ليبيا.. هل الحل قريب؟

فادي الصايغ _ موسكو

2021.08.24 - 06:06
Facebook Share
طباعة

 يرى خبراء بالشأن الإفريقي أن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة الذي إنتخبه ملتقى الحوار السياسي الليبي بتاريخ 5 فبراير 2021 وتولى مهام منصبه بعدما نال الثقة من مجلس النواب الليبي في 15 مارس من العام نفسه، تحول من أمل الشعب الليبي في إنهاء الأزمة إلى أزمة الشعب الليبي.


وأفاد الخبراء أن الدبيبة منذ توليه لمنصبه لم يسعى حتى لمنح الشعب الليبي أبسط إحتياجاته من ماء وكهرباء، بل على العكس عمل على تمكين القوات الأجنبية والفصائل المسلحة من مناطق النفوذ ومنحهم كل أساسيات الحياة، بل ومنحهم مناصب مهمة في الدولة، بينما لا يجد المتعلمون والمثقفون من الليبيين فرص للعمل لتوفير حياة أفضل لهم ولأسرهم.


وحذر مراقبون أن الدبيبة يعمل على تدمير أمل الشعب البسيط في السير نحو إنتخابات رئاسية، وتعطيله وتمديد فترة حكمه ليستمر في نهب ثروات البلاد لحسابه وحساب داعميه الخارجيين المستفيدين من حالة الفوضى في البلاد.


المراقبون أشاروا إلى انه على سبيل المثال يعمل الدبيبة على عرقلة إقرار ميزانية الدولة التي بدونها يصعب السير نحو إجراء الإنتخابات، كون أن الدولة لن تتمكن من تمويل الإنتخابات دون وجود ميزانية محددة.


يذكر أن حكومة الدبيبة قدمت العديد من المقترحات المُبالغ فيها حول الميزانية والتي تجاوزت الـ22 مليار دولار، وهو مبلغ ضخم جداً بالنسبة لحكومة لم يتبقى من عمرها سوى أشهر قليلة، الأمر الذي يدل على نوايا الدبيبة الواضحة نحو تأجيل الإنتخابات وتمديد فترة حكمه.


من جهته اتهم عضو مجلس النواب، جبريل أوحيدة، رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة بأنه هو من يعرقل إقرار الميزانية، التي سبق أن تقدم بها لمجلس النواب، معتبراً أن الدبيبة لا يهتم بتعديل الملاحظات التي أبداها المجلس على مشروع الميزانية، ومن بين الأشياء العديدة التي تدل على نوايا الدبيبة الهدامة نحو ليبيا، هي عدم تعيينه من يتولى مهام وزارة الدفاع وقراره الإنفراد بالمنصب.


أما المحلل السياسي، حسين المسلاتي، كشف أن "الدبيبة يعمل على عرقلة كل الجهود الرامية لتسمية وزير للدفاع، ورفضه لمطالب المجلس الرئاسي بتعيين وزير بأسرع وقت ممكن هو دليل على رغبة الدبيبة بالإنفراد بسلطة إتخاذ القرار العسكري ليخدم به مصالح الفصال المسلحة."ووفقاً لـ مصادر محلية لفتت أن الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا تعمل على تنفيذ خطة الدبيبة لعرقلة الإنتخابات بقوة السلاح. ويعمل الدبيبة على تجاهل جميع المطالب الداعية لإخراجهم من الأراضي الليبية لدرجة وصلت به إلى نكران تواجدهم من الأساس.


وبحسب خبراء استراتجيون أفادوا أن حكومة الوحدة الوطنية نفت وجود مائة من العناصر الإرهابية في قاعدة الوطية الجوية، التي تسيطر عليها قوات موالية لها بالتعاون مع تركيا.


وفي هذا الصدد أثارت قائمة تعيينات حكومية جديدة لسفراء في الخارج إنتقادات كثيرة في الداخل، تزامناً مع الإعلان عن ميلاد ثمانية أحزاب جديدة عشية الإنتخابات البرلمانية والرئاسية، المقررة نهاية العام الجاري.


وفي المقابل نفى وزير الداخلية الليبي، خالد مازن، إلى رئيس مكتب الجنائية العربية والدولية بعد ورود معلومات حول تواجد عناصر في قاعدة الوطية بصدد الإستعداد للدخول إلى تونس. وقد طالب مكتب الشرطة الجنائية العربية والدولية بإجراء التحريات اللازمة.


وفي ذات السياق، علق الصحفي الليبي، علي أوحيدة، ساخراً من تصريحات وزير الداخلية الليبي وقال:" بعد التحدي العلني الذي أطلقته الداخلية التونسية لخالد مازن بتفتيش قاعدة الوطية ستقوم تركيا بتنظيم زيارة سياحية تحت حراسة الفصائل المسلحة للوزير الليبي المغفل".


يشار إلى أن الدبيبة وحكومته تحولوا من أمل الشعب الليبي نحو الخروج من العتمة إلى النور إلى الجسم او الطرف العامل على إدخال ليبيا إلى نفق أكثر ظلاماً وقساوة مما هو عليه الحال اليوم، وكل هذا من أجل إشباع رغبات وأطماع شخصية.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 8