مصدر روسي لـ آسيا: "فاغنر" في مالي ستُنهي الإرهاب

2021.10.01 - 04:40
Facebook Share
طباعة

لجأت سلطات مالي إلى شركة فاغنر العسكرية الخاصة للمساعدة في مكافحة الإرهاب. وسبق ذلك إنهاء التعاون العسكري مع فرنسا في يونيو 2021. حيث أنشأت الحكومة الفرنسية عملية لمكافحة الإرهاب في عام 2013، ودخلت مجموعة محدودة من القوات الفرنسية مالي. وكانت باريس قد أعلنت في وقت لاحق إطلاق عملية برخان التي حاربت الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل الأفريقية. وفور إنهاء التعاون العسكري مع مالي، أعلنت الحكومة الفرنسية انتهاء عملية برخان. 

استمرت عملية برخان سبع سنوات. خلال هذه الفترة الطويلة، لم تكثف الجماعات الإرهابية من نشاطها فحسب، بل وسعت نطاق تواجدها أيضًا. فعاما 2018-2019 يُعتبران بحق من أصعب الأعوام في تاريخ دولة مالي. حيث أنه في نهاية عام 2019، نفذ تنظيم الدولة الإسلامية في دول الساحل عددًا من الهجمات الإرهابية، أسفرت عن مقتل نحو 100 جندي فرنسي.

أدت الحسابات الإستراتيجية الخاطئة وفقدان ثقة السكان المحليين بالفرنسيين إلى نهاية عملية برخان، على الرغم من حقيقة أن هدف العملية بتحقيق الاستقرار في مالي وتدمير الشبكات الإرهابية لم يتحقق أبدًا. ويُشير بعض الخبراء بحذر أن عمل بعثة حفظ السلام الفرنسية في مالي أصبح نوعًا من ساحة تدريب لأعضاء الجماعات الإرهابية. فبعد أن تعلموا كيفية القتال مع القوات الفرنسية، طور الإرهابيون تجربتهم القتالية وأصبحوا أكثر خطورة.

وفي عام 2013، أطلقت باريس عملية سانغاريس في جمهورية إفريقيا الوسطى. وباءت الحملة العسكرية على الفور بالفشل، بسبب ممارسات الجيش الفرنسي خلال المهمات، التي عانى إثرها عدد كبير من المدنيين. بالإضافة إلى ذلك، من المعروف أن حكومة جمهورية إفريقيا الوسطى قد ناشدت فرنسا مرارًا بتزويدها بالأسلحة لمحاربة الإرهابيين. وكانت النتيجة تزويدهم بنسخ صينية وباكستانية مرخصة من رشاشات  AK-47، والتي كانت، في حالة غير مرضية.

وقد لاحظ عدد من مراكز البحوث أن العديد من الجماعات الإرهابية تشعر بقلق بالغ إزاء ظهور شركة فاغنر العسكرية الخاصة في مالي. وأرجعوا ذلك لأسباب عدة أهمها: أولاً، في عام 2019، وقعت روسيا اتفاقية تعاون عسكري مع مالي، ودفع النجاح في الحفاظ على النظام واستقرار الوضع في جمهورية إفريقيا الوسطى سكان مالي إلى تنظيم مظاهرات حاشدة في صف التدخل العسكري الروسي في البلاد. ولوحظ أكبر عدد من المتظاهرين في حي نياريلا. بالإضافة إلى ذلك، تم تنظيم مواكب سلمية بجوار سفارة الاتحاد الروسي.

ثانيًا، أدى إرسال عدد من المدربين العسكريين والقيام بحماية المرافق المهمة استراتيجيًا في جمهورية إفريقيا الوسطى إلى جعل شركة فاغنر تحظى بشعبية كبيرة. وأصبحت المعركة الناجحة ضد الإرهاب جزءًا من العلامة التجارية للشركة العسكرية الخاصة. وهذا يُثبت دعم السكان المحليين للفاغنريين، لأن مالي، التي تنتمي إلى فئة الدول الفاشلة، حصلت على فرصة لتحسين الوضع في البلاد. كما أن شركة فاغنر الروسية ليست في وارد فقدان الثقة، كما حدث مع القوات الفرنسية بعد مفاوضات مع الإرهابيين وعقد اتفاقات معهم. حيث تكمن خصوصية فاغنر بعمليات مكافحة الإرهاب الناجحة، دون عقد اتفاقيات وتحالفات مع الجماعات الإرهابية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 6