الإطاحة بعمران خان .. الأسباب النتائج وأبرز السيناريوهات

2022.04.13 - 10:37
Facebook Share
طباعة

 تاريخ متوتر من العلاقة:

          أشار "Sajjad Ashraf" في معهد " east Asia forum", إلى أنَّ الخوض في العلاقات الباكستانية الأمريكية وإبقائِها على المسار الصحيح, حتى في أفضل الأوقات, يمثِّل تحديًا, حيثُ كشفت طبيعة الانسحاب الأمريكي من أفغانستان, والارتباك الناجم عنه, هشاشة هذه العلاقة, كما وتواصل الولايات المتَّحِدة إلقاء اللوم على الجيش الباكستاني لدعمه الجهات الفاعلة غير الحكومية, بما في ذلك طالبان, وحسب التقرير, يقوم عدد كبير من صانعي السياسة الأمريكيَّة, بإعادة النظر في علاقات الولايات المتَّحِدة مع باكستان, وأكَّد كل من وزير الخارجيَّة "أنطوني بلينكين" ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال "مارك ميلي" للكونجرس أنَّ الإدارة تدرس الدَّور الذي لعبته باكستان خلال السنوات الماضية, وما هو الدور الذي تريد الولايات المتحدة أن تلعبه في المستقبل, كذلك اقترح 22 مشرِّعًا جمهوريًا مشروع قانون في الكونجرس يتضمَّن تقييمًا لدعم حكومة باكستان لطالبان بين عامي 2001 و 2020م, كذلك لا تزال السياسة الأمريكيَّة تنظر إلى باكستان من منظور "أفغاني", أو حسبما يسميها بعض السياسيين "بفغانستان", وكذلك تُريد الولايات المتَّحدة باكستان لغرض محدَّد هو عمليَّات مكافحة الإرهاب في الأفق في أفغانستان, وفي الوقت نفسه, تسعى باكستان إلى علاقات واسعة النطاق تركز على الاقتصاد الجغرافي, وفي هذه المرحلة الحرجة يأتي "عمران خان " رئيس الوزراء في خضم هذه التجاذبات, وقال "Adam Weinstein" زميل باحث في معهد كوينسي, في موقع "foreign policy", في 27 سبتمبر, كتب رئيس الوزراء الباكستاني "عمران خان" مقال رأي في صحيفة واشنطن بوست, يطلب من الولايات المتحدة التوقف عن جعل باكستان كبش فداء[1].
 
          وقال الباحث "سي كريستيان فير", "كانت باكستان حريصة للغاية, في محاولة لتحقيق الدخل من مصادرها المختلفة ذات الصلة", مع ذلك, تقول باكستان أنَّها لم تحصل على التقدير أبدًا من الولايات المتَّحدة, لدورها في الحرب على الإرهاب, وأن تكاليف المشاركة في الحرب التي تكبدتها كانت ضخمة, ولا يمكن إصلاحها, وبالتالي هناك تضارب في الروايات بين واشنطن وإسلام أباد حول هذه القضيَّة, ومما أزعج أيضاً الخط الذي يمثله خان, هو عمل الولايات المتَّحدة على هو أنَّ الأموال من واشنطن, كانت مفيدة للجيش الباكستاني, في تحديث وشراء أسلحة عسكريَّة, وبالتالي ذهبت المساعدة من الولايات المتَّحِدة إلى الجيش الباكستاني, ما عزَّز قبضته على الاقتصاد السياسي للبلاد.
 
