيم تركيا عن بقية دول الناتو بينما يحاول بوتين الحفاظ على العلاقات الودية مع أردوغان, وقد يوفر أيضًا للزعيم التركي منطقة نفوذ مشتركة في جنوب القوقاز مبادرة "3 + 3" والضغط على جورجيا للرضوخ للخطة التي عرضتها تركيا وروسيا تقضي على أي آمال في انضمام جورجيا إلى الهياكل الأوروبية الأطلسية, وبالتالي في حالة انتصار روسيا في الصراع, من المرجح أن تنخفض العلاقات العسكرية بين تركيا وأوكرانيا إلى الصفر وستتوقف مبيعات تركيا من أنظمة الأسلحة إلى أوكرانيا بشكل كامل[13], ولهذا تأثير ووسيلة ضغط ربما يسعى أردوغان عبرها للضغط على الموقف الروسي, لتمرير التطورات التركية اتجاه سورية.
          أمَّا في حال خسارة روسيا للحرب يقول "Eugene Kogan" الخبير بقضايا الدفاع والأمن, إنَّ لخسارة بوتين عواقب واسعة النطاق, وهذا سيؤثر على "الاتحاد الروسي", ومن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تغييرات زلزالية عبر القارة الأوراسية, مما يؤثر على توازن القوى الأوسع مع إزالة أو تقليل التهديد العسكري لدول مثل جورجيا ومولدوفا وبلغاريا ورومانيا, ومع ذلك, فإن مثل هذه الهزيمة ليست نتيجة مفروغ منها لأن الرئيس بوتين وحكومته سوف يسعون جاهدين لتجنبها بكل الوسائل الممكنة, بما في ذلك التعبئة العسكرية على نطاق واسع, ومن المحتمل أن تكون حرب الاستنزاف التي استمرت عدة سنوات نتيجة لذلك عواقب وخيمة على الصعيدين العسكري والاقتصادي, ومن غير المرجح أن تنجح الدبلوماسية لأن بوتين لديه ازدراء عميق للمفاوضات الدبلوماسية, وبالتالي فإنَّ هزيمة روسيا في الحرب, ستعزِّز موقع تركيا الاستراتيجي في البحر الأسود وجنوب القوقاز, وكان هذا ولا يزال هدفًا للرئيس أردوغان, الذي يسعى جاهداً لتوسيع نفوذ أنقرة في جمهوريات تركيا السوفيتية السابقة, ومع ذلك, يجب التأكيد على أن قادة هذه الدول, حتى أولئك الذين لديهم علاقات وثيقة مع تركيا, مثل الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف, من المرجح أن يقاوموا جهود أنقرة إذا تجاوزت تلك الجهود, وبالتالي سيتأثر الموقف الروسي في سورية لصالح تركيا, فحسب "Nikola Mikovic" في "lowy institute" قد يكون للفشل العسكري الروسي الحالي في أوكرانيا تأثير خطير على موقف موسكو في سورية, ومن المفترض أن تسعى تركيا للاستفادة من الموقف الجيوسياسي غير المواتي لموسكو وتأمين بعض مصالحها في سورية[14], وحسب موقع "kurdpress",يقول "ديفيد ليسلي" أنَّ تركيا بحاجة إلى الضوء الأخضر من روسيا, للقيام بعمليات عسكرية ضد الأكراد السوريين, لذلك هناك احتمال لاتفاق بشأن الأكراد والمتمردين في إدلب بسورية, وقال مسؤولون أتراك كبار إن الجيش التركي يستعد لعملية عسكرية ثالثة ضد الأكراد السوريين, وكتب المحلل السياسي ليسلي في مقال عن هجوم تركي محتمل أن أنقرة لا تستطيع شن عملية ضد الأكراد دون موافقة روسيا, وأوضح في مقال نشرته صحيفة "New Lebanon" اللبنانية, أن تركيا وروسيا لديهما مصالح مشتركة في سورية, وهما مضطرتان لتنسيق الأعمال المهمة, بما في ذلك العمليات العسكرية, وأشار إلى أن روسيا تسعى للحصول على تنازل من أنقرة مقابل إعطاء تركيا الضوء الأخضر, ويعتقد محلل شؤون الشرق الأوسط والشؤون السورية أن تركيا تسعى للسيطرة على تل رفعت وطرد القوات الكردية من المدينة, وأن موسكو تحث تركيا على وقف دعم مقاتلي المعارضة في إدلب, وخلص إلى أن تركيا قد تسمح لروسيا والحكومة المركزية السورية بإخراج إدلب من سيطرة المعارضة, في مواجهة صمت موسكو على هجوم تركيا على الأكراد في تل رفعت, كما شدد على أن تسليم إدلب لروسيا مقابل إعطاء الضوء الأخضر لمهاجمة الأكراد سيكون مكلفًا لتركيا, لذلك من المرجح أن تفكر تركيا في تقديم تنازلات لروسيا[15].
