مقابلة خاصة لـ آسيا مع سركيس أبو زيد

إعداد - زهراء أحمد

2022.05.07 - 05:31
Facebook Share
طباعة

  اعتبر الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد أن هجوم صحيفة عكاظ السعودية على رئيس وزراء لبنان الأسبق سعد الحريري ليس موقفا سياسيا مباشرا، وإنما الأمر لا يتعدى سوى حملة إعلامية، وأن السعودية إلى الأن لم تتخذ موقفا سياسيا صريحا وحاسما تجاه الحريري.


وفي مقابلة خاصة لوكالة أنباء آسيا؛ يرى ابو زيد أن تيار المستقبل منقسم وغير متماسك ويشهد حالة من التراجع ، نظراً لعدم وجود برنامج موحد يعبر عن رؤية للمستقبل، كما أشار إلى افتقار الوسط السني للقيادة الموحدة، وإليكم تفاصيل الحوار.


كيف ترى استمرار هجوم صحيفة"صحيفة عكاظ السعودية" على رئيس الوزراء الاسبق سعد الحريري لليوم الثاني على التوالي؟

سركيس بوزيد: "هجوم صحيفة عكاظ السعودية كان ضمن الأداء الإعلامي، ويأتي في إطار إرضاء الفريق المتحمس للموقف السعودي المشارك في الانتخابات، لكنه ليس موقفاً سياسياً مباشراً، لأنه لو كان هناك موقفاً رسمياً حاسماً من هذا الموضوع، كان المفروض أن يبلغ مباشرة عبر قناة دبلوماسية مثل السفير السعودي او المسؤولين المباشرين للرئيس الحريري لذلك هذا الموقف يدخل من باب رفع العتب لا أكثر".


هل تعتقد أن المملكة العربية السعودية تسعى إلى استبدال زعامة الحريري للسنة بشخصية أخرى مثل فؤاد السنيورة؟

سركيس بوزيد: "ربما هذه الرغبة موجودة عند فريق معين ولكن عملياً يبدو أن هذا الجمهور غير متعاطف مع السنيورة الذي لا يحظى "بكاريزما أو تأييد جماهيري عريض وواسع" بسبب تاريخه وتردده، وهو الشخصية التي لم تكن الأولى في تاريخها ودائما كان الشخصية الثانية، ورغم ابتعاد الحريري عن الساحة السياسية المباشرة إلا أنه لم تتوفر له الظروف حتى يقود هذا التيار أو هذه القاعدة الواسعة. لذلك حتى لو كانت هناك رغبة سعودية بالرئيس السنيورة فالمطلوب أن يكون هناك تدخل مباشر أكثر وتوفير دعم كافي حتى يتكمن من لعب هذا الدور لأنه على المستوى الشخصي حتى الآن لم يظهر بأنه قادر على أن يكون قائداً أو ان يتفرد بقيادة التيار".


برأيك ما موقف دار الإفتاء من هذا التحول؟ وهل سنشهد ردود أفعال موازية لهذا التحول؟

سركيس بوزيد: "واضح بأن دار الإفتاء اتخذ موقف المشاركة وهذا الموقف ربما يساعد ويغطي الرئيس السنيورة ويبتعد إلى حد ما عن الحريري ، ولكنه يبدو غير كافٍ لقيادة هذا الوسط باتجاه معين أو ان ينظم إدارة هذا التنوع لأنه من الواضح بأن هذا الجمهور يعكس تعددية قيادية وتعددية مرجعيات لا يستطيع أي فريق أن يتفرد بقيادة هذا الوسط بشكل واضح وصريح، لذلك كان دار الإفتاء منحازاً إلى المشاركة وإلى دعم السنيورة ، ومع هذا لا يمكنه تجميع كل الخيوط والقوى على تنوعها باتجاهٍ واحد، لذلك ربما سيكون هناك ردود أفعال متباينة ومتناقضة وهذا ما ظهر حتى الآن داخل تيار المستقبل نفسه والوسط السني ككل".


هل سيشهد تيار المستقبل الذي يعتبر أكبر قاعدة سنية انقساماً سياسياً أو سيبقى متماسكاً مع موقف الحريري ؟

سركيس بوزيد: "من الواضح أن تيار المستقبل منقسم وفي حالة تراجع لأن الوسط السني يفتقر إلى القيادة الموحدة كما ذكرت والتي تمتلك الكاريزما الحاسمة وأن يكون موحداً في صفوفه أكثر لأننا نلاحظ بأن هذا التيار غير متماسك، وذلك يعود لأنه لا يوجد برنامج موحد يعبر عن رؤية للمستقبل، كما أنه لا يوجد قيادة متماسكة إلى جانب الرئيس الحريري".


ويضيف بوزيد:" هناك حالة من التردد والضياع وتباينات عُبر عنه بالموقف من الانتخابات لذلك لا يستطيع هذا التيار أن يستعيد دوره الا ببرنامج ومواقف واضحة غير فئوية ولا تعبر عن ردات فعل. لذلك لازال هناك تردد وخوف والجمهور لا يشعر بأن لديه قيادة فاعلة ووازنه وحكيمة ولا يوجد لديها برنامج منطقي تستطيع أن يستند عليه".

برأيك هل اتخذت السعودية قراراً بإنهاء عهد الحريري أو أن هناك فرصاً لعودته مستقبلاً؟

سركيس بوزيد: "قرار إنهاء عهد الحريري يتطلب حسماً أوضح وأسرع وفعال أكثر وأن يكون هناك برنامج جدي ومستقبلي يعبر عن الجمهور السني، وتوفير قيادة بديلة وحكيمة وهذا غير متوفر حتى الآن. وواضح بأن الحريري مازال الاقوى واستبداله يتطلب برامج أكثر تماسكاً وتعبيراً وفعالية حتى يستطيع أن يقوم بهذا الدور، لذلك أعتقد بأن هناك موقف ترقب وانتظار لمعرفة نتائج الانتخابات وانتظار الوضع في لبنان بأي اتجاه سيذهب".

مشيرا إلى أن الموقف السعودي محكوم بالتوازنات الإقليمية والدولية بحسب التحولات التي تحصل في الوقت الحالي وهي في حالة ترقب لحسم أمرها في لبنان والمنطقة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3