الغارديان: لماذا يتقرب بوريس جونسون من السعودية

2022.03.17 - 09:43
Facebook Share
طباعة

 تناولت الكاتبة مايا فوا في صحيفة الغارديان الزيارة الأخيرة لبوريس جونسون إلى السعودية التي جاءت بعدما أعدمت المملكة الخليجية 81 رجلا قبل أيام فقط.

وقالت إن رئيس الوزراء البريطاني "يفهم الرأي العام بصورة جيدة"، ولذا فهو "يعلم بالتأكيد أن مصافحة مستبد أشرف لتوه على عملية قتل جماعي ستضر بالمكانة الأخلاقية لبريطانيا على المسرح العالمي".

وأضافت أنه "منذ استدراج جمال خاشقجي إلى القنصلية السعودية في إسطنبول عام 2018 وقتله، ابتعد القادة الغربيون في الغالب عن المملكة، وتجنبوا التقاط الصور مع ولي العهد".

وأشارت إلى أنه في الأسابيع التي تلت غزو القوات الروسية لأوكرانيا، ساد شعور بأن الحسابات قد تغيرت. "فعلى نحو متزايد، يقول وزراء محافظون إنه على الحكومة أن تفعل كل ما بوسعها لتقليل اعتماد بريطانيا على الغاز الروسي وأن عليها عقد اتفاق مع الشيطان، كما قال مدير معهد أبحاث الأزمات، مارك ألموند، في صحيفة ديلي ميل".

واعتبرت فوا أن "توقيت عمليات الإعدام مخيف. فقبل أقل من أسبوعين، نشرت مجلة ذي أتلانتك مقابلة مطولة مع ولي العهد تروج لتحديثات شاملة لنظام العدالة الجنائية السعودي".

وأضافت أنه من خلال زيارة المملكة العربية السعودية، "يؤكد جونسون أن السلطات السعودية يمكنها قتل من تريد، في أي وقت، وسوف يتجاهل الغرب ذلك".

وقالت "إنه يضمن فعليا أن يتم إعدام المزيد من الأشخاص الذين كانت جريمتهم الوحيدة هي تحدي الوضع الراهن. أشخاص مثل حسن المالكي وهو رجل دين يواجه حاليا عقوبة الإعدام بسبب محتويات مكتبته".

وقالت فوا "العدالة السعودية صندوق أسود لا يمكننا التأكد منه أبدا. فالمنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان التي تحتفظ بسجل شامل لأحكام الإعدام في السعودية، لم تكن حتى تعرف عن 69 حالة (من بين الـ81 الذين أعدموا). حوكم هؤلاء الرجال وأدينوا وحكم عليهم وأعدموا في سرية تامة".

وتابعت أنه "من بين الـ12 الذين نعرفهم، من المحتمل أن يكون ثلاثة منهم على الأقل قد تعرضوا للتعذيب للإدلاء باعترافات كاذبة بشأن جرائم إرهابية بعد مشاركتهم في مظاهرات مؤيدة للديمقراطية".

وقالت إنه فيما "تصف السلطات الرجال الذين تم إعدامهم بأنهم إرهابيون، هناك سجناء سياسيون ومجرمو مخدرات غير عنيفين وأشخاص اعتقلوا وهم أطفال وينتظرون تنفيذ حكم الإعدام فيهم".

وذكّرت أنه في عام 2014، وقعت الحكومتان البريطانية والسعودية مذكرة تفاهم بشأن التعاون القضائي.

وقالت الكاتبة "قدمت منظمتي، ريبريف، طلبا بالاستناد إلى الحق في الحصول على المعلومات - لكن تم رفضه على أساس أن نشر المعلومات قد يكون له تأثير سلبي على الإدارة الفعالة للعلاقات الدولية. وبسبب هذه السرية، ليس لدينا أي فكرة عما إذا كانت المساعدة البريطانية قد دعمت نظاما قضائيا يعتمد على التعذيب والإعدام في المملكة العربية السعودية".

وأضافت "ما نعرفه من تقارير المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان ورصد وسائل الإعلام أنه في الفترة التي تم فيها تنفيذ هذه الاتفاقية، زاد النظام السعودي بقيادة الملك سلمان ونجله بشكل كبير من وتيرة عمليات الإعدام - حتى الآن كان هناك أكثر من 900 حالة منذ عام 2015. وفي يناير/ كانون الثاني فقط، التقى وزير العدل البريطاني، دومينيك راب، بنظيره الشيخ وليد الصمعاني، وقال إنه سعيد لسماع تقدم المملكة العربية السعودية في الإصلاح القضائي وحقوق الإنسان. لقد تم اعتباره أحمق".

وقالت مايا فوا "رحلة رئيس الوزراء إلى الرياض، بعد فترة وجيزة من هذا الإعدام الجماعي، عار عليه شخصيا وعلى بريطانيا. ألن يخبره أحد في دائرته المقربة أن هناك طرقا أفضل وأكثر استدامة للتعامل مع أزمة الطاقة من تشجيع وتمكين نظام قاتل؟".

وختمت بالقول "يجب ألا نظهر اشمئزازنا من فظائع فلاديمير بوتين عبر مكافأة تلك التي ارتكبها محمد بن سلمان".

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 5