 
 
 
 
 
 
ثانياً). المحدد الأمريكي:
          قال "Cengiz Aktar" أستاذ العلوم السياسية بجامعة أثينا, في موقع "politico",
على الرغم من مدى غرابة الخيارات الاستراتيجية لتركيا كعضو في الناتو, يواصل الغرب التعامل مع أنقرة كالمعتاد, فهو أي " أردوغان" بالنسبة للغرب, والولايات المتَّحدة "الديكتاتور الذي نحتاجه", حتى إدارة رئيس الولايات المتحدة "جو بايدن" بدأت في الضغط على المشرعين للموافقة على تسليم طائرات مقاتلة إلى أنقرة[16], حيث يقول "Selcan Hacaoglu" في موقع "Bloomberg", إنَّ تركيا تريد إعادة إدراجها في برنامج الطائرات المتقدم "F-35", الذي مُنعت من المشاركة فيه بعد أن اشترت أنظمة الدفاع الصاروخي "S-400" من روسيا, كما أن لديها طلبًا معلقًا إلى الولايات المتحدة لشراء العشرات من طائرات "F-16" الحربيَّة, وتحديث مجموعات لأسطولها الحالي, علاوة على ذلك, تريد تركيا أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات بسبب حيازتها صواريخ S-400[17], وهذا ما جاء في تقرير معهد "int policy digest" أنَّ الخلاف قد يكون بمثابة لعبة من قبل ثاني أكبر جيش دائم في الناتو, لاستعادة الوصول إلى مبيعات الأسلحة الأمريكية, على وجه الخصوص, وترقيات أسطول تركيا القديم من طائرات مقاتلة F-16 بالإضافة إلى طائرات مقاتلة أحدث وأكثر فتكًا[18], وهذا أيضاً ما تحدَّث عنه "جيمس م. دورسي" في معهد "responsible statecraft" للدراسات, أنََّّ الخلاف قد يكون أيضًا بمثابة لعبة من قبل ثاني أكبر جيش دائم في الناتو لاستعادة الوصول إلى مبيعات الأسلحة الأمريكية, لا سيما ترقيات أسطول تركيا القديم من الطائرات المقاتلة F-16 بالإضافة إلى الطرازات الأحدث الأكثر تقدمًا من F-16 وأعلى- من الخط F-35[19].
          وربما ينسق الجانبان التركي والأمريكي المواقف اتجاه التدخل الروسي في سورية, وحسب "Nikola Mikovic" في "lowy institute", أنَّه بعد منع تركيا لروسيا التحليق بطائراتها في مجالها, سيتعين على الطائرات الروسية الآن التحليق عبر الأجواء الإيرانية والعراقية, مع ذلك, هناك مخاوف في روسيا, أن تضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها على بغداد لإغلاق مجالها الجوي في وجه الطائرات الروسية, في مثل هذه الحالة, ستكون القوات الروسية في سورية معزولة تمامًا[20], ما سيؤثر على التواجد الروسي في سورية, وربما يشجع ذلك أنقرة على تنفيذ عمليتها في سورية, وهذا ما تحدَّث عنه "أليكسي مالاشينكو", الخبير في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدوليَّة في موسكو, أنَّه إذا اندلعت انتفاضة أخرى على غرار الربيع العربي في سورية, فمن المرجح أن يضطر الكرملين إلى انسحاب, القوات الروسية من دول الشرق الأوسط, ففي الواقع, بدون خطوط إمداد مستقرة, ومع الغزو المستمر لأوكرانيا, من غير المرجح أن يكون لدى روسيا الرغبة في تقديم نفس المستوى من الدعم للجيش العربي[21].
