الرهائن... أزمة تُحرج أمريكا وتزيد من إرباك العدوّ في الداخل والخارج

2023.10.24 - 10:20
Facebook Share
طباعة

خلال الساعات الماضية، أعلن المتحدث باسم كـ تائب القسام، الذراع العسكرية لحركة المقاومة الفلسطينية “حمـ اس”، إطلاق سراح اثنين من الرهائن. يأتي ذلك استجابة لوساطة مصرية قطرية.


وكانت الم قاومة الفلسطينية قد قررت إطلاق سراح رهينتين "لأسباب إنسانية" السبت الماضي، لكن قوات الاحتلال "رفضت استلامهما"، ما تسبب في غضب في الشارع الاسرائيلي، خرج على إثره تظاهرات ضد حكومة الاحتلال التي يترأسها بنيامين نتنياهو.


ويأتي ذلك في بعد أيام قليلة من إفراج ح ماس عن رهينتين أمريكيتين لأسباب صحية، وجاء ذلك بوساطة قطرية.


ورغم الحصار الذي فرضته قوات الاحتلال على غزة منذ أكثر من أسبوعين، بات الغضب الداخلي في المجتمع الاسرائيلي مصدر قلقٍ لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، وذلك على خلفية الرهائن المحتجزة لدى الم قاومة الفلسطينية والتي احتجزتها الم قاومة على خلفية عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين أول الماضي.


وتشير التقديرات الاسرائيلية، وفق أحدث حصيلة، إلى أنّ 212 شخصا تحت سيطرة ح م ا س في غزة، بينما أعلنت كتائب القسام أن العدد قد يصل إلى 250 منهم 200 شخصٍ تحت سيطرتها، وقُتل أكثر من 20 منهم في الغارات الاسرائيلية.


الرهائن والمصالح الأمريكية:


ويبدو أن الضغوط التي تمارس على رئيس وزراء الاحتلال تزداد حدتها وبخاصة أن من بين هؤلاء الرهائن من يحملون الجنسية الأمريكية وهو ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية حليف الكيان الصهيوني الأول لطلب تأخير الغزو البري على غزة حتى إطلاق سراح الرهائن.


ونصحت إدارة بايدن إسرائيل بتأجيل الغزو البري لغزة، على أمل كسب الوقت لإجراء مفاوضات بشأن الرهائن، وفقًا لبعض المسؤولين الأمريكيين.


ويريد المسؤولون الأمريكيون كسب مزيدٍ من الوقت للتحضير لما ستتعرض له المصالح الأمريكية في المنطقة، من قبل إيران، والتي قال المسؤولون الأمريكيون إنها من المرجح أن تشتد بمجرد قيام إسرائيل بتحريك قواتها بالكامل إلى غزة.


وأكد مسؤولون على أن الإدارة الأمريكية ما زالت تدعم الغزو البري وهدف إسرائيل المتمثل في القضاء على ح ما س. لكن الأحداث المتسارعة منذ أن أطلقت ح م ا س سراح امرأتين أمريكيتين يوم الجمعة الماضية، دفعت الإدارة الأمريكية إلى اقتراح أكثر إلحاحا بأن يتيح الإسرائيليون الوقت للتفاوض بشأن إطلاق سراح 212 رهينة أخرى، حسبما قال المسؤولون.


وقال البيت الأبيض إن الرئيس بايدن اتصل برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بعد ظهر الأحد الماضي، لمناقشة آخر التطورات. وتحدث بايدن أيضًا مع زعماء كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا -وفقا لنيويورك تايمز.


في الوقت نفسه تزايدت الشكوك بين المسؤولين الأمريكيين والإسرائيليين من ظهور الرهائن في حالة جيدة عقب الإفراج عنهم، وهو ما يعني أن إطلاق سراحهم وهم بصورة جيدة قد يخلق تعاطفًا من قِبل الأمريكيين والمجتمع الدولي، بما ينعكس بشكل جيد على الفصائل الفلسطينية، وفقًا لـ"بلومبرج".


غضب داخلي في إسرائيل


منذ عملية طوفان الأقصى واحتجاز الرهائن الإسرائيليين لدى الم قاومة الفلسطينية "ح م ا س"، انطلقت التظاهرات في الداخل الاسرائيلي، إذ يتظاهر الآلاف في كافة أنحاء البلاد يوميًا، لمطالبة الحكومة الإسرائيلية بالإفراج عن الأسرى لدى ح م ا س في غزة.


والأحد، تظاهر مئات الإسرائيليين، أمام منزل الرئيس إسحاق هرتسوغ، للمطالبة بالإفراج عن المحتجزين لدى حركة ح م ا س في قطاع غزة.


ولتهدئة الأوضاع المشتعلة اجتمع "هرتسوغ مع 80 ممثلا عن عائلات الأسرى" عقب المظاهرة.


وحمّل قطاع عريض من المجتمع الإسرائيلي نتنياهو مسؤولية "التأخير" في تحرير الرهائن، إذ أوضحت تقاير عبرية، أن هناك ضغوطا تمارس على نتنياهو ليعلن تحمل مسؤولية الأحداث التي شهدتها إسرائيل، إذ يعتقد الكثيرون، أن هذا الأمر ضروري، خاصة أنه يتهرب من الاعتراف بالمسؤولية بالقول "هناك أسئلة كثيرة حول الكارثة، سنحقق فيها وبدأنا بتطبيق الدروس الفورية".


وتزداد حدة الغضب في الداخل الإسرائيلي من نتنياهو من أن الأولوية في حربه لم تكن لتحرير الرهائن، بل كانت للقضاء على ح م ا س باعتبارها تهديدًا عسكريًا، حتى وإن كلفة ذلك دماء الرهائن، في واقعة تكشف الهدف الحقيقي من هذه الحرب وهو ليس الدفاع عن إسرائيل وأمنها كما يدعي نتنياهو، وإنما لتحقيق مكسب شخصي بعد فشله في إدارة الوضع الداخلي في إسرائيل.


ففي وقت سابق هددت كتائب القسام "بإعدام" رهينة واحدة في كل مرة تقتل فيها غارة جوية إسرائيلية مدنيين دون سابق إنذار. الأمر الذي لم تنفذه الم قاومة الفلسطينية حتى الآن. وفي الوقت نفسه، تتحول أجزاء كبيرة من غزة عمدا إلى أنقاض بفعل انتهاكات جيش الاحتلال وهمجيّته. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 5 + 2