شعار المرحلة في لبنان: اختبار جدية واشنطن وباريس

إعداد - رؤى خضور

2021.07.17 - 07:31
Facebook Share
طباعة

يأتي خروج رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري يوم الخميس وسط تدهور مالي وصفه البنك الدولي بالأسوأ عالمياً منذ منتصف القرن التاسع عشر، ووسط تسجيل البلاد لمعدلات فقر مرتفعة وهبوط حاد في العملة وتجدد الاحتجاجات في الشوارع ونقص في المواد الأساسية بما في ذلك الأدوية والوقود.

وقد تصدر عنوان "لبنان نحو مزيد من الخطر" الصفحة الأولى لصحيفة النهار اللبنانية يوم الجمعة، وقالت صحيفة لوريان لوجور اللبنانية اليومية الناطقة بالفرنسية "مع خروج الحريري لا مفر من تفاقم الأزمة".

في حين أعلنت فرنسا يوم الجمعة أنها ستستضيف مؤتمراً للمساعدات في 4 آب/أغسطس، وقالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان إن المؤتمر يهدف إلى "تلبية احتياجات اللبنانيين الذين يتدهور وضعهم كل يوم"، وفقاً لوكالة رويترز.

وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إن فشل الحريري في تشكيل الحكومة "يؤكد المأزق السياسي الذي تعمد القادة اللبنانيون استمراره منذ شهور ، حتى في الوقت الذي يغرق فيه لبنان في أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة".

من جانب آخر، استيقظت إدارة جو بايدن أخيراً على خطر تجاهل الأزمة الاقتصادية في لبنان، ففي وقت سابق من الأسبوع، زار السفيران الأمريكي والفرنسي في بيروت الرياض لتأمين مساعدة السعودية في إيجاد حل للأزمة الطويلة الأمد،

وفي هذا الصدد، ذكرت راغدة درغام، المؤسسة والرئيسة التنفيذية لمعهد بيروت وكاتبة في صحيفة The National، أن السؤال المطروح هو ما إذا كانت الاستراتيجية الدبلوماسية لإدارة بايدن ستنجح بالرغم من أنها تستخدم تكتيك الفرنسيين ذاته، والذي أثبت أنه غير ملائم، وبدلاً من ذلك، بحسب درغام، يجب على الدبلوماسية الأمريكية الضغط على الدول الأوروبية لتبني عقوبات فعالة على السياسيين اللبنانيين من خلال حرمانهم من الثروات التي وضعوها في القارة.

ويبدو أن المملكة العربية السعودية مستعدة للعمل مع الولايات المتحدة وفرنسا، لكنها تسعى للحصول على ضمانات، أما روسيا، فتنتظر مزيداً من الوضوح من المبادرة التي تقودها الولايات المتحدة، لا يعني أي من هذا أن الولايات المتحدة يجب ألا تتحرك الآن، إذ ربما يؤدي الضغط الجماعي من واشنطن وباريس والرياض إلى بث الخوف في قلوب السياسيين اللبنانيين لبدء حل المشاكل في بلادهم، وفقاً للصحيفة.

وفي السياق ذاته كتب ماركو كارنيلوس لصحيفة ميدل إيست آي، أن لبنان، من الناحية الفنية، دولة فاشلة، وأن استثمار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون رأس مال سياسي كبير في محاولة الترويج لتشكيل حكومة جديدة وإجراء الإصلاحات، هي طريقة غير واقعية ولم تؤت ثمارها، ويبدو أن المسؤولين الفرنسيين غير مدركين أن الوضع قد تدهور إلى حد كبير، وأن المصالح الخاصة للكتل السياسية قد ترسخت بشدة، بحيث لا يوجد حل مؤسسي قابل للتنفيذ.

ويرى كارنيلوس أن لبنان اليوم في طريق مسدود، وهو بحاجة أن توفر الانتخابات الجديدة المقرر إجراؤها في العام 2022 قوى سياسية جديدة، وإلا فالبلاد مقبلة إلى الانهيار التام، وقد ينهار الجيش اللبناني أيضاً، وينتهي الأمر بالبلاد إلى انقسام بين طوائفها، أو الأسوأ من ذلك وهو الانحدار مرة أخرى إلى حرب أهلية. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 10