بطش ميليشيات الغرب الليبي .. أزمة أمن واستقرار مُستمرة منذ سنين

فادي الصايغ_ موسكو

2021.10.01 - 04:37
Facebook Share
طباعة

 مع استمرار الصراع السياسي في ليبيا وعودة بوادر الإنقسام بعد سحب البرلمان الليبي الثقة من حكومة الوحدة المؤقتة، تستمر فوضى السلاح في الغرب الليبي، حيث لم تهدأ الميليشيات المسلحة عن ارتكاب عملياتها الإجرامية من خطف وقتل وترهيب بحق المواطنين، في ظل صمت تام من قبل الحكومة.

حيث تشهد مناطق الغرب الليبي حالة احتقان بين الفصائل المسلحة المتعددة، التي تتصارع فيما بينها على مناطق النفوذ، وتقوض استقرار السكان المدنيين وتعرض أمنهم للخطر. يأتي هذا بالرغم من توصل الأطراف المتحاربة في ليبيا إلى اتفاق وقف لإطلاق النار، أوقف جبهات القتال والعمليات العسكرية، ولكن لم يتنفس سكان الغرب الليبي الصعداء بسبب اعتداءات المسلحين المستمرة وبسبب الإشتباكات المتكررة التي تندلع فيما بينهم بين الحينة والأخرى.

وفي آخر جرائمهم، اختطفت مليشيات مجهولة الناشط الليبي البارز، عماد الحاراتي، رئيس الرابطة الوطنية للشباب (أهلية)، مساء الأحد، بعد دعوته لمظاهرات داعمة لإجراء الانتخابات. 

وأعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا عن قلقها بشأن سلامة "الحاراتي". وقالت البعثة، في بيان، الأربعاء، إن التقارير تفيد باختطاف مسلحين مجهولين للحاراتي من مكتبه في طرابلس يوم 26 سبتمبر/أيلول، عقب دعوته لمظاهرات سلمية لدعم إجراء الانتخابات في 24 ديسمبر/كانون الأول، ولا يزال مصيره مجهولاً.

وكررت البعثة التأكيد على أن الحق في حرية التعبير والتجمع أساسي ومحمي بموجب القانون الوطني والدولي، داعية إلى الإفراج الفوري عن الحاراتي وإجراء تحقيق سريع وشامل في قضية اختطافه.

وفي منتصف الشهر، أكدت مصادر متطابقة، قيام مجموعة مسلحة باستهداف شخص يدعى الحاج عبد الحكيم ميلاد ابوغرارة الثعبان في نهاية العقد الخامس من عمره ومن سكان منطقة الغرارات بطرابلس.

وأوضحت المصادر، أن الحادث وقع بالقرب من مسجد “جعفر الطيار”، أثناء ذهاب عبد الحكيم إلى صلاة الفجر، حيث أطلق عليه المسلحون 4 طلقات من مسافة قريبة وتم إصابته في مستوى الظهر. 

ومطلع الشهر قامت ميليشيا ما يسمى بـ"جهاز الردع" باختطاف عميد وعضوين من المجلس البلدي في حي الأندلس في طرابلس، الذي استنكر أعضائه وموظفي الديون ومنظمات المجتمع المدني وكافة قطاعات ومكاتب بلدية حي الأندلس عملية الاختطاف التي لا تمت الى القانون بصلة.

ولم يسلم من تهديد المليشيات وسطوتها في الغرب الليبي أحد، فحتى الحكومة المؤقتة تعاني من بلطجتهم وتخضع لسطوتهم، فقد سبق واقتحمت الميليشيات مقر المجلس الرئاسي للضغط على رئيسه محمد المنفي لإلغاء قرارات اتخذها، كما سبق وفعلت الشيء نفسه مع سلفه فايز السراج الذي استجاب لها وعين بعض قياداتها في مناصب عليا والبعثات الدبلوماسية بالخارج.

وخلال الأشهر الأخيرة، لم ترتدع المليشيات وتتوقف عن عمليات الاختطاف للمسؤولين والناشطين شملت رئيس ديوان مجلس الوزراء بالمنطقة الشرقية رضا فريطيس أثناء زيارته لطرابلس، وكذلك أحمد أبوبكر ميلاد، وكيل وزارة الشباب التي يفترض أن تشرف على إعادة تأهيل ودمج الشباب المنخرطين بالجماعات المسلحة، وآخرين.

 

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 7