ذكرت ستة مصادر لوكالة رويترز أن مسؤولي المخابرات الأميركية أوقفوا مؤقتًا تبادل بعض المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، بسبب مخاوف تتعلق بسلوك الجيش الإسرائيلي خلال الحرب في قطاع غزة.
وفي النصف الثاني من 2024، قطعت الولايات المتحدة البث المباشر من طائرة مسيرة فوق غزة، الذي كان يستخدمه الجيش الإسرائيلي لملاحقة الأسرى الإسرائيليين ومقاتلي حركة حماس. وأشار خمسة مصادر إلى أن هذا التعليق استمر لعدة أيام، بينما قال مصدران إن واشنطن قيّدت أيضًا كيفية استخدام إسرائيل لبعض المعلومات في استهداف مواقع عسكرية هامة بغزة.
جاء القرار وسط مخاوف متزايدة لدى مجتمع المخابرات الأميركي من سقوط ضحايا مدنيين، وإمكانية إساءة جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) التعامل مع الأسرى الفلسطينيين، فضلاً عن عدم تقديم إسرائيل ضمانات كافية بالالتزام بقانون الحرب عند استخدام المعلومات الأميركية، وهو شرط قانوني قبل مشاركة أي معلومات مع دولة أجنبية.
وأكدت المصادر أن القرار كان محدودًا وتكتيكيًا، مع استمرار سياسة دعم إسرائيل من خلال تبادل المعلومات والأسلحة. وأوضح مصدر أن مسؤولي المخابرات لديهم صلاحية اتخاذ قرارات تبادل المعلومات فورًا دون الحاجة إلى موافقة البيت الأبيض، فيما أي طلبات من إسرائيل لتغيير طريقة استخدام المعلومات تتطلب تقديم ضمانات جديدة.
وبعد هجوم المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر 2023، وقّع بايدن مذكرة لتوسيع تبادل المعلومات الاستخباراتية مع إسرائيل. كما شكلت الولايات المتحدة فريقًا من مسؤولي المخابرات ووزارة الدفاع (البنتاغون) والمخابرات المركزية (CIA) لتقديم دعم عبر الطائرات المسيّرة وبث مباشر لمساعدة إسرائيل في تحديد مواقع مقاتلي حماس واعتقالهم، بالإضافة إلى جهود إطلاق الأسرى الإسرائيليين.
رغم المخاوف من احتمال انتهاك إسرائيل للقانون الدولي، قررت إدارة بايدن عدم قطع تبادل المعلومات الاستخباراتية، معتبرة أن محاميها لم يروا خرقًا للقانون، وأن الإدارة المقبلة كانت ستجدد الشراكة على الأرجح.
وأكدت رويترز أن جميع المصادر طلبت عدم الكشف عن هويتها للحديث عن معلومات حساسة.