في وقت يعاني معظم السوريين من أصحاب السيارات العامة والخاصة من شح مادة البنزين وصعوبة عمليات التعبئة بعد حصرها في "رسالة ذكية" طالما تتأخر لأيام، خرجت وزارة النفط لتطلب منهم الصبر في هذه الظروف.
ورغم رفعها أسعار المشتقات النفطية مؤخراً بهدف توفيرها، تبرر الوزارة "عجزها" جراء التضييق الأمريكي على الشعب السوري، معتبرة أن الغلاء يعود لارتفاع الكلف وما تبعه من تأمين القطع الأجنبي إضافة لارتفاع الأسعار العالمية والتضخم العالمي.
وذكرت أن المستفيدين من مادة البنزين المدعوم عبر البطاقة الذكية ارتفاع من 70 – 95 % بعد تطبيق آلية الدور عبر الرسائل النصية، مشيرة إلى وجود من يستغل هذا الدعم للاتجار بالمادة في السوق السوداء.
تصريح المصدر، أثار ردود أفعال ناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي وسط خشية من نوايا مبيتة لرفع سعر المحروقات خلال الفترة المقبلة، معتبرين أن هذا النهج الوزاري بات مكشوفاً لدى الشعب السوري بالعموم.
وذكر احد الناشطين أن الوزارة لم توفق بطلب "الصبر" من المواطنين بعد 11 سنة من الحرب، متسائلاً باقول: ما لم يكن صبوراً هذا المواطن لحد يبقيه على قيد الحياة بعد انعدام كل سبل المعيشة طيلة سني الحرب؟!"، مطالباً الوزارة بالبحث عن الحلول بدل إظهار العجز فعلياً.
وتشهد سورية شحاً في توفر المشتقات النفطية "المدعومة" من مازوت وبنزين وغاز، في حين تتوفر جميع هذه المواد في السوق السوداء لتباع خارج البطاقة الذكية المخصصة للمواد المدعومة فقط، وسط تساؤل معظم المواطنين عن كيفية توفرها بالشكل "الحر" وانعدامها من الشكل "المدعوم"، معتبرين أن هذه العملية تمهد لرفع الدعم بشكل تدريجي مع اعتياد المواطن على فقدان كافة المواد عبر البطاقة الذكية وارغامه على شرائها من السوق السوداء، وفق رأيهم.