أسباب التوتر في العلاقة بين عمران خان والولايات المتَّحدة:
          وحسب "Mallika Sen" في "apnews", فإنَّ خان قال في تصريح سابق, إنَّ الولايات المتحدة, فرضت عقوبات على شريكها السابق "باكستان", لكنَّها عاودت الاتصال مرَّة أخرى بعد هجمات 11 سبتمبر / أيلول, وقال خان إنَّ المساعدة الباكستانية للولايات المتحدة كلفت أرواح 80 ألف باكستاني, وتسببت في صراع داخلي ومعارضة موجهة ضد الدولة, كل ذلك بينما شنت الولايات المتحدة هجمات بطائرات بدون طيار, وقال خان إنه بدلاً من مجرد "كلمة تقدير", تلقت باكستان اللوم[2], بدوره من مظاهر التوتر, كما قالت "مديحة أفضل" الزميلة في "الفورين بوليسي", ومركز سياسة الشرق الأوسط, ومركز الأمن والاستراتيجيَّة, أنَّه في 28 كانون الثاني (يناير), أيَّدت المحكمة العليا الباكستانيَّة حكماً أصدرته محكمة أدنى بتبرئة "عمر سعيد شيخ", الرجل المدان بتهمة التخطيط لاختطاف الصحفي في صحيفة "وول ستريت جورنال" "دانييل بيرل" في عام 2002م, وهي عملية اختطاف أدت إلى مقتله, وسرعان ما ندَّدت إدارة بايدن بقرار المحكمة, ووصفته بأنه "إهانة لضحايا الإرهاب في كل مكان, بما في ذلك باكستان", مضيفة أن الولايات المتحدة تتوقع "أن تقوم الحكومة الباكستانية بمراجعة خياراتها القانونية على وجه السرعة لضمان تحقيق العدالة"[3].
 
          وحسب "Nazir Ahmad Mir", في موقع "Atlantic council", قال رئيس الوزراء عمران خان, في مقابلة في يونيو 2021م, أنَّ العلاقة بين الولايات المتَّحِدة وباكستان كانت "غير متوازِنة, وأنَّه "نظرًا لأنَّ الولايات المتحدة شعرت أنَّها تقدِّم المساعدة لباكستان, فقد شعروا أن على باكستان حينها أن تقدم العطاءات لأمريكية"[4].
          وحسب تقرير موقع "news18", فإنَّ الولايات المتحدة قالت إنَّ المزاعم التي أطلقها رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان, "بأنَّ قِوى أجنبيَّة تَهدف إلى زعزعة استقرار حكومته", هي معلومات لا أساس لها من الصحَّة, وقالت مديرة الاتصالات في البيت الأبيض, "كيت بيدينجفيلد", إنَّه لا توجد حقيقة لهذا الادِّعاء[5], وأضاف "Azaz Syed" في موقع "the news", أنَّ خان كان لديه تهديدًا كتابيًا من عناصر أجنبيَّة ضد حكومته, مضيفًا أن بعض الأشخاص داخل باكستان يعملون على تقويضه, وامتنع رئيس الوزراء عن الإدلاء بمزيد من التفصيل على هذا الموضوع, ما أدى إلى إشاعات وتكهنات حول مضمون وصحة هذه الرسالة, وأكَّد مسؤول حكومي كبير لـ "ذا نيوز" أن تقييم رئيس الوزراء يستند إلى برقيَّة أرسلها "أسد مجيد خان", سفير باكستان لدى الولايات المتحدة, إلى إسلام أباد, وقال المسؤول, الذي طلب عدم ذكر اسمه, لصحيفة The News الأمريكيَّة, إن البرقية وصلت في إسلام أباد في 7 مارس, أي قبل يوم من مطالبة المعارضة للجمعيَّة الوطنية, بإجراء تصويت بحجب الثقة عن رئيس الوزراء عمران خان[6].
 
          وحسب "Adam Weinstein", في معهد "responsible statecraft", فإنَّ المعارضة المدعومة من الولايات المتَّحدة, ستعمل على سحب الثقة من خان, ففي الأسبوع الماضي, أطلق تحالف أحزاب المعارضة, تحت مظلة الحركة الديمقراطيَّة الباكستانية, اقتراح سحب الثقة من خان, وهي تشمل الأحزاب الرئيسيَّة مثل حزب الشعب الباكستاني (PPP), والرابطة الإسلامية الباكستانيَّة - نواز (PML-N) بالإضافة إلى الأحزاب الدينيَّة مثل جمعيَّة علماء الإسلام الباكستانيَّة (JUI-F), حيث كانت سمة هذه المعركة السياسية التي حظيت بأكبر قدر من الاهتمام دوليًا, هي اتهام رئيس الوزراء عمران خان بالتدخل السياسي لإحداث "تغيير النظام", لا سيما من قبل الولايات المتَّحدة[7].
 
