التلغراف : تجارة المخدرات تستمر في أفغانستان

اعداد كارلا بيطار

2021.09.29 - 08:30
Facebook Share
طباعة

 يقول الكاتب بن فارمر في صحيفة  التلغراف البريطانية إن الأفيون الذي يتم شراؤه وبيعه بحرية في أسواق المخدرات في جنوب أفغانستان حاليا، سيشق طريقه قريبا كهيروين إلى جيران البلد ثم إلى العالم الخارجي.

ويُذكّر بأنها تجارة، قالت طالبان قبل شهر إنها ستقضي عليها، وذلك في تكرار للحظر الذي كان مفروضا عليها في ظل نظام حكمها في التسعينيات.

وقال مزارعو الأفيون في هلمند للتلغراف إنهم يستعدون مجددا لزراعة الحقول بالخشخاش، إذ امتنعت طالبان حتى الآن عن تنفيذ الحظر، الذي يقول التقرير إنه أحد الوعود التي "يبدو أنها صُممت لإرضاء الغرب وتم التراجع عنها لاحقا".

وأشارت الصحيفة إلى أن ذلك جدد مخاوف من أن تشهد بريطانيا مزيدا من تدفق الهيروين اليها، في حال اختارت طالبان الاستفادة من فرض ضرائب على التجارة بدلا من القضاء عليها.

وأضافت أن الأسعار كانت ارتفعت بعد أن استخدم حكام أفغانستان المتشددون أحد مؤتمراتهم الصحفية الأولى للإعلان عن أنهم سيوقفوا هذه التجارة، التي توفر أكثر من 90 في المئة من الهيروين في المملكة المتحدة.

لكن الأسعار تراجعت بعد أن قال المزارعون إنهم لم يتلقوا أي أوامر بإيقاف زراعتهم وأنهم يستعدون لمواصلة العمل كالمعتاد.

وقال تاجر في منطقة نوزاد، طلب عدم نشر اسمه، إن الأعمال في أسواق الأفيون في المقاطعات تسير دون أي عوائق. وأضاف: "تجارة الأفيون حرة ويمكن للجميع البيع والشراء بدون وجود أي تهديد".

وأشار إلى أن الأسعار كانت قفزت من 57 جنيها إسترلينيا للكيلوغرام إلى 78 جنيها، وسط حالة من عدم اليقين بشأن الإنتاج بعد تولي طالبان السلطة في منتصف أغسطس/آب، لكنها تراجعت الآن إلى حوالي 60 جنيها.

تنتج أفغانسان 90 في المئة من اجمالي حجم الافيون في العالم، ويُقدر أنها تنتج أربعة أخماس مجموع الإمدادات العالمية، بحسب الصحيفة. ويشكل الأفيون 11 في المئة من الاقتصاد الأفغاني، بحسب تقديرات الأمم المتحدة في عام 2018.

وكان قد قال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد بعد سيطرة طالبان على افغانستان إن الحركة تطمئن العالم بأن أفغانستان لن تكون مركزا لإنتاج أي نوع من أنواع المخدرات.

وأضاف أن طالبان ستحاول القضاء على المخدرات، مطالبا المجتمع الدولي بمساعدة ودعم المزارعين الأفغان لحثهم على ترك زراعة الخشخاش (نبات يشتق منه مخدر الأفيون) والحشيش والمواد المخدرة.

واستدرك المتحدث بالقول إنه في حكم طالبان الأول لأفغانستان حتى عام 2001 وصل إنتاج المخدرات إلى صفر، في حين أنه منذ الغزو الأميركي طوال الـ20 عاما الماضية وصلت أفغانستان للمركز الأول في تصدير المخدرات وإنتاجها.

ويأتي موقف طالبان بعد يومين من سيطرة الحركة على العاصمة كابل وفرار الحكومة التي كانت تتلقى الدعم من الولايات المتحدة ومختلف الدول الغربية.

ونفت طالبان مرارا الاتهامات التي توجه إليها بالاستفادة من تجارة المخدرات في أفغانستان وحماية تجارها مقابل الاستفادة من إتاوات وضرائب لتمويل عملها، محملة مسؤولية حماية هذه التجارة في البلاد للاحتلال الأميركي.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 4