كشفت مصادر خاصة لـ وكالة أنباء آسيا عن وصول وفداً قطرياً إلى العاصمة السورية لمناقشة عدد من الملفات المشتركة بهدف الوصول إلى إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين، مشيرة إلى أن الجهد "السعودي - العماني"، في هذا الإطار بدء يثمر.
ولفتت المصادر إلى أن عدداً من الملفات الحيوية التي طرحها الوفد القطري تمثل مطالب أمريكية بالدرجة الأولى، مثل الكشف عن مصير عميل الـ CIA الذي اختفى في دمشق ضابط البحرية الامريكية " أوستن تايس " ، إضافة إلى طرح ملف الشخصيات القطرية بما فيها ضباط الاستخبارات الذين تعتقلهم دمشق منذ العام 2012.
بحسب المصادر فإن الجانب السوري طرح عدة ملفات قبل التفكير بإعادة تطبيع العلاقات وحل ملف المعتقلين الذين يهمون قطر، وعلى رأس هذه الملفات حسب المصادر هي النقاش بشكل جدي مع الأمريكيين على إخراج كامل قواتهم من الأراضي السورية، ودفع الأتراك للخروج من الأراضي السورية على المستوى العسكري، إضافة إلى تبدل التعاطي على المستوى الإعلامي مع الملف السوري من قبل وسائل الإعلام القطرية وأهمها شبكة الجزيرة.
وتشير المصادر إلى أن القطريين بعثوا برسالة غير مباشرة بالموافقة على تبديل الموقف الإعلامي للجزيرة أولاً، من خلال نقل المحطة المذكورة لخطاب الرئيس بشار الأسد في مجلس الشعب يوم الاحد الماضي، وإنهاء العمل بمسمى "النظام السوري"، واستبداله بـ "الحكومة السورية"، الأمر الذي يشير إلى انفراجات بين الطرفين وقبول كل منهما بالذهاب إلى طاولة نقاش عالية السقف.
وتشير المصادر إلى أن الحكومة القطرية سترسل وفداً ثان خلال الأيام القليلة القادمة لمتابعة النقاشات مع دمشق على المستوى الاستخباري للوصول إلى صيغة نهائية للتوافق قبل الانتقال إلى المستوى الحكومي والمؤسساتي بهدف إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين.
يذكر أن الدوحة تعد من أقرب الحلفاء الإقليميين لـ أنقرة، ومن المتوقع أن يرتبط مسار تطبيع العلاقات السورية - التركية، بمسار التطبيع السوري - القطري، علماً أن السعودية وعمان لعبتا دوراً كبيراً في دفع كل من سورية وقطر نحو طاولة التفاوض بشكل مباشر دون وجود وسطاء.