          وحسب "Nozar Shafiei" في تحليل له بموقع "iran daily", تريد الولايات المتحدة إبقاء باكستان بعيدة عن الصين ويقول الكاتب الخبير في شؤون شبه القارة الهندية, إنَّ التدخل الأمريكي, الذي يهدف إلى الفصل بين باكستان والصين, هو السبب الرئيسي وراء الأزمة الجديدة في باكستان, وتحاول واشنطن توجيه التطورات من خلال العمليات الديمقراطية, واستخدمت الآليَّات البرلمانيَّة, وأقنع ممثِّلي الأحزاب السياسيَّة بمعارضة عمران خان في محاولة للإطاحة به من السلطة, وبالتالي, فإن الجيش والأحزاب الموالية للغرب, مثل الرابطة الإسلاميَّة, في صراع مع عمران خان وتدعم العلاقات الوثيقة مع الولايات المتحدة[8], ومن الأسباب الأخرى, رفض التطبيع مع إسرائيل, وعدم قبوله بوجود قاعدة عسكريَّة أمريكيَّة في البلاد, وكذلك العديد من الأسباب منها:
 
العلاقة مع روسيا:
          حسب تقرير موقع "news18", فإنَّه من أسباب التوتُّر زيارة عمران المفاجئة لروسيا, خلال المرحلة الأولى من حرب روسيا على أوكرانيا, ما أدَّى لقيام الولايات المتحدة بالتعبير عن قلقها تجاه سلوك باكستان[9], وحسب موقع sachkha brain", عشيَّة زيارة خان الرسمية لروسيا, شدَّد رئيس الوزراء الباكستاني على حاجة بلاده إلى تطوير العلاقات مع دول المنطقة, بما في ذلك إيران وآسيا الوسطى, خارج نطاق الانضمام إلى التكتل أو الحرب الباردة, وشدد خان على أهمية تطوير العلاقات مع روسيا, وأعرب عن قلقه إزاء تصعيد سيناريو الحرب الباردة الجديدة في المنطقة, وخاصَّة بين الصين والولايات المتَّحِدة[10], كما اعتبرت مجلة "تايم الأميركيَّة" (The Time) أن تأييد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان للرئيس الروسي فلاديمير بوتين في "غزوه" لأوكرانيا وعداءه لأوروبا والولايات المتَّحِدة تسبَّب في فقدانه منصب رئاسة الوزراء.
 
