اعتقلت الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية في مناطق “درع الفرات”، يوم الاثنين 26-8-2024، الصحافي بكر القاسم وزوجته، اللذان يمارسان عملهما الصحافي مع جهات محلية ودولية، وجرى اقتياد القاسم إلى معبر حوار كلس بعد الاعتداء عليه بالضرب، بحسب مصادر معارضة، فيما أفرج العناصر عن زوجته.
وفي التفاصيل بحسب المصادر، فقد استوقفت الاستخبارات التركية الصحافي “القاسم” الذي ينحدر من بلدة معرشورين بريف إدلب، برفقة زوجته وسط مدينة الباب، واعتدى العناصر على القاسم بالضرب والسحل خلال محاولته الاستفسار عن سبب الاعتقال، ونقلت الاستخبارات التركية الصحفي إلى مركز الشرطة العسكرية في مدينة الباب ووجهت له عدد من التهم من بينها إعداد تقارير صحفية لجهات عدة.
وبعد أن أفرجت الاستخبارات التركية عن زوجة الصحفي، داهمت منزله واستولت على جميع المحتويات الإلكترونية وأجهزة تخزين وكاميرات وهواتف ولابتوبات وملحقاتها وذهب وأموال نقدية.
حادثة الاعتقال أثارت حالة من الاستياء الشعبي الواسع في مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا وانتشرت على نطاق واسع من قبل الكثير من النشطاء والصحفيين في الشمال السوري، والتي لم تكن الأولى من نوعها، أعادت الحديث من جديد عن الدرجة المتدنية للحريات في تلك المناطق التي تسودها لغة القمع والسلاح والاعتقال.
ونظم ناشطون وصحافيون سوريون، وقفة احتجاجية في مدينة إدلب تضامنا مع الإعلاميين الذين اعتقلتهم السلطات التركية شمال سوريا.
وألقى معتصمون “اعتصام الكرامة” في خيمة أمام معبر أبو الزندين بيانا بخصوص اعتقال الصحفي بكر القاسم، واتهموا “سلطات الأمر الواقع” بتكميم الأفواه وخنق الحقيقة من خلال اعتقال الصحفيين منعا لحرية التعبير وتقييد الإعلام وتسييسه، وأكدوا على تضامنهم مع الصحفيين وطالبوا الجهات الدولية للتدخل وحمايتهم، اتهموا أن ما يجري بحق الصحفيين هو في مسار التطبيع التركي مع النظام السوري.
وقالت زوجة القاسم الصحافية نبيهة طه لفرانس برس “تم توقيفنا يوم الاثنين في مدينة الباب بينما كنا في سيارتنا أثناء عودتنا الى المنزل بعد تغطية معرض”.
وأوضحت أنه جرى إطلاق سراحها بعد وقت قصير، بينما “لا يزال بكر معتقلا حتى الآن، من دون معرفة سبب توقيفه أو مكان احتجازه”.
وقال عبد الرحمن مصطفى، رئيس الحكومة الموقتة التابعة للائتلاف السوري المعارض، أبرز مكونات المعارضة السورية في المنفى، في رسالة لفرانس برس، إنه إذا كان توقيف القاسم “يتعلق بحرية الصحافة والإعلام، فسيتم النظر فيه ومعالجته في أسرع وقت ممكن”.
وينشط القاسم بالعمل الصحفي ويعد تقارير لعدة وكالات إعلامية في مناطق السيطرة التركية “”درع الفرات” وغصن الزيتون”.
ويتعاون بكر القاسم منذ العام 2018 مع وكالة فرانس برس كمصور ومراسل، إلى جانب عمله مع مؤسسات أخرى بينها وكالة أنباء الأناضول التركية ومنصات إخبارية محلية. وشارك في تغطية مراحل عدة من النزاع السوري، إضافة الى الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد وتركيا المجاورة في شباط/فبراير 2023، وفقد خلاله القاسم 17 فرداً من عائلته.
وقالت رئيسة التحرير في وكالة فرانس برس صوفي اويت “نناشد السلطات المحلية في شمال سوريا الإفراج فورا عن مراسلنا بكر القاسم والسماح له باستئناف عمله بحرية”.
ويأتي ذلك، استمرارا لسلسلة الانتهاكات التي تقوم بها الاستخبارات التركية والفصائل الموالية لها بحق السكان والصحفيين. حيث لا تزال حرية التعبير وإبداء الرأي من القضايا الأكثر تهديداً في مناطق “غصن الزيتون”، و”درع الفرات”، و”نبع السلام” التي تسيطر عليها الفصائل الموالية لتركيا. اذ يتم استخدام هذه القضايا كذريعة لتنفيذ الاعتقالات التعسفية ضد المدنيين والنشطاء الإعلاميين، لما تمثله أقلامهم وعدساتهم من تأثير كبير على الرأي العام في تلك المناطق. وقد شهدت الفترة الماضية تصاعداً في حالات الاعتقال والاعتداء التي نفذتها عدة فصائل، بالإضافة إلى الشرطة العسكرية والمدنية والاستخبارات التركية.
أحد الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى اعتقال أو الاعتداء على الصحفيين، وأحياناً قتلهم، هو انتقاد قادة الفصائل أو سياسة تركيا، أو المطالبة بحقوق المدنيين المشروعة في مناطق الشمال السوري. كذلك، يُعد الحديث عن الفساد الإداري في مؤسسات الحكومة السورية المؤقتة من المواضيع المحظورة على المواطنين.