المستوطنون يتدربون لقتال الفلسطينيين في الضفة الغربيّة بدعم من اليمين المتطرف

2024.08.23 - 10:22
Facebook Share
طباعة

في الطريق الفاصل بين بلدتي روجيب وعورتا، شرق مدينة نابلس، هناك ما يقلق مواطنين فلسطينيين كثراً، ويثير حيرتهم أكثر من مسألة الوقت الذي سيقضونه لقطع حاجز عسكري مستحدث.

ومن يسلك الطريق البديل «روجيب – عورتا» الذي أصبح يربط بين مدينتي نابلس ورام الله، سيرى بأم عينيه في ساحة ممتدة خلف معسكر حوارة ساحات رماية وتدريب كبيرة غالبا ما يستخدمها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

في تلك الساحات الممتدة تقف عشرات المركبات الخاصة لمستوطنين بعضهم بملابس مدنية وبعضهم بملابس جيش غير رسمية، وهناك يتمرنون على الرماية من مسافات مختلفة.

وتصطف عشرات السيارات على بعد أمتار من طريق فرعي، لكنه أصبح طريقا رئيسيا لمن يريد التنقل من رام الله إلى نابلس بعد أحداث السابع من أكتوبر، حيث أغلقت قوات الاحتلال حاجز حوارة العسكري الذي يفصل بين وسط الضفة الغربية عن شمالها.

 

وفي السياق ذاته، كشفت القناة 12 العبرية، يوم أمس الاول، أن رئيس جهاز الشاباك لدى الاحتلال الإسرائيلي «رونين بار»؛ حذر برسالة بعثها إلى رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وإلى وزير الحرب يوآف غالانت من إرهاب المستوطنين المتزايد في الضفة الغربية المحتلة.

وقال بار في رسالته، إن قادة هذه الظاهرة يريدون إخراج الأمور عن السيطرة مما يسبب ضرراً كبيراً على إسرائيل.

وأضافت القناة أن رئيس الشاباك أضاف في رسالته، أنه «يكتب ذلك وهو لديه قلق كبير كيهودي، وإسرائيلي ومسؤول أمني»، مشيرا إلى أن الإرهاب اليهودي الذي يقوم به تنظيم «فتية التلال» (تنظيم استيطاني إرهابي عليه عقوبات دولية) ازداد خلال الفترة الماضية.

 

وذكرت القناة العبرية أن بار قد بعث بالرسالة ذاتها أيضاً إلى وزراء القضاء، والتعليم، والمالية، والداخلية والأديان وكذلك للمستشارة القضائية لحكومة الاحتلال.

وقال في رسالته التي بعثها الأسبوع الماضي، إن الظاهرة ازدادت خلال الفترة الماضية تزامناً مع عجز قوات الاحتلال عن السيطرة عليها وربما شعور المستوطنين بدعم خفي من الشرطة، وقد تحولت هذه التصرفات التي كان يقوم بها بعض الأفراد إلى هجمات جماعية يشارك بها مئات المستوطنين، وذلك بسبب عدم خوفهم من الاعتقال الإداري نظراً

للظروف الجيدة التي يتلقونها في السجون وكذلك الأموال التي يحصلون عليها من بعض أعضاء الكنيست بعد الإفراج عنهم.

 

وتصاعد التحذير أخيراً في إسرائيل من ميليشيات الإرهاب اليهودي، فقال رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت، إن الخطر الداخلي بالنسبة لإسرائيل يظهر في تنامي نفوذ «حركة المستوطنين، أصحاب القبعات المنسوجة، الذين يتركزون في مستوطنات الضفة الغربية» .

وقبل أيام قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية إن المسؤولين الأمنيين يحذرون من تصاعد العنف القومي اليهودي في الضفة الغربية، مشيرة إلى تراجع فعالية الردع الأمني في مواجهة الجرائم القومية.

وأوضحت أن الأحداث الأخيرة في قرية جيت تُظهر ضعف ردع الشرطة الإسرائيلية تجاه هذه الجرائم.

 

وأضافت أن المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين أشاروا إلى زيادة ملحوظة في العنف القومي اليهودي منذ بداية الحرب، مع انتشار الأسلحة بين المستوطنين وجنود الاحتياط. ورغم المخاوف الأولية من توزيع الأسلحة، لم يتم سحبها إلا بعد وقوع عدة حوادث.

 

وقال المسؤولون إن الشرطة الإسرائيلية فشلت في التصدي للأحداث العنيفة في الضفة الغربية، حيث نادرًا ما تصل إلى مواقع الاحتكاك والفوضى، مما يتيح للمستوطنين التصرف بحرية.

وأشاروا إلى تقاعس الشرطة في تنفيذ القانون عندما يتعلق الأمر باليهود، مما أدى إلى زيادة الجرائم القومية اليهودية.

 

وتطرقت الصحيفة إلى عدة حوادث تعكس تقاعس السلطات الأمنية، منها حادثة إطلاق جندي احتياط النار على فلسطيني في جنوب الخليل، مما أسفر عن إصابته بجروح خطيرة، وحادثة استشهاد فلسطينيين في نيسان /أبريل على يد مستوطنين في منطقة الغور. وأوضحت أن توجيهات وزارة الأمن القومي بقيادة المتطرف إيتمار بن غفير تؤثر في أداء

الشرطة، مما ينعكس سلبًا على تنفيذ القانون والحد من الجرائم القومية.


 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 1