          لكن أشارت التعديد من التحليلات, إلى الاختلاف بين الموقفين التركي والأمريكي بشأن العمليَّة المزمعة لتركيا في الشمال السوري, حيث قال "Kristina Jovanovski" في معهد "the media line", هناك خلاف بين الولايات المتحدة وتركيا بشأن التوغل المحتمل في سورية, حيث تجري الولايات المتحدة محادثات مع تركيا بشأن توغلها المحتمل في سورية, وحذر الخبراء من أن عملية عسكرية جديدة قد تختبر تحسن العلاقات مؤخرًا بين أنقرة وواشنطن, وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكيَّة "نيد برايس" إنَّ واشنطن على اتصال بالمسؤولين الأتراك, منذ أن قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت سابق, أنَّ بلاده ستذهب إلى شمال شرق سورية لإنشاء "منطقة آمنة" على طول الحدود بين البلدين, ويأتي البيان بعد يوم من إعلان برايس أن الولايات المتحدة تدين أي تصعيد وأن هجومًا جديدًا من شأنه تقويض الاستقرار في المنطقة, وقال "أويتون أورهان", منسِّق دراسات المشرق في مركز دراسات الشرق الأوسط ومقره أنقرة, لصحيفة ميديا لاين إن هناك احتمالًا قويًا بأن تفرض الولايات المتحدة, عقوبات مالية على تركيا بسبب عملية عسكرية, وقال: "إذا نفَّذت تركيا مثل هذه العملية, فإن هذا سيغضب الجانب الأمريكي وسيثير مرة أخرى المناقشات حول وجوب معاقبة تركيا", مثل هذه النتيجة ستكون ضارة بشكل خاص باقتصاد تركيا في الوقت الحالي الذي يشهد زيادة كبيرة في التضخم وانخفاض العملة, ويقول "بيرك إيسن", الزميل الذي يركز على السياسة التركية في المعهد الألماني للشؤون الدولية والأمنية, إن غزو روسيا لأوكرانيا ووضعها الضعيف, كان على الأرجح جزءًا من حسابات أردوغان, وقد يشك الرئيس التركي أيضًا في أن أوروبا والولايات المتحدة ستشتت انتباههما بشدة الحرب في أوكرانيا بحيث لا توليان اهتمامًا كبيرًا لسورية, وبالتالي فإن قتال أنقرة ضد القوات المتحالفة مع الولايات المتحدة في سورية قد يهدد هذا التقارب, وقال إيسن: "سيؤدي ذلك بالتأكيد إلى توتير العلاقات التركية الأمريكية"[22], وقال "Amberin Zaman" في موقع "al monitor", أنَّ البيت الأبيض يتعامل مع تهديد أردوغان على أنه خطير, وكرر السكرتير الصحفي للبنتاجون "جون كيربي" قلق وزارة الخارجية بشأن نوايا أنقرة, لكنَّه قال إنه ليس على علم بأي حوار عسكري رفيع المستوى مع القوات المسلحة التركية بشأن هذه القضية, وقال كيربي إن المسؤولين العسكريين الأمريكيين على اتصال يومي بالقوات التي يقودها الأكراد في سورية[23], وقال نائب الرئيس الأمريكي "مايك بنس": "نتوقع أن تلتزم تركيا بالبيان المشترك الصادر في أكتوبر / تشرين الأول 2019م, بما في ذلك وقف العمليات الهجومية في شمال شرق سورية", وقال برايس: "نحن ندرك مخاوف تركيا الأمنية المشروعة على الحدود الجنوبية لتركيا, لكن أي هجوم جديد من شأنه أن يقوض الاستقرار الإقليمي ويعرض القوات الأمريكية للخطر في حملة التحالف ضد داعش"[24], وقال "Zaini Majeed" في موقع "republic world", إنَّ الولايات المتَّحِدة تصف تهديدات تركيا لسورية بأنَّها "خطيرة", كما نددت تركيا مؤخرًا بإدارة بايدن لتركيا بسبب رفع العقوبات عن الاستثمارات الأجنبية في شمال شرق سورية (روجافا), وكذلك شنَّ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو هجومًا لاذعًا على واشنطن لمحاولاتها "إضفاء الشرعية على جماعة إرهابيَّة", في إشارة إلى وحدات حماية الشعب (YPG) وحزب العمال الكردستاني (PKK)[25], كما قالت الولايات المتَّحدة, إنَّ أي هجوم جديد في شمال سورية, سيقوض الاستقرار الإقليمي ويعرض القوات الأمريكية للخطر[26], ما يبدد تحليلات مختلفة تنطلق من فكرة الموافقة الأمريكية الضمنيَّة على الغزو التركي للشمال السوري, حيث قال "Ibrahim Karatas" في موقع "mena affairs", لا يبدو ادعاء وحدات حماية الشعب, بموافقة ضمنية من قبل الولايات المتحدة على التمدد في سورية, مقابل انضمام السويد وفنلندا واقعيَّاً, لأنَّ علاقة تركيا بالولايات المتحدة ليست قوية بما يكفي للموافقة على عملية عسكرية[27], كما أنَّ أردوغان وحسب بعض الدراسات, يراهن على النفوذ الروسي والصيني في المنطقة, حسب قرير شبكة مايكروسوفت "أم أس أن"، 24 أيار/مايو 2022م, خاصة أنَّه ثمت اعتقاد أنَّ الغرب والولايات المتَّحدة تسعى بتلهف للتخلص من أردوغان, لدرجة تأجيلهم أي تقارب مع أنقرة إلى ما بعد انتخابات عام 2023م.


