عمالة الأطفال في سورية تفاقم الأزمة

إعداد - سامر الخطيب

2021.04.24 - 05:17
Facebook Share
طباعة

 بعدما ازدادت حدة الجوع والفقر في سوريا، وجدت كثير من العائلات نفسها أمام خيار صعب يضطرهم لتشغيل أطفالهم، علّهم يساعدونهم في تأمين ضرورات العيش.


فأينما وليت وجهك في شوارع العاصمة دمشق ومحلاتها وورشها ستجد مشاهد الطفولة المغيبة عن المدارس والمنتشرة في كل مكان يعملون في ظروف قاهرة على الكبار.


وتتجلى هذه الظاهرة بكثافة وبين كلا الجنسين أمام أفران دمشق، حيث يتفرض أطفال في سن السادسة أو السابعة الأرض، ومعهم أكياس الخبز يبيعونها للمارة الذين يفضلون دفع مبلغ إضافي على ربطة الخبز، حتى لا يضطروا الوقوف ساعات طويلة في طوابير الانتظار.


وبات ملحوظا في مدن سوريا عدة مشاهدة أطفال صغار يعملون في شتى المهن، بعضها شاق، وبعضها الآخر في الشوارع.


وسوريا التي تعيش حربا منذ عام 2011، تعيش في الوقت الراهن تحت وطأة العقوبات الاقتصادية الأميركية المعروفة بـ"قانون قيصر"، ما أدى انهيار قيمة العملة وغلاء الأسعار.


وفي مناطق أخرى، يجوب أطفال لا تتعدى أعماره العاشرة المناطق السكنية، وهم يحملون على ظهورهم أكياس عملاقة تفوق حجمهم يجمعون القوارير البلاستيكية من القمامة ليبيعوها.


قضية عمالة الأطفال ليست بجديدة في المجتمع السوري، لكن الحرب جعلتها مشهداً يوميا في حياة أطفال يتجرعون مرارتها بكل قسوة، واستفحلت  أكثر من الأزمة الاقتصادية.


وتقول الناشطة المدنية والمرشدة النفسية، أفين شيخموس إن هذه الظاهرة مرتبطة بالفقر والبطالة وفقدان معيل العائلة والنزوح وانهيار الوضع المعيشي.


وتابعت:" غياب المعيل عند نسبة كبيرة من الأسر السورية داخل وخارج سوريا بسبب الحروب التي نتج عنها النزوح وتدهور اقتصادي صعب وفقر فأجبر الأهالي على دفع أطفالهم إلى سوق العمل لتوفير إيجار السكن والإنفاق على الغذاء".


وأردفت: "الفتيات الصغيرات أيضاَ نلن نصيبهن من مرارة العيش والظروف السيئة فزج بهن في العمل في الشوارع فتجدهن يبعن المحارم والخبز أو يجمعن البلاستيك من القمامة أو يعملن كخادمات في البيوت والعديد منهن يزوجن في سن مبكرة جداً وكل ذلك أثر على صحتهن النفسية والجسدية".


وعمل الأطفال، حسب شيخموس، يعرص الأطفال إلى الضرر الجسدي والنفسي إلى العنف اللفظي والأذى البدني، وأجسادهم الصغيرة توقعهم ضحية التحرش الجنسي والاغتصاب .


وأشارت شيخموس إلى حملات توعية تطلقها جمعيات ومنظمات معنية بشؤون الطفل والأسر وهي موجهة لأسر الأطفال لتوعية الأهل إلى أخطار عمل الأطفال، إلا أن الحملات بحسب الناشطة المدنية لم تحقق نتائجها المرجوة بعد اتساع الظاهرة .

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7