ماذا يقول ديبلوماسي عربي في بيروت عن اسرار زيارة بايدن؟

كتب أحمد الابراهيم – بيروت

2023.10.18 - 07:33
Facebook Share
طباعة

قال مصدر ديبلوماسي عربي في بيروت " أن الكلام عن فشل وزير الخارجية الاميركي في مهمته بتحشيد العرب الموالين لواشنطن خلف الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة هو كلام تضليلي. فما فعله انتوني بلينكن في زيارته للقاهرة وعمان والرياض هو مناقشة الزعماء الثلاثة (السيسي وبن سلمان وبن الحسين) فيما هو افضل لهم ولاسرائيل من حلول عسكرية وسياسية تنهي حماس وتريح الاطراف الاربعة ومعهم اسرائيل منها" . وحول ما قيل عن معارضة مصر لتهجير الفلسطينيين الى سيناء قال المصدر العربي وهو (أفريقي جغرافيا) " أن ما دفع الرئيس السيسي لرفض المقترح وما دفع الاميركيين الى قبول رفضه هو دراسة أمنية مصرية تؤكد أن حصول التهجير يعني استمرارا لمشاكل اسرائيل مع ولادة اضطرابات شعبية وامنية في مصر قد تمتد من سيناء لكل الاراضي المصرية مع وجود عشرات الاف الخبراء بالاسلحة والقتال بين من سيلجأون لمصر من تنظيم حماس المتطابق مع تنظيم الاخوان المسلمين المحظور في مصر عقائديا".


وحول ما يقول الاعلام العربي عن أن الزعماء العرب الغوا قمتهم مع بايدن احتجاجا على مجزرة الاطفال في مستشفى " المعمداني" في غزة، قال المصدر " أن هذا الكلام ترهات، فالامر الذي حصل هو ان ردة فعل الشارع الفلسطيني في الضفة شكل تهديدا للسلطة الفلسطينية بعدما قام المئات في جنين بمهاجمة مقر المحافظ ومقرات الشرطة وهو ما هدد بتمدد الاضطرابات التي تستهدف السلطة الفلسطينية وشرطتها الى كل مدن الضفة التي خرجت تناصر غزة على وقع الغضب الذي تسببت به المجزرة المروعة في المستشفى".


وأكد المصدر " أن محمود عباس بحضور الصفدي وزير الخارجية الاردنية اتصل بالاميركيين وعرض لهم مخاوفه من سقوط كل مؤسسات السلطة اذا ما شارك في القمة مع بايدن خصوصا وان البيان الختامي معد مسبقا ويكشف استسلام من كانوا سيشاركون في القمة لما يريده منهم الاسرائيليون والذين استخدموا بايدن لنيل ما يريدون".


وقال الديبلوماسي الذي تمثل بلاده رمزا ثوريا ضد الاستعمار" أن التظاهرات التي اندلعت في الضفة الغربية هي التي تخيف الاردن وليس تلك التي لن تشكل خطرا على الحكم في عمان. ففي الاردن قوات مسلحة اميركية يمكنها حماية الحكم الاردني حتى لو ثار كل الاردنيون والفلسطينيون ضد الملك عبد الله.


وحول ما يريده بايدن من زيارته لاسرائيل قال المصدر أن " المصيبة الاسرائيلية هي مصيبة اميركية وبغض النظر عن الاسباب الشخصية والانتخابية لبايدن الا ان الدولة العميقة في اميركا تعتبر اسرائيل هي اميركا في منطقتنا وان اميركا هي بلاد يمكن لاسرائيل ولسكانها ان يعتبروها حاميتهم لانهم جزء عضوي من شعبها. فالمصالح هي الاساس في علاقة الدولتين ولكنها مصالح مؤدلجة لا يمكن فصل تأثير الكتاب المقدس فيها على الحكم الاميركي كون القاعدة الانتخابية الانجيلية كبيرة جدا ولكن ايضا لا يمكن فصل تأثير معتنقي الفكرة الصهيونية من نخبة الحكم الاميركي ومن مؤسسات داعمة واساسية يقوم على اعمدتها كل العمل السياسي في واشنطن وولاياتها من اصغر عمدة في المدن الى رئيس الدولة.


وما الذي قد يحققه بايدن من انجازات لاسرائيل في مواجهة الشعب الفلسطيني قال المصدر أن المشروع السياسي للاميركيين والذي يريدون تحقيقه لن يجري اعلانه الا بعد سلسلة من المجازر التي تغطيها اميركا بحيث ان الاسرائيليين يمكنهم القول لشعبهم انهم استعادوا الهيبة بقتل الاف الفلسطينيين الذين سيقولون انهم قيادات وعناصر مقاتلة من حماس وايضا سيقولون بعد تدمير أحياء كاملة من مدن غزة ومخيماتها أنهم حققوا الردع بجعل الفلسطينيين يدفعون الثمن الذي لا يمكن لاي شعب أن يتحمله مرتين.