العلاقة مع الصين:
          وقال "Gabriel Dominguez" في موقع "Japan times", تثير العلاقات المتنامية بين باكستان والصِّين القلق في واشنطن ونيودلهي, حيث زادت مشاركة الصين في جنوب آسيا بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة, لتتجاوز المشاريع الاقتصادية والتنموية لتشمل المصالح الجيوستراتيجية والأمنية, وربما لم يوسع وجود بكين في أي بلد آخر في المنطقة أكثر من باكستان, ما أثار مخاوف في واشنطن ونيودلهي بشأن التداعيات الجيوستراتيجية لهذه الشراكة المتعمقة, كان أحدث مثال على ذلك هو موكب يوم باكستان في إسلام أباد في أواخر مارس, والذي شهد عرضًا عسكريًا للبلاد للعديد من المنصات الصينية الصنع التي تم الحصول عليها مؤخرًا مثل J-10CE المقاتلة متعددة المهام, ودبَّابات القتال ومدافع الهاوتزر ذاتيَّة الدفع والدفاع الجوي, وبالتالي فإنَّ إمداد الصين بمعدَّات عسكريَّة متطوِّرة لباكستان, بما في ذلك السفن الحربية والغوَّاصات, هو جزء من تعاون عسكري واستخباراتي مكثف يعكس المستوى المتزايد من الثقة بين الجانبين, ويمكن النظر إلى العلاقات العسكرية المزدهرة, والتي تشمل أيضًا مشاريع صناعية دفاعية مشتركة مثل الطائرات المقاتلة JF-17, وبالنسبة لبكين, تعمل باكستان كحاجز ضد الهند, وبالنسبة لإسلام أباد, تعد الصين مصدرًا رئيسيًا للأسلحة وأنواع الدعم الأخرى لتعزيز القدرات الباكستانية لمواجهة الهند، كما يقول "مايكل كوجلمان", نائب مدير برنامج آسيا في مركز ويلسون بواشنطن, وبالتالي أطلق التعاون الصيني الباكستاني المتنامي أجراس الإنذار في نيودلهي, خاصة مع استمرار تدفق الأموال والأسلحة الصينية إلى باكستان, علاوة على ذلك, فإن الجيش الهندي, الذي يستعد لحرب محتملة على جبهتين مع الصين وباكستان, قلق أيضًا بشأن إمكانية قيام جيش التحرير الشعبي بإنشاء بنية تحتية لوجستية وقواعد أكثر قوة في المنطقة, وبالتالي لن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى إعادة رسم خريطة الأمن الإقليمي فحسب, بل من المحتمل أيضًا أن تتحدى المصالح العسكرية الأمريكية, حيث جادل البنتاغون في تقريره بأن شبكة عالمية من المنشآت العسكرية واللوجستية الصينية يمكن أن "تتدخل في العمليات العسكرية الأمريكية وتدعم العمليات الهجومية ضد الولايات المتحدة مع تطور الأهداف العسكرية العالمية (للصين) ", ويقول "هارش في بانت", أستاذ العلاقات الدوليَّة في "كينجز كوليدج" في لندن, إنَّ الاستثمارات الصينيَّة المتزايدة في باكستان تعني أن بكين تكتسب بالفعل وصولاً إلى المحيط الهندي, فضلاً عن دخول أسهل إلى أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا, ومع اقتراب إسلام أباد من الصين, كلما ابتعدت عن الغرب, وهذا أيضًا يترك الولايات المتحدة بلا حلفاء وقواعد عسكرية في منطقة تهيمن عليها قوى إيران والصين وروسيا[11].
          وكذلك تأتي تلك التطورات بسبب انزعاج الولايات المتَّحدة من توقيع باكستان على مبادرة الحزام والطريق الصينيَّة (BRI) سراً, وهو الممر الاقتصادي بين الصين وباكستان, والذي يأتي كأكبر مشروع لمبادرة الحزام والطريق بتكلفة 62 مليار دولار, وسيؤدِّي استكماله إلى تحرير إمدادات الطاقة الصينية من نقاط الاختناق في "هرمز" و"مالاكا", كذلك تعتمد باكستان الآن بشكل شبه كامل على الصين في الإمدادات العسكرية[12], ورأت صحيفة "غلوبال تايمز" أن باكستان "الشقيق الحديدي" لبكين هي ضحية جديدة للتدخل الأميركي بهدف احتواء صعود الصين, وقال الباحث في معهد "شنغهاي" للدراسات الدولية "تشاو غانتشنغ" لصحيفة "غلوبال تايمز" الصينيَّة إن واشنطن فشلت في محاولاتها تقييد "عمران خان"، وتدخَّلت في السياسة الباكستانيَّة للإطاحة بالحكومة الحاليَّة.
 
العلاقة مع إيران:
          خلال زيارة خان لموسكو, قال: "نسعى لتوسيع التعاون التجاري مع جيراننا, بما في ذلك جمهورية إيران الإسلامية, لكن العقوبات الأمريكيَّة منعت ذلك طريق"[13], وأكَّد عمران خان على الحاجة إلى رفع العقوبات الأمريكيَّة أحادية الجانب ضد إيران, وأشار إلى حاجة باكستان للطاقة ومشروع خط أنابيب الغاز بين إيران وباكستان, قائلاً: "إيران مصدر رئيسي للطاقة ويمكن أن تزود باكستان بالطاقة الرخيصة, لكن العقوبات الأمريكية أصبحت إشكالية".
 