[1]- https://www.middleeastmonitor.com/20220526-prospects-for-a-new-turkish-military-intervention-in-syria/
[2]- https://intpolicydigest.org/turkey-s-nato-gamble-could-backfire/
[3]- https://www.euronews.com/2022/05/26/us-turkey-security-syria
[4] - https://foreignpolicy.com/2022/05/23/erdogan-turkey-pkk-election-sweden-finland-nato/
[5]- https://intpolicydigest.org/turkey-s-nato-gamble-could-backfire/
[6]- https://menaaffairs.com/why-is-turkey-launching-a-new-military-operation-in-syria/
[7] - https://albosala.com/3-%D8%AA%D8%A3%D8%AB%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D8%AA-%D9%85%D8%AD%D8%AA%D9%85%D9%84%D8%A9-%D8%A8%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D9%84%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%AD-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D9%81%D9%8A-%D8%B8/
[8] - https://alwatanalarabi.com/%D8%AD%D8%A7%D9%84-%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D8%AC%D8%B9-%D8%B1%D9%88%D8%B3%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%88%D9%89-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D8%AA%D8%B5%D8%B7%D9%81-147719/
[9] - https://www.almayadeen.net/articles/%D9%87%D9%84-%D9%8A%D9%86%D8%AC%D8%AD-%D8%A8%D8%A7%D8%A8%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D8%B2-%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A7%D8%AA%D9%88-%D9%88%D9%8A%D8%AD%D9%82%D9%82-%D8%A3%D8%B7%D9%85%D8%A7%D8%B9%D9%87-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D9%85%D8%A7%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%B1%D9%8A
[10] - https://asiatimes.com/2022/05/in-shadow-of-ukraine-russia-risks-losing-syria-to-iran/
[11].https://www.independentarabia.com/node/327496/%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9/%D8%AA%D8%AD%D9%84%DB%8C%D9%84/%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AD-%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%AA%D8%A7%D9%83-%D9%82%D8%AF-%D9%8A%D9%83%D9%88%D9%86-%D8%B0%D8%A7-%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9
[13] - https://www.mei.edu/publications/impact-war-ukraine-russian-turkish-relations-and-black-sea-security-three-potential
[14] - https://www.lowyinstitute.org/the-interpreter/Turkey%E2%80%99s-leverage-over-Russia-in-Syria-and-beyond
[15] - https://kurdpress.com/en/news/2561/Analyst-says-Turkey-needs-Russias-green-light-to-attack-Syrian-Kurds/
 
[16] - https://www.politico.eu/article/appease-enable-west-disastrous-russi-turkey-policies/
[17] - https://www.bloomberg.com/news/articles/2022-05-17/what-turkey-wants-from-sweden-and-finland-in-nato-expansion-spat
[18] - https://intpolicydigest.org/turkey-s-nato-gamble-could-backfire/
[19] - https://responsiblestatecraft.org/2022/05/28/playing-games-in-nato-turkey-eyes-its-role-in-a-new-world-order/
[20] - https://www.lowyinstitute.org/the-interpreter/Turkey%E2%80%99s-leverage-over-Russia-in-Syria-and-beyond
[21] - https://www.lowyinstitute.org/the-interpreter/Turkey%E2%80%99s-leverage-over-Russia-in-Syria-and-beyond
[22] - https://themedialine.org/top-stories/us-turkey-at-odds-over-potential-syria-incursion/
[23] - https://www.al-monitor.com/originals/2022/05/us-kurdish-officials-call-turkish-threats-military-operation-syria-serious
[24] - https://www.ndtv.com/world-news/us-warns-turkey-against-new-military-operation-in-syria-3006721
[25] - https://www.republicworld.com/world-news/us-news/us-terms-turkeys-threats-on-syria-as-serious-amidst-ankaras-differences-with-nato-articleshow.html
[26] - https://english.alaraby.co.uk/news/us-raises-concern-over-turkeys-plans-new-offensive-along-syria-border
[27]- https://menaaffairs.com/why-is-turkey-launching-a-new-military-operation-in-syria/
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 8