هل تسبب فشل الفيلق الإفريقي بمهمته بإقالة وزير الدفاع الروسي؟

2024.05.15 - 02:42
Facebook Share
طباعة


هناك العديد من الأسئلة والتحليلات المختلفة المحيطة بقرارات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن أحدثها تشمل إقالة وزير الدفاع سيرغي شويغو، وتعيين الخبير الاقتصادي أندريه بيلوسوف خلفاً له، وإجراء تعديل وزاري جديد لرئيس وزراء شويغو، بما في ذلك التعيينات مدير مجلس الأمن القومي.

وفي هذا الصدد أفادت مصادر صحفية نقلاً عن المتحدث الرسمي بإسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قال: "سيواصل شويغو العمل في قطاع الدفاع الذي يعرفه جيداً من الداخل، جنباً إلى جنب مع زملائه وشركائه في مكان عمله السابق". إلا أن هذا التصريح الرسمي الذي جاء على لسان بيسكوف لم يكن كافياً لوسائل الصحافة والإعلام المحلية والدولية والتي ترى هنالك اسباب أخرى وراء هذه الإقالة.

وفي هذا الشأن رأت صحيفة "مامينتو" الفرنسية أن قرار الرئيس الروسي، الذي أصبح من الصعب التكهن بقرارته، وإقالته لوزير الدفاع الذي ظل في منصبه لمدة 12 عاماً أمر مفاجئ ولم يكن بالحسبان. وأضافت الصحيفة أن هذا التغيير جاء بسبب الخسائر الفادحة التي تكبدها الجيش الروسي، حسب وصفهم، على خطوط الجبهة مع أوكرانيا، بحسب الصحيفة.

وإلى الولايات المتحدة الأمريكية فهي على علم تام بحجم التقدمات التي يحققها الجيش الروسي على خطوط الجبهة، كونها الداعم الرئيسي للجيش الأوكرانيا الذي تكبد خسائر مهولة تقدر بالمليارات من العتاد العسكري الأمريكي والغربي. وترى وأشنطن أن تغيير وزير الدفاع وتعيين الإقتصادي بيلوسوف دليل على أن الحرب الروسية على أوكرانيا، حسب وصفه، ستتحول لحرب إستنزاف طويلة الأمد لإلحاق أكبر ضرر إقتصادي بالدول الداعمة لإوكرانيا.

هنالك من حلق خارج السرب ويرى أن إقالة وزير الدفاع الروسي لها علاقة مباشرة بالفيلق الأفريقي والذي تم الإعلان عنه في يناير العام الحالي والذي كان من المقرر أن يحل مكان قوات الشركة العسكرية الخاصة "فاغنر" لكنه وفقاً للتقارير لم يحقق النجاح المرجو منه.

حيث يرى الكاتب الصحفي والمختص بالشأن السياسي في دول إفريقيا، محمد خلدون، يرى أن الرئيس الروسي مستاء من فشل الفيلق الافريقي في القارة السمراء ولم يكن قادراً على أن يحل محل قوات فاغنر وبالأخص في ليبيا، ناهيك عن كم الفساد الذي تم الكشف عنه مؤخراً داخل صفوف الفيلق.
وأضاف خلدون أن الفساد إنكشف بعدما تم إعتقال نائب وزير الدفاع آواخر أبريل الماضي، تيمور إيفانوف، بتهمة الفساد المالي والذي كان مقرباً من شويغو، وبالتالي كان لابد من إتخاذ قرارت صارمة في هذا السياق أدت فيما بعد لتنحية وزير الدفاع من منصبه.
 
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 5