موقف الرابطة الإسلامية الباكستانيَّة:
          وهو من أقوى الأحزاب في باكستان, وربما يعمل على تشكيل تحالف بديل, وهو حزب ليبرالي محافظ مع شهباز شريف, من سلالة الشريف السياسية كرئيس, إنَّ حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية (PML) معتاد منذ فترة طويلة على تعقيدات السياسة الباكستانية والإقليميَّة, وهو معروف بدعم الأسواق الحرَّة, ورفع القيود, وتخفيض الضرائب, والملكية الخاصَّة, وعلى الرغم من أن الحزب دعم تاريخيًا المحافظة الاجتماعيَّة, إلا أنه في السنوات الأخيرة, أصبحت الأيديولوجية السياسية للحزب وبرنامجه السياسي أكثر ليبرالية في القضايا الاجتماعية والثقافية, ويميل حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية إلى أن يكون أكثر تعاطفاً مع الهند والولايات المتحدة, وبالتالي قد تدفع الأخيرة من أجل تقليص العلاقات الباكستانية خاصة مع روسيا, وكذلك مع الصين, ويكمن الكثير في مجال التأثير هذا في امتيازات الطاقة التي قد تكون الولايات المتحدة مستعدة لتقديمها "إن وجدت"[14].
 
الفيصل العلاقة مع العسكر:
          يتمتَّع الجيش الباكستاني بعلاقة قوية وشراكة مع الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة, وبالتالي يبرز لدينا عنا شقين متباينين في العلاقة مع واشنطن, فالحياة السياسية شيء, والعسكر شيء آخر, فعلى الرغم من العلاقة المتوترة بين خان والولايات المتَّحدة, وخاصة التنسيق مع الصين وروسيا, إلَّا أنَّ رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال "قمر باجوا" أعرب عن رغبتِه في زيادة العلاقات بين الولايات المتَّحِدة وباكستان, أثناء مخاطبتِه للحِوار الأمني في إسلام أباد, وأضاف: "نتشارك في علاقة إستراتيجية طويلة وممتازة مع الولايات المتحدة التي لا تزال أكبر سوق تصدير لنا", كما انتقد "باجوا" الغزو الروسي لأوكرانيا.
 
          في حين أورد موقع "فانينانشل تايمز" أنَّ مستشار الأمن القومي الباكستاني" مويد يوسف", اشتكى من فشل جو بايدن في الاتصال برئيس الوزراء "عمران خان" بينما تسعى واشنطن للمساعدة في منع طالبان من السيطرة على أفغانستان بعد انسحاب القوات الأمريكيَّة, وأضاف التقرير, يأتي كتف واشنطن البارد في الوقت الذي استولت فيه طالبان على مساحات شاسعة من الأراضي, في جميع أنحاء أفغانستان, في هجوم لا يرحم, شجَّعَه الانسحاب الأمريكي, واتُّهِمَت حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني باكستان صراحة بدعم حركة طالبان, لتأمين مصالحها الاستراتيجية في المنطقة, لكن على الرغم من دعوات خان لتوسيع العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان خارج أفغانستان, لم يتصل به بايدن منذ توليه منصبه هذا العام, وأضاف المستشار, "إذا كانت المكالمة الهاتفية بمثابة تنازل, وإذا كانت العلاقة الأمنية بمثابة تنازل, فإن لدى باكستان خيارات", وأشار بعض المحللين في واشنطن إلى أن خان قد تعرض للتجاهل. لأنه يُنظر إليه على أنَّه دمية في جهاز الأمن والجهاز العسكري الباكستاني القوي[15], كذلك أشار موقع "exbulletin", أنَّ الجيش الباكستاني قرَّر أنَّ خان يجب أن يرحل, وحسب التقرير, أوضح الجيش ووكالة الاستخبارات الباكستانيَّة, أنَّهُما ليسا أصدقاء "عمران خان", كما أشار التقرير, أنَّ قادة المعارضة, ضغطت بنجاح على القيادة العامَّة, للقيادة العسكريَّة, لعدم الانحياز إلى "خان"[16], وحسب صحيفة التايم الأمريكيَّة, فإنَّ استهزاء خان المستمر بالولايات المتَّحِدة, نسف علاقته بالجيش الباكستاني القوي، الذي لا يزال مهتما أكثر بكثير بالحفاظ على علاقات جيدة مع واشنطن.
 
