ما الذي نعرفه عن العنصريين البيض في بولندا؟

شيماء أحمد

2022.03.10 - 06:57
Facebook Share
طباعة

 الجمهورية البولندية تقع في أوروبا الوسطى، وتحدّها غرباً ألمانيا؛ وجنوباً جمهورية التشيك وسلوفاكيا؛ وشرقاً أوكرانيا وبيلاروسيا؛ وبحر البلطيق ومنطقة كاليننغراد وليتوانيا شمالاً.

وتشهد بولندا انخفاضا في عدد السكان بالمقارنة مع الدول الأوروبية الأخرى. وبحسب تقديرات فإن لا يزيد عن 3٪ من إجمالي السكَّان هم من الأقليَّات القوميَّة بمختلف جنسياتهم،  إلى جانب 4 أقليات عرقيَّة وهم:( كريم، ليمكو، روماني وتتار).

وتعتبر المسيحية في بولندا هي الديانة المهيمنة، فوفقًا لإحصائيات كتاب حقائق العالم عام 2011 ، فغن الغالبية العظمى بنسبة (94.3%) من سكان بولندا يعتنقون الديانة المسيحية، فيما يَتبع 87.0% من السكان الكنيسة الرومانية الكاثوليكية. وهذا بخلاف دول شرق أوروبا التي يدين مُعظم سكانها بالأرثوذكسية الشرقيّة.وتبعاً لهذه التركيًّبة سيطرت الأحزاب اليمينيَّة على المشهد السياسي في بولندا، ويبدو أنَّها في أقوى موقع لها حتى الآن في السلطة.

وتشهد بولندا الكثير من الاعتداءات ضد الأجانب في بولندا، لاسيما ضد مسلمين وأفارقة، كما توجد هناك مشاعر معادية للألمان أيضا. وأمام هذا التطور الخطير تبقى السلطات الحكومية صامتة، حيث لا تحرك ساكنا، الأمر الذي ظهر بشهدة خلال مشاهد محاولة الأفارقة والعرب العبور من من أوكرانيا إلى بولندا هربا من الحرب.

وسجلت الكاتبة  أنا تاتار والتي تقيم في العاصمة وارسو، أحداث الاعتداءات العنصرية في كافة بولندا، وذلك في "كتابها الأسود". ففي عام 2009 و 2010 سجلت 400 حالة، وبعدها بسنتين وصل العدد إلى 600.

وأضافت الكاتبة في تصريحاتها مع ( دوتش فيله) DW: "منذ صيف 2015 يمكن معاينة تصعيد إضافي لهذا التطور، حاليا يتم تقييم تلك الأرقام الرسمية". وتقول أنا تاتار أيضا؛ إن الأجواء العنصرية ارتبطت أيضا بالجدل القائم بشأن اللاجئين خلال الحملة الانتخابية التي سبقت الانتخابات البرلمانية في خريف 2015، علما أن بولندا لم تستقبل لاجئين. لكن هناك عدم رضا لدى الكثيرين من المواطنين البولنديين بسبب أعداد اللاجئين المرتفعة في أوروبا. وتنتقد أنا تاتار في هذا السياق وسائل الإعلام البولندية، وقالت:"تم عرض اللاجئين ككتلة من الناس بدون وجوه الأفراد وعرض ظروفهم الشخصية".

وتجلت مشاهد العنصرية والتمييز خلال الفترة القليلة الماضية وتحديدا مع اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا، حيث تعرض الآلاف من العرب والأفارقة وغيرهم من الجنسيات الأخرى لأفعال عنصرية تمييزية على الحدود الأوكرانية البولندية أثناء هروبهم من نيران الحرب.

حيث سعى مهاجمون يرتدون الزي الأسود للبحث عن مجموعات من اللاجئين غير البيض، معظمهم من الطلاب الذين وصلوا لتوهم إلى بولندا من مدن في أوكرانيا، بحسب تقرير لصحيفة "الغارديان" البريطانية. ووفقا للشرطة، تعرض ثلاثة طلبة هنود للضرب على أيدي مجموعة من خمسة رجال

وفي تحليل لمنظَّمة " discover society"  قالت  الكاتبة"كاسيا ناركوفيتش" ؛ تعتبر الاعتداءات على منازل الغجر وحرق دمية يهوديَّة أرثوذكسيَّة, في مظاهرة عامة, وتدنيس مساجد عمرها قرن, من الأمثلة الأخيرة على انتشار العنف العنصري في جميع أنحاء بولندا.

فضلاً عن أن  المنظمة المناهضة للعنصرية "Nigdy Więcej"؛ تقول أن بولندا تشهد حاليًا "أكبر موجة من الكراهية" في تاريخ البلاد الحديث، وبحسب التقرير؛ فإنَّ الجماعات القوميَّة مسؤولة عن التعبيرات الأكثر إثارة عن الكراهية، وتنفجر العنصرية في المنتديات عبر الإنترنت لليبراليين العلمانيين، وكذلك من المحاضرات الكنسية في جميع أنحاء البلاد.و حزب "القانون والعدالة" المنتخب مؤخرا زاد الأمر صعوبة، حيث ألغت الهيئة الحكومية الوحيدة التي تكافح التمييز العنصري، لأنها اعتبرت ذلك بلا فائدة، مرسلةً رسالة رمزية إلى الأقليات الهشة بالفعل في البلاد.

ويُعرف حزب القانون والعدالة  ( الحزب الحاكم حاليا) بمعارضته الشديدة للإسلام, وخلال السنوات الماضية تحول الحزب من  حزب محافظ ( يمين الوسط) إلى حزب يميني راديكالي، وتبنى بشكل متزايد إيديولوجية استبدادية يمينيَّة.

الجدير بالذكر أنه مع وصول حزب القانون والعدالة إلى الحكومة، عمل على الدفع بالبلاد ناحية اليمين من خلال دفع أجندة شعبويَّة مناهضة للهجرة ومؤيدة للكاثوليكيَّة، في المقابل شكَّلت الأحزاب القوميَّة المتطرفة في بولندا، ائتلافًا "Konfederacja" وأصبحوا أوَّل حزب يتحدَّى حزب القانون والعدالة من اليمين.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 7