تصعيد خطير في رفح.. إسرائيل تعلن تقدمًا بريًا وتعرض قواتها لإصابات
أعلنت إذاعة الجيش الإسرائيلي، الجمعة، أن قوات الاحتلال باتت تطوّق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة من جميع الجهات، مؤكدة أن وحدات من الفرقة 36، ولواء غولاني، واللواء 188، قد أتمّت السيطرة على محور "موراغ" الاستراتيجي الواقع بين خان يونس ورفح.
وذكرت الإذاعة أن الفرقة 36 تعتزم إنشاء ما سمته "ممر موراغ" ضمن خطة تهدف إلى السيطرة الكاملة على رفح وضمّها إلى المنطقة العازلة التي تسعى إسرائيل لإقامتها داخل حدود قطاع غزة.
ويمتد ممر "موراغ" على طول 12 كيلومترًا من غرب القطاع عند البحر المتوسط حتى الحدود الشرقية مع إسرائيل، وتحديدًا عند معبر صوفا. وقد أنشأته إسرائيل عام 1972، بعد خمسة أعوام من احتلالها للقطاع، وكان يقع ضمن مستوطنات "غوش قطيف" تحت اسم "موشاف موراغ".
في السياق الميداني، أعلن جيش الاحتلال إصابة جندي من لواء غولاني بجروح خطيرة خلال الاشتباكات الجارية في جنوب غزة، بالتزامن مع هجوم بري على رفح. كما أُصيب ضابط آخر بجروح خلال تبادل لإطلاق النار مع مقاومين فلسطينيين، حيث أفادت مصادر عسكرية بأن ثلاثة مسلحين أطلقوا النار على وحدة من الجيش الإسرائيلي، ما أسفر عن إصابة الضابط ومقتل اثنين من المسلحين، بينما تمكن الثالث من الفرار قبل أن تستهدفه طائرة إسرائيلية في وقت لاحق.
ورغم التقارير عن وقوع اشتباك مسلح، أكدت الإذاعة الإسرائيلية أن القادة الميدانيين أشاروا إلى عدم وجود احتكاك مباشر واسع مع مقاومي الفصائل، معتبرين أن هذا الحادث يُعد الأول من نوعه منذ استئناف القتال، ومن المبكر استخلاص ما إذا كان يشير إلى تغيير في طبيعة المعارك داخل رفح.
يُذكر أن لواء غولاني، الذي تأسس عام 1948، يُعد من أقدم وأبرز ألوية المشاة في جيش الاحتلال ويتبع للفرقة 36، وكان حاضراً في جميع حروب إسرائيل على الدول العربية، بما فيها نكبة 1948 حيث ارتكب مجازر موثقة بحق الفلسطينيين. وقد شارك مؤخرًا في الحرب على غزة المعروفة بـ"السيوف الحديدية" عام 2023، والتي انسحب منها بعد تكبده خسائر فادحة خلال 60 يومًا من القتال.
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن طائراته الحربية قصفت خلال الساعات الماضية نحو 40 هدفًا في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، شملت ما قال إنها مواقع لمقاتلي حركة حماس، ومبانٍ تُستخدم لأغراض عسكرية، إضافة إلى بنى تحتية قتالية.
وتواصل إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 عدوانًا واسع النطاق على قطاع غزة، أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 165 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من 11 ألف مفقود، وسط تفاقم المجاعة ونقص حاد في الإمدادات الطبية والغذائية نتيجة الحصار المتواصل.
