مسؤول العلاقات الإعلامية في الحزب يكشف لآسيا عن مصير الانتخابات

حوار زهراء أحمد - وكالة انباء أسيا

2022.03.17 - 09:11
Facebook Share
طباعة

 اعتبر المسؤول الاعلامي في حزب - الل  .. الاستاذ محمد عفيف ان ليس هناك قلقاً حقيقياً من إمكانية تأجيل الانتخابات عن موعدها المحدد، بل إن الانتخابات سوف تتم بكل حرية وديمقراطية في موعدها المحدد، كما جزم عدم احتمال حصول احداث كبيرة يمكنها أن تؤجل الانتخابات او تطيح فيها.

وأشار في مقابلة خاصة لوكالة أنباء آسيا أن انسحاب تيار المستقبل من الانتخابات النيابية سيلقي بظلاله على نسبة التصويت خصوصاً في الطائفة السنية. 

وهنا نص المقابلة: 

١-. بعد إعلان وزارة الداخلية غلق باب الترشيح 

واعلان عدد المرشحين البالغ عددهم ١٠٤٣ مرشحاً ما سبب هذا الإقبال الكبير نسبياً على الترشيح على مجلس النواب؟

لا أعتقد أن عدد المرشحين كبير، هو يساوي تقريباً نسبة ثماني مرشحين لكل مقعد وهذا امر منطقي، وهذا عدد مساوي لدورة الانتخابات الماضية. السبب الرئيسي هو قانون النسبية، فقبل هذا القانون كان هناك قانون أكثري وكانت الامور تبدو محسومة سلفاً، لكن الآن القانون النسبي فتح الباب الى لوائح متعددة وبالتالي إلى مرشحين كثر ولم يعد المرشح المحتمل للفوز قادر على تأمين الحاصل الانتخابي بمفرده، ولابد له من دعم ومساندة من مرشحين آخرين. اذاً فإن طبيعة القانون هي من فرضت هذا العدد ومع هذا لازلت اعتقد ان العدد مقبول نسبياً، كما أن انسحاب تيار المستقبل من المنافسة فتح الباب في الساحة السنّية وهذا امر إيجابي على المستوى الوطني ولو اننا نرغب بعدم غياب تيار المستقبل عن هذه الدورة. 

2- ماهي فرص مرشحي منظمات المجتمع المدني في الانتخابات المقبلة؟ وهل سيكون لهم ثقل وتأثير في العهد الجديد ؟

بحسب تقديراتهم فهم يتوقعون الفوز من عشرة إلى خمسة عشر مقعداً. في البداية كانت توجد لديهم توقعات مبالغة وكانوا يعتقدون انهم قادرون من (سحب البساط) من تحت تأثير القوى التقليدية الموجودة في المجتمع اللبناني كحركة امل والحزب التقدمي الاشتراكي والتيار الوطني الحر وتيار المردة، بفعل التطورات التي حدثت في 17 تشرين عام 2019 إلى الآن ، اضافة إلى الموجة الاقتصادية والهجرة. لكن الآن مع اقتراب الاستحقاقات من مواعيدها الحقيقية أعتقد أنهم باتوا أكثر واقعية وهم الان يواجهون صعوبات في قدرتهم على تشكيل اللوائح، اضافة إلى صعوبات تواجهها السفارة الأمريكية في فرض مرشحين داخل هذه اللوائح. وليسوا متفقون على رأي واحد وغير قادرين على تشكيل كتل موحدة، وأبرز مصداق على ذلك هو انسحاب وزير الداخلية السابق "زياد بارود" الذي كان يعتبر بمثابة الحصان الرابح في منطقة جبيل كسروان، ومع هذا انسحب بسبب الانقسام والتشرذم داخل منظمات المجتمع المدني. اما من ناحية دورهم في المجلس النيابي القادم ربما يتوقعون إجراء تحالفات مع مرشحين مستقلين مثل "ميشال معوض ونعمة افرام" وبعض الفائزين في المناطق المتعددة وربما مع حزب الكتائب، وربما يعتقدون انهم قادرون على تشكيل تكتل من 20 إلى 25 مقعداً، وهذا اذا حصل فعلاً فسيكون له تاثير مهم بطبيعة الحال على موازين القوى داخل مجلس النواب، وبالتالي سيكون لهم مشاركة فاعلة وقوية داخل العمل السياسي والبرلماني ولكن مازال مبكراً الحديث عن هذا التأثير.

