"إثنين الغضب".. هل إشعال الشارع فاتورة إقليمية؟

كتب المحرر السياسي

2021.11.30 - 07:49
Facebook Share
طباعة

 أعادت تحركات اثنين الغضب الى الواجهة محاولة الاستثمار في الشارع ولكنها هذه المرة لا تقف عند حدود المشاريع السياسية، بل تتعداه الى ما هو اخطر من ذلك، في ظل المعلومات عن محاولات من اجل اعادة توتير الوضع وخلق فوضى امنية على غرار ما حصل في الطيونة، وفي السياق تشير المعلومات الى ان الدعوات التي يتم الترويج لها عبر التواصل الاجتماعي سرعان ما تترجم تحركات في مناطق محددة ، ما يؤكد دور جهات سياسية محددة في العمل على استغلال المجموعات المنضوية في حراك 17 تشرين وتمويله من اجل توتير الشارع.


وترى جهات مطلعة على سير تحركات اثنين الغضب ان ما بات مؤكدا أن مجموعات لا تتعدى أعدادها اصابع اليد الواحدة قادرة على تهديد السلم الأهلي في لبنان، من خلال عمليات قطع الطرقات لا سيما في المناطق الحساسة، مثل الجية والسعديات التي تصل العاصمة بيروت بالجنوب، كما تقدر أعداد مجموعات قاطعي الطرق ببضع عشرات على أبعد تقدير، والامر عينه في العاصمة بيروت، بينما تشهد مدينة طرابلس بعض الحشود، ما يفسر دور جهة سياسية من خارج المدينة والتي تسعى الى استغلال مجموعات الحراك والزج بها في توتير الشارع، بهدف استدراج الاخرين الى ردة فعل على غرار ما حصل في الطيونة، وبالتالي يبدو ان إشعال الشارع هو الفاتورة المطلوب دفعها إقليميا في لبنان.


وعلى صعيد التحركات في الطريق الجديدة المحسوبة على تيار المستقبل، هناك من يرى أن بهاء الحريري هو من يقف خلفها ويمولها، والدليل ان التحركات انطلقت في مناطق تشهد نفوذا لأنصاره الذين كانوا محسوبين سابقا على تيار المستقبل، ما يشير الى أن الصراع بين الأخوين سعد وبهاء الحريري حول الزعامة الذي بدأ من الطريق الجديدة بدأ يترجم أيضاً في صيدا وطرابلس،  كما يتبلور في البقاعين الغربي والاوسط، حيث يبدو لافتا نشاط حركة سوا لبنان الممولة من قبل بهاء الحريري.


وتختم المصادر مشيرة الى ان اعطاء الزخم لتحركات "اثنين الغضب" في محاولة لتصويرها كانطلاقة جديدة لحراك 17 تشرين الاول 2019 يؤكد رغبة ودور جهات اقليمية، في السعي من اجل تحريك الشارع والاستثمار فيه سياسيا وأمنياً خدمة لأجنداتها عبر ادوات محلية،  وتلفت المصادر الى ان "الحقيقة الساطعة هي ان المطلوب من الشارع السني في لبنان ان يدفع ثمن إنقاذ مأرب من السقوط، وثمن مواجهة دامية مع حزب مدجج بالصواريخ، والذي لم يقرر بعد ان يحكم لبنان مباشرة ويرفض التورط في معارك محلية".

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 7