بعد تحقيق ذلك وبعد القيام بتدمير مناطق ومساواتها بالارض وتهجير اهلها ينوي الجيش الاسرائيلي بقيادة وادارة واشراف اميركي مباشر، سيتقدم الى مناطق محدودة في الاحياء المدمرة ليرفع العلم الاسرائيلي معلنا القضاء على حماس"
ويتابع المصدر فيقول " أن ذلك لا يعني انتصارا اسرائيليا فعليا لكنهم والاميركيون سيختمون الاعمال العسكرية بهذه الانجازات ثم يكملون القصف ويسعون للنيل من القيادات الاساسية من حماس ويدفعون الشعب الغزاوي الى التجمع والتكدس في مناطق مختنقة فلا خدمات ولا طبابة ولا طعام ولا ماء ولا مساعدات حقيقية من المجتمع الدولي وحينها سيعلن عن تحرك ديبلوماسي وعن حلول سياسية واساس تلك الحلول تسليم غزة لمصر ودخول الاستخبارات المصرية الى غزو، وما يقال عن قوات دولية تفصل بين غزة وبين مستعمرات غلاف غزة فهذا الامر ليس صحيحا وهو كلام جرايد فالاسرائيلي لا يمكن ان يقبل لغزة مثل هذا الحل لانه يشكل سابقة يمكن لاي رئيس اميركي له مصلحة في حل القضية الفلسطينية سلميا ان يمنح كيانا فلسطينيا هجينا في المستقل حلولا مماثلة بوضع قوات دولية حول التجمعات العربية في الضفة ويعلن عن انها دولة فلسطينية".


وحول ما نشرته مصادر صحافية من مشاريع سياسية اميركية تضم التالي من البنود:
أولاً، أن يُترك ل بايدن الإعلان عن «هدنة إنسانية» تؤمّن وقفاً لإطلاق النار لساعات معدودة، للسماح لـ«الأجانب» بمغادرة قطاع غزة عبر معبر رفح، مقابل دخول جزء من المساعدات الإغاثية، شرط أن تتولى الأمم المتحدة الإشراف على توزيع هذه المساعدات.


ثانياً، أن يصار إلى بلورة مقترحات ترد في سياق «صيغة حل سياسي»، تقوم على فكرة أميركية مفادها أنه في حال لم يرد الآخرون لإسرائيل مواصلة العملية العسكرية، فالمطلوب أن توافق الدول العربية المؤثّرة في الملف الفلسطيني، ولا سيما مصر والأردن والسلطة الفلسطينية، إلى جانب قطر والسعودية وتركيا، على اقتراح بفرض وصاية خارجية على القطاع، من ضمن خطة تستهدف نزع سلاح قوى المقاومة


ثالثاً، أن تقبل هذه العواصم بمبدأ «الوصاية» من خلال قرار يقضي بإعادة مؤسسات السلطة الفلسطينية وقواتها إلى القطاع، وحل كل المؤسسات التي تديرها حماس وتسليمها للسلطة الفلسطينية التي ستتلقّى دعماً لتعزيز قواتها العسكرية في القطاع وإدارته عسكرياً وأمنياً وإدارياً.


رابعاً، التثبت، من خلال آلية محددة، من أن لا يعود الوضع إلى ما كان عليه، والبحث في فكرة نشر قوات أجنبية على طول الحدود بين قطاع غزة والأراضي المحتلة، وتوسيع المنطقة العازلة بين القطاع وغلافه، ولو تطلّب الأمر تجريفاً لأحياء ومدن ومخيمات.


خامساً، وضع آلية تضمن نزع القوة الصاروخية للمقاومة وإزالة كل البنى التحتية التي تُعتبر سلاحاً خاصاً للمقاومة، بما في ذلك تدمير الأنفاق.


سادساً، تسليم كل الأسرى للسلطة الفلسطينية على أن تتولى إدارة عملية تبادل للأسرى مع قوات الاحتلال، بعد إطلاق سراح فوري لجميع المدنيين، ومن دون شروط.


سابعاً، أن تتولى دول عربية أي عملية لإعادة الإعمار والإشراف المباشر عليها وضمان عدم استفادة حماس وبقية قوى المقاومة من الأمر، وأن تفرض مصر واقعاً أمنياً جديداً يتيح لها الإشراف المباشر على كل ما يجري داخل القطاع.


قال المصدر حول البنود السابقة " ان النقطة الاخيرة هي الصحيحة فقط، والباقي مغلوط، فالمصريين وافقوا على هذا الطرح وهو طرح قديم بالمناسبة، ما يعني إدارة القاهرة للوضع الأمني والسياسي والاقتصادي في القطاع من خلال سيطرة قوات للسلطة الفلسطينية التابع لمحمود عباس على القطاع المدمر ولكن القرار النهائي والتفصيلي واليومي سيكون لضباط ارتباط من المخابرات المصرية سيصبحون المشرفين على يوميات القطاع."


أين حسابات الاميركيين من دخول حزب الله على خط عدم المقاتلين في غزة من خلال فتح جبهة الشمال الفلسطيني المحتل من لبنان على مصراعيها؟؟


يقول المصدر " ان حسابات الاميركيين هي أن دخول حزب الله في المعركة قد لجمته حاملات الطائرات الاميركية. لكنهم مخطئون، وبرأيي ان الاميركيين سيفاجئون بمشاركة الحزب النوعية في الحرب، فالحزب ليس مرتدعا وحسابات تدخله بيد حماس لا بيد قيادته في بيروت فحين يعلن محمد الضيف في رسالة للسيد حسن نصرالله انهم في غزة بحاجة لتدخل واسع للحزب فان الجبهة الشمالية من لبنان ستصبح أشد ضراوة على الاسرائيليين مما فعلته بهم حماس وشركائها في الفصائل الاخرى في السابع من تشرين اول اكتوبر. فحزب الله شريك في هجوم حماس، ولم تكن قيادة الحركة لتقوم بهكذا معركة طاحنة لولا تنسيقها الدقيق مع حلفائها في لبنان وسورية والعراق وايران واليمن وبالتالي هي تضمن دعمهم العملي لا الاشغالي للعدو فقط. 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 7