٣- هل سنشهد تغيراً في خريطة القوى السياسية، وهل ستخسر بعض الاحزاب بعض مقاعدها لقوى أخرى؟

لا أعتقد أن هناك تغييراً كبيراً في خريطة القوى السياسية. على الأرجح الحسابات في الساحة الشيعية لاتزال على ما هي، وموازين القوى في الساحة المارونية لاتزال متقاربة ومتكافئة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، وربما نشهد تغييراً بسيطاً في الساحة المسيحية وتغيراً ما في الساحة السنّية، وبالتالي سنشهد قوىً سوف تربح وقوى ستخسر وهذا امر طبيعي. والعامل الرئيسي الذي أدى لهذا المشهد هو انسحاب تيار المستقبل، وبالتالي التغيير الحقيقي الذي سيحصل سيتركز في الساحة السنّية وسوف تقوم بوراثة تيار المستقبل كتلاً اما من ( 8 آذار او مستقلين أو قوى تتماهى مع تيار المستقبل ولكن لا تنتسب اليه) وبالتالي هذا هو التغيير الجدي الذي سيحصل وممكن أن نقسمه الى تغيرين مهمين:

أولاً: بالساحة السنية، بسبب غياب تيار المستقبل 

ثانياً: تأثير منظمات المجتمع المدني وبعض جماعات السفارات في داخل المجتمع المسيحي على الرغم من انه حسب التقدير فإن أغلب القوى المسيحية سوف تحافظ على اوزانها المعروفة مسبقاً.

4- هناك من يتحدث عن احتمال حصول احداث امنية ممكن ان تأجل الانتخابات، ولا زال هناك قلق من إمكانية اجرائها في الوقت المحدد ؟

لا أعتقد أن هناك قلقاً حقيقياً من إمكانية تأجيل الانتخابات عن موعدها المحدد، لا بل إننا نعتقد أن الانتخابات سوف تتم بكل حرية وديمقراطية في موعدها المحدد، ولا أعتقد أن هناك احتمال حصول احداث كبيرة يمكنها أن تؤجل الانتخابات او تطيح فيها، وهذا ما تجمع عليه تقريباً أغلب القوى السياسية في لبنان. كما نلاحظ حماوة المعركة الانتخابية والتصريحات واعلان اللوائح هو الأساس، ودعونا ننظر إلى الامور من الجانب الايجابي لا من الجانب السلبي وانا أعتقد أن الانتخابات سوف تتم في موعدها المحدد . 

٥- هل تتوقع أن تشهد الانتخابات النيابية اقبالاً واسعاً خصوصاً مع الازمة الاقتصادية وحالة الاحباط في الشارع اللبناني المتوقع لإعادة تدوير لنفس القوى السياسية؟

بطبيعة الحال، هنالك استحقاق مهم جداً من الناحية السياسية، وهنالك قوى ترغب في التغيير، وهنالك قوى تريد أن تثبت شعبيتها داخل بيئتها وقوى أخرى تريد أن تحصل على موقع في اللعبة السياسية. لكن بطبيعة الحال فالازمة الاقتصادية والسياسية المتواصلة منذ 17 تشرين وإلى الآن وانحدار العملة الوطنية أمام الدولار الأميركي وتطيير الودائع وغياب الحلول، ربما يكون سبباً هاما ًفي بعض الاحباط وخفض مستوى التصويت، وهذا امر تتوقعه أغلب القوى السياسية. لكن الدراسات حتى الآن لا تؤكد أن الانخفاض سيكون كبيراً عن النسبة الماضية لأنه كلما اقتربنا حقيقة من موعد الانتخابات في أيار وازدياد حماوة المعركة وازدياد التنافس، أعتقد انه سترتفع تدريجيا نسبة المشاركة في التصويت، لكن حالياً نعم مع الازمة الاقتصادية وحالة الاحباط الموجودة هنالك قلقاً لدى أغلب القوى السياسية من انخفاض مستوى التصويت لا سيما أن خروج تيار المستقبل وتعليق عمله السياسي سوف يكون له تاثير هام وكبير على نسبة التصويت .

