يؤكد القائد الأسبق لغرفة العمليات في جيش الاحتلال الجنرال في الاحتياط يسرائيل زيف أن صفقة إعادة المخطوفين ماتت قبل أن تولد، لأن نتنياهو غير معنيّ بها.
ويوضح زيف، في مقال نشره موقع القناة 12 العبرية، أن القتلى الإسرائيليين الستة الذين تم استخراج جثثهم من خان يونس يمثّلون الأيام الحزينة جداً لإسرائيل، وهم جزء من عائلات فشلت هي في الدفاع عنهم بعدما تم أخذهم، وهم على قيد الحياة، وقُتلوا، أو ماتوا، وهم يشعرون بالإحباط من الدولة التي فشلت في إنقاذهم للمرة الثانية.
ويوضح أنهم دفنوا بصمت، وحازت عملية الإنقاذ اهتماماً أوسع من الاهتمام بالقتلى أنفسهم، ومن تركهم لمصيرهم في أنفاق “ح م ا س”.
ويمضي زيف في انتقاداته الخطيرة: “رغم ذلك، فإن الواقع الأليم هو أن إسرائيل منقسمة، حتى إزاء القضايا الأساسية والأكثر إنسانيةً في المجتمع ككل. تُحدَّد قيمة الحياة بحسب الانتماء، وفكرة التعاضد غير موجودة، ومسؤولية الدولة بالدفاع عن مواطنيها باتت محددة، بحسب الانتماء السياسي. النازحون من “غلاف غزة” و”غلاف لبنان” يتم التعامل
معهم على أنهم أقل قيمةً، والمخطوفون باتوا مصدر إزعاج، في أفضل الأحوال. أحياء، أو أموات، لم يعد الأمر جوهرياً. في إسرائيل الجديدة لم يعد هناك خجل. بات الفشل لا يُفحص، والكوارث أصبحت أمراً هامشياً، وانهيار أساسات الدولة أضحى مكان نقاش. مقولة “لا مسؤولية، ولا قلق” صارت كالتوراة، والاحترام مخصص فقط لرجل واحد يتمسك
بالسلطة.
نحن في دولة فيها هويتان: إحداهما لا تزال مع الإخفاق، وتحمّل المسؤولية، حيث لا يزال للخجل مكان فيها. يختارون الألم، بدلاً من الاتهام، أشخاص لا يستطيعون التنفس بسبب الجرح المفتوح في القلب على ما كان يوماً دولة واحدة. أمّا في إسرائيل الجديدة، فيُدفن الفخر والاحترام القومي. إلى هناك، يرسلون الناطق بلسان الجيش، وهو ينظر نظرة خجل
من أجل نقل الأخبار التي لا تحرك شيئاً في إسرائيل الجديدة”
على خلفية اختلال سلم الأولويات لدى نتنياهو يقول زيف إن المخاطرة بحرب إقليمية تحوّل القرار المذكور إلى رهان خطِر وغير مسؤول.
ويضيف: “في الحقيقة، ماتت صفقة إعادة المخطوفين قبل أن تولد حتى، ببساطة، لأن رئيس الحكومة غير معنيّ بها. لديه رغبة في كسب الوقت. وزير الخارجية الأمريكي أيضاً، الذي صرّح علناً بأن نتنياهو وافق على المقترح الأمريكي، أراد كسب الوقت، لذلك، بيّض اقتراح نتنياهو. بعد ذلك بيوم واحد، قام نتنياهو بإحباط الصفقة بصوته الشخصي،
بعدها، هاجم بلينكن نتنياهو علناً، وقال إن عليه أن ينسى أيّ احتمال للاحتلال. بايدن أصابه اليأس، ويريد الهدوء. نتنياهو يعرف أن الولايات المتحدة تقدم له الدعم حتى نهاية الانتخابات في الولايات المتحدة، فالقوات موجودة هنا لكبحه، ولكبح إيران أيضاً.
حل قضية التهريب لا يكمن في بناء محور بعرض 50 متراً وارتفاع 40 متراً من الأنفاق. الحل يكمن فقط في التعاون مع المصريين.
ورغم ذلك، فإن خطوة احتلال رفح، وفي الوقت نفسه، تجاهُل القاهرة، دفعا إلى أزمة حادة، وهي بدورها، دفعت المصريين إلى حضن “حماس”، لدرجة أنهم غير مستعدين حتى لنقل المقترح إلى السنوار. الآن، تُبذل جهود الأمريكيين بصورة خاصة أمام المصريين، في محاولة لحلّ الأزمة”.