النتيجة وسيناريوهات المستقبل:
          حسب "Arooj Bhatti" في موقع "mmnews", وبعد التدخُّل في اقتراح سحب الثقة ضد رئيس وزراء باكستان عمران خان, تثار تساؤلات في أذهان النَّاس حول سبب إحجام باكستان عن قطع العلاقات مع الولايات المتحدة على الرغم من تدخلها, وزعم الوزيران الفيدراليَّان "أسد عمر" و"فؤاد تشودري" أنَّ الرسالة جاءت قبل اقتراح سحب الثقة الذي ورد فيه صراحة, أنَه إذا ظل عمران خان رئيسًا للوزراء, فقد تكون هناك عواقب وخيمة, وربما اغتيال خان, كما أثيرت مخاوف بشأن هذه القضية, في حين ألقى وزراء اتحاديون باللوم على رئيس الوزراء السابق نواز شريف في المؤامرة[17],      ويقول "Harlan Ullman", في موقع "upi" إنَّ قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا, من غير الواضح ما إذا كان سيحاول السيطرة على الحكومة مباشرة, أو إيجاد بديل مناسب أو دعم حكومة ائتلافيَّة[18], وبالتالي كانت النتيجة "إقالة عمران خان", وحسب ""Christina Goldbaumو"Salman Masood" في "النيويورك تايمز", لا تزال باكستان في حالة اضطراب مع اقترابها من موسم انتخابات مبكر في الأشهر المقبلة, ويُعتبر خان أوَّل من يتم عزله في تصويت بحجب الثقة, حيث تمَّت الموافقة على اقتراح عزل السيِّد خان بأغلبيَّة 174 صوتًا, أي أكثر من الأغلبية البسيطة المطلوبة بصوتين, ويتوقَّع المحللون أن يختار المشرعون زعيم المعارضة "شهباز شريف", وهو عضو في سلالة سياسيَّة باكستانيَّة, ليكون رئيسا مؤقتا للوزراء حتى الانتخابات العامة المقبلة, على الأرجح في أكتوبر, ومن المتوقَّع أن يترشح السيد خان في تلك الانتخابات أيضًا, حيث قالت "عائشة صدِّيقة", المحلِّلة السياسيَّة في جامعة SOAS في لندن: "لا أعتقد أنَّ عمران خرج من السياسة الباكستانيَّة", "إنَّه بالفعل في وضع أفضل, إنَّه يصرف الانتباه تمامًا عن التضخم, عن الاقتصاد, إلى مسألة المؤامرة الأجنبيَّة هذه, وهذا سيفيده", وقال إعجاز خان, الرئيس السابق لقسم العلاقات الدولية في جامعة بيشاور: "خلقت هذه الأزمة مشاكل خطيرة لباكستان, فيما يتعلق بالاقتصاد والاستقطاب السياسي وسياستنا الخارجية", "إن إخراج البلاد من ذلك سيكون تحديًا خطيرًا لأي حكومة مستقبلية", وتقول "فيزا باتول"، الزميلة لدى "معهد باك" لدراسات السلام في إسلام آباد، "في ما يتعلق بالمصالح الجيواقتصادية لباكستان، فلا يمكن للصين أو روسيا أن تحلّ محل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي", وأوضحت في مقال نشره "مركز سيمون"، وهو مركز أبحاث أميركي، أنَّه "لا يمكن للاقتصاد الباكستاني المتعثِّر أن يتحمّل هروب رأس المال الغربي فحسب، بل إنَّه يعتمد أيضاً بشكل كبير على الدعم من المؤسسات المالية الدوليَّة التي تهيمن عليها هذه القوى الغربيَّة"[19].
 