٦- اعلن الاتحاد الأوروبي عن إرسال بعثة دولية لمراقبة الانتخابات والسفيرة الأمريكية شددت على إجراء الانتخابات في موعدها ما السر وراء الاهتمام الدولي بهذه الانتخابات بالتحديد؟ وما خصوصيتها التي تجعل لبنان تحت المجهر؟

ليست المرة الأولى التي يرسل فيها الاتحاد الأوروبي بعثة دولية لمراقبة الانتخابات، ولا هي الانتخابات الأولى التي تهتم فيها السفارة الأمريكية المتعاقبة، لكن ربما كان لديهم اعتقاد وتوقعات كبيرة بخصوص التصويت الشيعي واحتمال خرق في البيئة الشيعية وربما كانت لديهم توقعات في البداية في الحصول على الغالبية النيابية، وربما لديهم توقعات بأن التيار الوطني الحر سيكون متراجعاً في الساحة المسيحية. وبالتالي هنالك فرصة لكسب المزيد من الأصوات داخل البرلمان، الأمر الذي يحوله إلى مادة سياسية قوية ضد حزب ال... وسلاح – المقاومة، ولكن أعتقد انهم مع الوقت أدركوا أن تحقيق هذه الأهداف فيه صعوبة كبيرة ، ومع ذلك فإن لبنان لا يزال على خريطة المتابعة والمراقبة الأمريكية والاوروبية وهذا ما يجعلهم مصرين على اجراء الانتخابات في موعدها فهم يعتقدون بأن اي تغيير داخل مجلس النواب يمكن أن يحصل يصب في مصلحتهم ومفيد لهم على وجه العموم ، ولكن انا أعتقد أن اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية هي من ترغب حقيقة في إجراء الانتخابات في موعدها، اذ لم نسمع من أي قوى لا علناً ولا سراً اي رغبة بتأجيل الانتخابات النيابية، وهذا تناسب مع مناخ دولي عارم لاسيما بعد انفجار 4 آب وزيارة ماكرون إلى لبنان . فكان هنالك اصراراً أوروبياً على أن التغيير والإصلاح لا يمكن أن يأتي الا بعد انتخابات نيابية، وهذا ما دفعهم إلى التشديد على إجراء الانتخابات النيابية في موعدها بعد أن تم صرف النظر عن إجراء انتخابات مبكرة في فترة سابقة.

 لبنان بطبيعة الحال بلد مهم ولطالما كان هناك نفوذاً فرنسياً ونفوذاً أمريكياً ولفترات طويلة نفوذاً سعودياً، وهذا ما يجعلهم مهتمين جدا بلبنان ، وكما كانوا يقولون عن لبنان انه (ثرموميتر الشرق الأوسط) اي ميزان حرارة بسبب تعقيدات الوضع السياسي اللبناني والداخلي، لأن لبنان متصل بالكثير من الأحداث والقضايا الإقليمية مما يجعله مدار اهتمام، ولبنان مهم إلى الامريكيين كثيراً في الآونة الأخيرة لسببين الأول هو المقاومة - وسلاح - المقاومة والوضع في الجنوب ، والثاني هو موضوع ترسيم الحدود وقضية النفط والغاز، وبالتالي هم يرغبون في إجراء الانتخابات في موعدها والحصول على موقع مباشر في الحياة السياسية عن طريق أصدقاء لهم وحلفاء يمكنهم من التأثير لاحقاً على القرارات المتعلقة بهذين الموضوعين.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 3