الدبيبة يقدم تقرير عن عمل الحكومة أمام مجلس النواب

فادي الصايغ

2021.09.09 - 05:40
Facebook Share
طباعة

 إستمر إجتماع مجلس النواب الليبي طيلة يوم الأربعاء 8 سبتمبر من الساعة 11 صباحاً حتى المساء، والذي خُصص لإستجواب رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة عن عمل حكومته على مدى الأشهر القليلة الماضية. 

يُذكر أنه في أغسطس من هذا العام، تعرضت الحكومة المؤقتة في ليبيا لإنتقادات من قبل العديد من أعضاء مجلس النواب لفشلها في الوفاء بالتزاماتها وتحقيق الإستقرار في ليبيا وإعداد البلاد للإنتخابات الرئاسية والبرلمانية المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر. حيث طالب مجلس النواب، الذي هدد بسحب الثقة من الحكومة المؤقتة، من الدبيبة تقديم تقرير عن أنشطته كرئيس للوزراء، وعن عمل حكومته، وكافة النفقات، والإجراءات المتخذة لمكافحة الجماعات المسلحة والإرهابيين والمرتزقة الأجانب. 

في بداية حديثه أكد الدبيبة على صدقه أمام السادة الأعضاء وشفافية أفعاله. وحول مسألة تضخم الميزانية وأوجه صرفها، قال الدبيبة: "هناك زيادات في المرتبات، وهناك فرق سعر الصرف، والحكومات السابقة تركت نحو 70 ملياراً ديوناً، وبند التنمية سبعة مليارات لم نصرف منها ديناراً واحداً، وخصصت للأجهزة، ونحن طلبنا 20 ملياراً لأننا في حاجة إلى مستشفيات وطرق، في الختام نحن كحكومة جهزنا كل الإجابات المكتوبة، ونحن تحت أمر الدولة". 

كما قدم الدبيبة تقريراً مفصلاً وشاملاً عن الإنفاق على باب الطوارئ، بحجة أن معظم هذه الأموال تم إنفاقها على مكافحة وباء فيروس كورونا المستجد ودعم عمل الجهات الخدمية والوزارية ذات الصلة. 

كما ناقش الدبيبة القضايا الأمنية، وتطرق إلى موضوع العلاقات مع تونس التي إتهمها الدبيبة سابقاً بتصدير الإرهاب إلى ليبيا. وقد سبق للحكومة التونسية أن أعربت عن دهشتها من هذا الإتهام. وأفاد رئيس الحكومة المؤقتة في تقريره لمجلس النواب أن ليبيا وتونس دولتان شقيقتان وجارتان طيبتان، لكن مع ذلك فإن ليبيا ليست مذنبة في نشر الإرهاب في منطقة شمال إفريقيا. وقال:" نحن نعرف وكل العالم بالإحصاءات من أين أتى الإرهاب، ونحن لا نتهم دولة تونس." 

كما تحدث الدبيبة عن تحركاته لإخراج المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية. وأكد أن سفرياته إلى الخارج هي من أجل التوصل إلى إتفاقات معينة بشأن إنسحاب المرتزقة من ليبيا. 

بدوره، انتقد رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح الإستمرار في "مركزية السلطة" من قبل الحكومة، مطالباً الدبيبة بضرورة تحديد إختصاصات الوزراء والمسؤولين في الحكومة وتقديمها مكتوبة بصفاتهم إلى مجلس النواب حتى يتم مساءلتهم عنها. وقال عقيلة، إن الحكومة لم تلتزم بالتوزيع العادل للمناصب الوزارية والحكومية ومجالس إدارات الشركات بين الأقاليم الثلاثة، منتقداً كذلك نقل صلاحيات فروع الوزارات والهيئات في المنطقة الشرقية إلى طرابلس. 

إضافةً إلى صالح، إنتقد العديد من النواب الآخرين حكومة الوحدة الوطنية والدبيبة شخصياً في مواضيع مختلفة، الامر الذي يدل على أن تقرير الدبيبة لم يستوف جميع متطلبات مجلس النواب.
 

وقد  تحدث العديد من الخبراء والمحللين السياسيين الليبيين عن تقرير الدبيبة، معتبرين العديد من نقاطه غريبة للغاية. على وجه الخصوص، أعرب عدد من الخبراء، وكذلك النواب، عن دهشتهم من أن معظم الأموال التي يتم إنفاقها على مكافحة فيروس كورونا تم تضمينها في باب الطوارئ، في حين أن وباء فيروس كورونا كان موجوداً منذ فترة طويلة. 

بالإضافة إلى ذلك، تُظهر إستطلاعات الرأي الحقيقية بين سكان غرب ليبيا وجنوبها أن الناس ليس لديهم ما يكفي من اللقاحات وأجهزة التنفس الصناعي، والتي يُزعم أنه قد خُصصت لها مبالغ ضخمة. هذا يقود الخبراء إلى الشك في أن مكافحة فيروس كورونا ليست سوى مجرد غطاء لنهب الأموال لصالح حكومة الوحدة الوطنية. 

كما إنتقد الخبراء والمحللون حديث الدبيبة حول جهوده لمحاربة المرتزقة في ليبيا. وأشاروا إلى أن السفر إلى الخارج وحده لا يكفي لتطهير البلاد من المرتزقة الأجانب، بينما لا يتم إتخاذ أي إجراء حقيقي على الأرض. وبحسب الخبراء، فإن حكومة الوحدة الوطنية تتظاهر بعملها وتحركها لحلحلة مشاكل البلاد، لكنها في الواقع تحاول الإستفادة من الوضع الحالي غير المستقر.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 8