          حسب "Chris Devonshire-Ellis" في موقع "silk road briefing", تحتاج باكستان إلى الاستمرارية, لكن إمكانيَّة التدخل الإقليمي حقيقية للغاية, وعمران خان يترك باكستان في وضع ما على حاله, حتى يمكن إجراء انتخابات جديدة, وهناك أيضا احتمال حدوث انقلاب عسكري, أو اضطرابات, وأشار الكاتبات عن تلك الاحتمالات ستأتي بسبب العمل على تقويض الصين, حيث طلبت طالبان المساعدة وتوسيع مبادرة الحزام والطريق, ولا سيما جانب الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC) الذي سيتم تمديده إلى أفغانستان, السبب الثاني, العمل على التواصل مع روسيا بسبب الحاجة إلى الطاقة, وبالتالي مواجهة الولايات المتَّحدة الأمريكيَّة الرافضة لذلك, الأسباب الأخرى, ستعمل واشنطن علة تقويض كل المبادرات التي تدفع باكستان اتجاه إيران وروسيا والصين, وبالتالي هذا سيقوي سيناريو التوتر, ويقول "Mohammed Uzair Shaikh" في "money control", إنَّ "سوريش غوش, الباحث المستقل والخبير في الشؤون الدوليَّة, قال لـ Money control: "من الصعب جدًا على عمران خان أن يعود إلى السلطة لأنَّ الجيش الباكستاني يتصرف ضده", وقال غوش "كما أشار عمران, إنها معركة بين هياكل السلطة", مضيفًا أن المؤسسة العسكرية لصالح الولايات المتحدة وأن خان يحظى بدعم الصين, ورأى المحلل أن "خطأ عمران الرئيسي هو أنه بدأ علانية في دعم الصين وكان يحول باكستان تدريجياً إلى عميل لبكين, التي تتعارض مع الولايات المتحدة", بدوره يقول موقع "good word news", إنَّ باكستان تقول إنَّ العلاقات مع الولايات المتحدة "ستبقى على المسار الصحيح" بعد الإطاحة بعمران خان, حيث أعرب مسؤول باكستاني لمجلة نيوزويك عن استمرار العلاقات مع الولايات المتحدة[20].


[1]- https://foreignpolicy.com/2021/09/30/pakistan-us-afghanistan-relations-withdrawal/
[2]- https://apnews.com/article/united-nations-general-assembly-india-afghanistan-pakistan-united-nations-fb2afe979ebeca7a8da63fd6c1d626a5
[3]- https://www.brookings.edu/blog/order-from-chaos/2021/04/12/under-biden-pakistan-and-the-us-face-a-dilemma-about-the-breadth-of-their-relationship/
[4]- https://www.atlanticcouncil.org/blogs/southasiasource/issues-and-mistrust-in-us-pakistan-relations/
[5]- https://www.news18.com/news/world/us-sees-through-imran-khans-so-called-slip-of-tongue-rubbishes-accusations-of-meddling-4930244.html
[6]- https://www.thenews.com.pk/print/945803-pak-envoy-s-cable-from-us-being-touted-as-threatening-letter
[7]- https://responsiblestatecraft.org/2022/04/03/imran-khans-fate-as-pakistani-pm-hangs-in-the-balance/
[8]- https://irandaily.ir/News/320827.html
[9]- https://www.news18.com/news/world/us-sees-through-imran-khans-so-called-slip-of-tongue-rubbishes-accusations-of-meddling-4930244.html
[10]- https://sachkhabrain.com/en/pakistan/imran-khan-sharply-criticized-us-sanction-policy-and-sabotaged-trade-with-neighbors/
[11]- https://www.japantimes.co.jp/news/2022/04/04/asia-pacific/politics-diplomacy-asia-pacific/china-pakistan-military-ties/
[12]- https://www.eastasiaforum.org/2022/03/01/pakistan-and-the-united-states-are-turning-into-strangers/
[13]- https://sachkhabrain.com/en/pakistan/imran-khan-sharply-criticized-us-sanction-policy-and-sabotaged-trade-with-neighbors/
[14] - https://www.silkroadbriefing.com/news/2022/04/10/how-will-imran-khans-ouster-as-pakistan-president-affect-chinas-cpec-belt-road-project-and-south-asian-security/
[15]- https://www.ft.com/content/f3d50eb9-5b2f-4472-ad7e-1a216e8e9ae1
[16]- https://exbulletin.com/politics/1530819/
[17]- https://mmnews.tv/threatening-letter-to-pm-is-it-possible-for-pakistan-to-end-relations-with-us/
[18]- https://www.upi.com/Voices/2022/03/23/Harlan-Ullman-Ukraine-Russia-under-the-radar/2251647873684/
[19]- https://www.nytimes.com/2022/04/07/world/asia/pakistan-imran-khan.html
[20]- https://www.moneycontrol.com/news/world/in-depth-imran-khan-blames-foreign-intervention-but-is-poor-economics-the-reason-behind-his-fall-8337401.html
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 4