الدواء اللبناني: بين الإجراءات والاحتكار.. تحذير من الانهيار

إعداد – ليلى عباس

2021.05.28 - 04:20
Facebook Share
طباعة

يتجه لبنان نحو أزمة إنسانية غير مسبوقة تهدد القطاع الصحي جراء انقطاع عدد كبير من الأدوية والمستلزمات الطبية في المشافي العامة والخاصة على حد سواء.

وبحسب ما نقلت مراسلة "وكالة أنباء آسيا" عن مصدر طبي، فإن فقدان البنج المخدر يهدد حياة الكثيرين من المرضى مع توقف اجراء العمليات وتأجيلها حتى تأمين هذه المادة، والاقتصار على اجراء العمليات الإسعافية فقط.

الوضع الصحي سيء
نقيب المستشفيات الخاصة في لبنان سليمان هارون أكد أن أدوية البنج شبه مقطوعة، والمخزون منها لدى المشافي يقترب من النفاد، بسبب عدم استيراد كميات تغطي حاجتها منذ فترة.

وبيّن هارون أن الجهة المسؤولة عن استيراد المخدر تنتظر موافقة مصرف لبنان لإتمام عملية الاستيراد وفق السعر المدعوم للدولار وليس سعر السوق، لافتاً إلى أنه من المتوقع أن تتأخر الشحنات الجديدة حوالي 20 يوماً.

مصدر طبي أكد أن الأمور الصحية في لبنان تتجه من سيء إلى أسوأ، مع تراجع سعر الصرف لأرقام غير مسبوقة مع الحديث عن رفع الدعم، ما ينذر بتوقف بعض الخدمات الطبية وخاصة الدوائية لأمراض القلب والأورام والأمراض المزمنة.

هل يُرفع الدعم؟
إجراءات مصرف لبنان تشير إلى ترشيد الدعم عن القطاع الدوائي، بعد أن ألزمَ المصرف مستوردي الدواء بالحصول على موافقات مسبقة لدعم فواتيرهم وفق سعر الصرف الرسمي (1515) ليرة لبنانية لكل دولار، في حين أن سعر الصرف بالسوق الحرة يتجاوز 12500 ليرة.

وانقطاع أصناف عدة من الدوية يعود لتأخر توقيع الملفات وفق الإجراءات المصرفية الجديدة، بالتزامن مع الأزمة المالية بين المصرف والشركات المعنية باستيراد الدواء وتقييد عمليات السحوبات وغيرها من الأمور التي تبعت أزمة البلاد الاقتصادية بشكل عام.

توضيح رسمي
الصحة وعبر وزيرها حمد حسن، أكدت في الساعات القليلة الماضية أن لا رفع للدعم عن الدواء، وقال حسن: الشح في الأدوية يعود للأزمة بين المصرف والشركات، وتم الاتفاق بين الوزارة والمصرف على آلية حل تتضمن إصدار جداول نهائية بالأدوية المطلوبة في السوق تعكف على وضعها منذ يوم الجمعة الفائت لجان مكلفة من قبل الوزارة، ليصار على أساسها إلى إصدار المصرف المركزي فواتير بمائة مليون دولار تغطي معظم الأدوية المطلوبة، وتبدأ بعدها المستودعات بالتوزيع.

ونوّه وزير الصحة بأن 50 % من الأدوية المفقودة حالياً متوفرة في مستودعات الشركات ولكن الموردين يحتاجون إلى وعد مالي من المصرف قبل تسليمها.

اتهامات بالاحتكار وتحذير من الانهيار
في المقابل، يرى بعض الصيادلة بأن هناك شركات تتقصد احتكار الدواء بهدف رفع سعره وتعويض ما يكلفها من فروقات في سعر الصرف، مشيرين إلى أن التلاعب بالأمن الصحي للمواطنين يضع البلاد أمام كارثة فعلية في حال لم يتم حل هذه الإشكاليات فوراً.

مخاوف الشارع اللبناني تتزايد مع بدء ظاهرة إغلاق عدد كبير من الصيدليات لساعات متواصلة بحجة عدم وجود ما يغطي حاجة المواطنين، إضافة لتوقف العمليات الجراحية والاقتصار على الطارئة منها، ليبقى اللبنانيون بانتظار التحرك الحكومي لإنقاذ هذا القطاع الحيوي من الانهيار بحسب ما حذرت مصادر. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 9