أزمات اقتصادية وسياسية في ليبيا بفعل الأزمة الروسية الأوكرانية

إعداد - شيماء أحمد

2022.03.28 - 06:41
Facebook Share
طباعة

 رأى تقرير أعده باحثون في معهد كارينجي بعنوان "ماذا تعني الحرب الروسية في أوكرانيا للشرق الأوسط"،  أن الأزمة الأوكرانية سيكون لها آثار جيوستراتيجية  وسياسية وإنسانية بعيدة المدى في ليبيا، وتأتي في لحظة مشحونة بشكل خاص في حقبة ما بعد الثورة في البلاد.


حيث شهدت الحرب الأهلية في ليبيا عام 2019-2020 تدخل المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر المرتبطة بالكرملين جنبًا إلى جنب مع أفراد عسكريين نظاميين نيابة عن قائد الشرق "خليفة حفتر"، وانتهت الحرب بوجود آلاف المقاتلات الروسية، إلى جانب طائرات حربية متقدمة ومعدات عسكرية أخرى،متحصنة بقوة حول حقول النفط وفي القواعد الجوية في جميع أنحاء البلاد.


ويقول "فريدريك ويري" زميل أول في برنامج الشرق الأوسط في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، أنَّه في خضم الصراع في أوكرانيا، لم تنسحب هذه القوات الروسية بأعداد كبيرة "يقابلها مئات المستشارين الأتراك وآلاف المرتزقة السوريين المدعومين من تركيا في غرب ليبيا" .


وأضاف، من ناحية, فهي توفر الآن لروسيا نفوذًا استراتيجيًا على الجناح الجنوبي لحلف الناتو، فضلاً عن القدرة على تعريض إنتاج النفط للخطر، علاوة على ذلك، فإن وجودهم على الأراضي الليبية قد أعطى موسكو نقطة انطلاق لإسقاط القوة التخريبية في دول الساحل في الجنوب.


وتابع الباحث أنه مع ذلك ومع استمرار تزايد خسائر روسيا في أوكرانيا،من المحتمل أن تضطر إلى نقل أفراد مجموعة فاغنر وعتادها العسكري من ليبيا إلى الجبهة الأوكرانية, حيث كان التنسيق الروسي التركي في ليبيا أحد الضوابط على اندلاع جولة أخرى من القتال على مستوى البلاد بين الفصائل الليبية.


ويرى التقرير أنه على المدى القصير، فمن المرجح أن يستمر هذا الترتيب، حيث لا يزال لدى كل من موسكو وأنقرة مصلحة في استخدام المناورات الدبلوماسية لتأمين أهدافهما الاقتصادية والسياسية في ليبيا وتركيا على الرغم من دعمها العسكري لأوكرانيا، تخشى فتح مسارح مواجهة إضافية مع روسيا.


وقد نصبت نفسها مؤخرًا كوسيط، مع ذلك على المدى الطويل، قد يتضاءل ضبط النفس هذا في ليبيا، خاصة إذا قررت روسيا التصعيد،أو إذا اتخذت تركيا موقفًا أكثر تشددًا بسبب تنشيط الناتو،  أو إذا لجأت المعسكرات الليبية المتنافسة في النهاية إلى القوة العسكرية، بحسب التقرير.


وأشار التقرير أن هذا الخطر الأخير زاد مع المواجهة الأخيرة في طرابلس بين اثنين من المطالبين المتنافسين بمنصب رئيس الوزراء على الرغم من المناورات في الوقت الحالي وعقد الصفقات، وإلى جانب هذه الآثار الاستراتيجية، فإن إطالة أمد الحرب الأوكرانية سيؤدي إلى تصاعد الصعوبات الاقتصادية للمواطنين الليبيين،ويتضح هذا بشكل خاص في تزايد انعدام الأمن الغذائي: تستورد ليبيا حوالي 75 في المائة من قمحها من أوكرانيا أو روسيا،ومع احتياطيات القمح المحدودة، ستضطر إلى دفع علاوة لجذب الموردين البدلاء مثل البرازيل والأرجنتين.


وأوضح التقرير أنه يمكن أن يؤدي الارتفاع الحاد في أسعار الخبز إلى زيادة الضغط العام على الحكومة غير الفعالة بالفعل في طرابلس، وعلى صعيد الطاقة، تم تعويض التوقعات الأولية لزيادة الطلب على النفط الخام الليبي الناجم عن الحرب في أوكرانيا من خلال التباطؤ المتوقع في النمو الاقتصادي العالمي، فضلاً عن التسليح الدوري لتدفقات النفط من قبل الفصائل الليبية، كما يتضح مؤخرًا في الإغلاق القصير، من حقلين نفطيين رئيسيين من قبل جماعة مسلحة.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 10