السعودية في الاعلام الامريكي ح1 : اليمن وافغانستان

د. زينة يوسف

2021.09.02 - 02:45
Facebook Share
طباعة

  

 
          تحدَّث "Kemal Pasha" في موقع "toys matrix"أنَّه في ضوء التطوُّرات المتعلِّقة برئاسة "جو بايدن"، أصبحت المملكة من الدُّوَل القليلة التي غيَّرت سياستها الخارجيَّة بشكل كبير, ويشير نهج المملكة العربيَّة السعوديَّة في تسهيل العلاقات مع المنافسين الإقليميِّين تركيا وقطر وإيران، وكذلك حل الأزمات الإقليميَّة مثل التدخُّل الخليجي ضد قطر، إلى تحوُّل في السياسة الخارجيَّة السعوديَّة من التدخل القاسي إلى التهدئة القسريَّة, ومع ذلك، لا يزال الوضع حرجًا في علاقات المملكة العربيَّة السعوديَّة مع الولايات المتَّحدة، والتي تعتبرها أهم شريك لها في السياسة الخارجيَّة لفترة طويلة([1]), وذلك في أطار مجموعة من القضايا:
1. اليمن:
       قال "Tad Koenigsbauer" في مجموعة "the owp" للأبحاث, إنَّ اليمن مستنزف بواحدة من أكثر الحروب الأهليَّة تدميراً في العالم الحديث, فالقتال محتدم بين أنصار الله، واتُهمت المملكة العربيَّة السعوديَّة باستهداف البُنى التحتيَّة المدنيَّة, بالإضافة إلى ذلك، فرض التحالف حصارًا حول اليمن, وأوقف جميع المساعدات الإنسانيَّة تقريباً, وكان الصراع في اليمن مدفوعًا بمبيعات الأسلحة الأمريكيَّة, وواصلت وزارة الخارجيَّة بيع الأسلحة إلى المملكة العربيَّة السعوديَّة حتى تمَّ إيقاف السياسة لإعادة تقييمها من قبل الرئيس بايدن في العام 2021م, وجمد الرئيس بايدن مؤقَّتاً تجارة الأسلحة الأمريكيَّة مع المملكة العربيَّة السعوديَّة وأرسل 165 مليون دولار من المساعدات الإنسانيَّة إلى اليمن، واصفًا الصراع بـ"الكارثة الإنسانيَّة والاستراتيجيَّة", وتسائل " "Michael Wahid Hannaو""Peter Salisburyفي موقع "foreign affairs", لماذا أصبح إنهاء الحرب أكثر صعوبة من أي وقت مضى, فبعد ستَّة أشهر من تولي "بايدن"، ازدادت الكارثة سوءًا, وكثَّف الحوثيُّون هجومهم على مأرب، كما تفاقمت الأزمتان الاقتصاديَّة والإنسانيَّة, وتوقَّفَت الدبلوماسيَّ, وفشلت مبادرة وقف إطلاق النار, التي تقودَّها الأمم المتَّحِدة, والتي روَّج لها المبعوث الأمريكي الجديد([2]), ويواجه الرئيس بايدن رد فعل عنيف بسبب انسحاب القوات من أفغانستان، والآن لديه فرصة لإعادة بناء سمعتِه من خلال إنهاء الصراع في اليمن, وقال التقرير, أنَّ معارضته الصريحة للحرب في اليمن، ووقف المساعدات العسكريَّة، هي تطوُّرَات إيجابيَّة، لكن السلام يمكن تحقيقه بشكل أسرع إذا اتَّخذت الولايات المتَّحدة والدول الأخرى, خطوات أكثر حزماً لإنهاء الصراع([3]).
          وتحدَّث "Victoria Albert" في صحيفة "the daily beast" عن إنهاء دعم الولايات المتَّحدة للسعوديَّة في حربها على اليمن([4]), وقال "Stephen Kalin" في صحيفة "wsj"عن مجموعة أدلّّة تدين المملكة العربيَّة السعوديَّة على جرائمها في اليمن, ويأتي ذلك في الوقت الذي تحاول فيه إدارة بايدن إيجاد استراتيجيَّة للخروج من الصِّراع الذي أصبح حرباً بالوكالة, بين المملكة العربيَّة السعوديَّة وإيران, بعد أن سيطر "المتمرِّدُون" الحوثيُّون المتحالفون مع طهران على العاصمة صنعاء[5], وتزامن أيضاً مع ورود تصريحات في الأيام الأخيرة لبايدن تتحدَّّث عن وقوفه إلى جانب المملكة, حيث قال: "السعوديَّة تواجه هجمات صاروخيَّة وضربات الطائرات بدون طيَّار, وتهديدات أخرى من القوَّات الإيرانيَّة في عدَّةِ دول, سنواصل مساعدة المملكة العربيَّة السعوديَّة في الدفاع عن سيادتها وسلامتها الإقليميَّة وشعبها"([6]), كان رد المملكة على لسان الأمير "فيصل بن فرحان"، وزير الخارجيَّة السعودي، إنَّ المملكة ترحِّب بالتزام الولايات المتَّحِدة، الذي عبَّرت عنه كلمة الرئيس بايدن، بالتعاون مع المملكة في الدفاع عن أمنها وأراضيها", كما رحَّب نائب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بالتزام الرئيس الأمريكي بالعمل مع الحلفاء لحل النزاعات, وأضافت وزارة الخارجيَّة, أنَّ المملكة تتطلَّع إلى العمل مع إدارة بايدن, ومع المبعوث الأمريكي المعيَّن حديثاً إلى اليمن "تيم ليندركينغ" والأمم المتَّحدة ودول التحالف العربي, وجميع الأطراف اليمنيَّة, من أجل التوصُّل إلى حل سياسي شامل في اليمن".
          بدوره قال "Thomas Juneau" في مركز "national interest" أنَّ"The National Interest" نظَّمت ندوة, حول السياسة الخارجيَّة الأمريكيَّة في الشرق الأوسط, تحت إدارة بايدن, وتم طرح السؤال التالي على مجموعة متنوِّعة من العلماء: "بالنظر إلى قرارات جو بايدن الأخيرة في أفغانستان والعراق، هل الرئيس محق في تقليص الوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط؟" وتنوَّعت الإجابات بين الرافض, والمؤيِّد, وفيما يتعلَّق بالمملكة, قال الخبراء, أنَّ إيقاف دعم المملكة في اليمن، على عجل سيكون خطأ, فالنتيجة الرئيسيَّة ستكون إضعاف المملكة العربيَّة السعوديَّة، وبالتالي تعزيز خصمها الرئيسي، الحوثيِّين المتحالفين مع إيران, وبالتالي يجب على الولايات المتَّحِدة أن تضغط بقوَّة من أجل حل دبلوماسي للحرب, ويجب أن تنأى بنفسها في النهاية عن المملكة العربيَّة السعوديَّة، لكن يجب عليها أن تفعل ذلك بحذر، وتجنُّب القرارات المتسرِّعة التي قد تكون في نهاية المطاف أكثر تكلفة([7]).
2. أفغانستان:
          تحدَّث تقرير "Hadley Gamble" في موقع "cnbc" أنَّ رئيس المخابرات السعوديَّة السابق, وصف خطر انتشار الأسلحة في أفغانستان, بأنَّه مقلق للغاية مع تنامي التهديد الإرهابي, حيث عبَّر تركي الفيصل عن استغرابه من سوء إدارة الانسحاب الأمريكي, وأضاف: "إنَّه أمر مقلق للغاية، والآن سيضع حليف طالبان السلاح في أيدي القاعدة وسيكون الأمر أكثر إثارة للقلق", وقال الأمير السعودي:"إنَّه من السابق لأوانه, القول ما إذا كان نفوذ الولايات المتَّحدة آخذ في الانحسار"([8]), وتحدَّث تقرير في "the arab weekly" أيضاً على أنَّ المملكة العربيَّة السعوديَّة تبدو حذرة فيما يتعلَّق بالتطوُّرات الجارية في أفغانستان, ولا يريدون أن يبدوا غير مبالين بهذه التطورات، التي قد تثير توتُّرات إقليميَّة جديدة, وتحوُّل أفغانستان إلى ملاذ آمن للمنظمات الإرهابيَّة، لا سيما القاعدة والدولة الإسلاميَّة, وحسب الخبراء أيضاً لا يريد السعوديُّون رؤية أفغانستان تتحوَّل إلى منصَّة انطلاق للطموحات الإيرانيَّة، كما كان الحال في الماضي عندما استغلَّت طهران بؤر التوتُّر لتوسيع موطئ قدمها في المنطقة، لا سيما في العراق وسورية واليمن([9]).
 
يتبع


[1] - https://toysmatrix.com/biden-administrations-saudi-dilemma-opinion/
[2] - https://www.foreignaffairs.com/articles/united-states/2021-08-19/shattering-yemen
[3] - https://theowp.org/reports/what-saudi-arabia-and-the-united-states-have-done-to-yemen/
[4] - https://www.thedailybeast.com/biden-backs-ending-us-support-for-saudi-war-in-yemen
[5]- https://www.wsj.com/articles/yemen-victims-push-for-war-crimes-investigation-11630315717
[6]- https://www.arabnews.com/node/1804081/saudi-arabia
[7]- https://nationalinterest.org/blog/skeptics/realists-must-beware-second-order-costs-middle-east-retrenchment-191991
[8]- https://www.cnbc.com/2021/08/30/weapons-proliferation-risk-in-afghanistan-very-worrying-saudi-prince-turki.html?__source=google%7Ceditorspicks%7C&par=google
[9] - https://thearabweekly.com/saudi-arabia-takes-cautious-approach-towards-taliban-takeover
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 6