أعلن فصيلان في ما يسمى “الجيش الوطني” المدعوم من تركيا، انسحابهما من أربع بلدات بريف حلب الشمالي والشرقي، بعد تدخلهما منذ نحو أيام كقوات فض نزاع عقب اقتتال شهدته المنطقة.
وقالت فرقتا “السلطان سليمان شاه” (العمشات) و”الحمزة” (الحمزات) التابعتين لـ” الجيش الوطني” إنهما انسحبتا من بلدات احتيملات، تل شدود، حج كوسا، وتركمان بارح، أمس الأحد 15 من تشرين الأول.
وذكرت الفرقتان وفق بيان مشترك، أن دخولهما إلى البلدات المذكورة قبل 20 يومًا كان لفض نزاع وطرف ثالث للتهدئة بين فصائل “تجمع الشهباء” وبين فصائل “الوطني”.
وكان تدخل “العمشات” و”الحمزات” بالتعاون والتنسيق بين “وزارة الدفاع“ في “الحكومة السورية المؤقتة” مظلة “الوطني” وبين الجانب التركي، وفق بيان الفرقتين.
وفي منتصف أيلول الماضي، اندلعت اشتباكات بريفي حلب الشمالي والشرقي بين مكونات “تجمع الشهباء” متهمة بتبعيتها لـ”هيئة تحـ ـرير الشام” صاحبة السيطرة العسكرية في إدلب، وبين فرقة “السلطان مراد” في “الوطني”.
وتواصلت الاشتباكات لعشرة أيام، ولم تتوفر إحصائية رسمية عن عدد القتلى أو الإصابات أو الخسائر في طرفي الاقتتال، في حين نعى قياديون عسكريون عددًا من العناصر، ونشرت غرف “تلجرام” تسجيلات مصورة وصورًا لقتلى وأسرى من كلا الطرفين.
كان سبب الاشتباكات الرغبة في السيطرة على معبر “الحمران” الفاصل بين مناطق سيطرة “الحكومة المؤقتة” و”قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) في منطقة جرابلس شمال شرقي حلب.
ويكتسب معبر “الحمران” أهميته بكونه شريان الحياة التجارية بين مناطق سيطرة “قسد” ومناطق سيطرة المعارضة، وتدخل من خلاله مواد غذائية وكهربائيات وآليات وغيرها.
ويعد المعبر خطًا رئيسًا لمرور قوافل النفط القادمة من شمال شرقي سوريا باتجاه مناطق سيطرة المعارضة.
ويربط المعبر بين قرية الحمران الواقعة تحت سيطرة “الجيش الوطني” وقرية أم جلود أول قرية من مناطق سيطرة “قسد”.
في 21 من أيلول الماضي، أعلن “الوطني” استنفارًا عسكريًا، وقال وفق بيان إنه ينفذ “عملية أمنية” داخل منطقة عمليات “درع الفرات”، وتشمل مناطق اعزاز وجرابلس والباب ومارع والراعي بهدف “ضبط الأمن والاستقرار فيها”.
من جهته، أصدر “تجمع الشهباء” بيانًا أعلن فيه النفير العسكري ودعم أحد مكوناته (حركة أحرار الشام- القطاع الشرقي)، ودعا الفصائل إلى النأي بنفسها عن هذه “الفتنة”.
وحضرت تصريحات طرفي الاقتتال مع بداية الاشتباكات لتغيب لاحقًا عما يحصل، وتواصلت عنب بلدي مع الناطق الرسمي باسم “الجيش الوطني”، العميد أيمن شرارة، للحصول على توضيحات بخصوص الخلاف على معبر “الحمران” ومحاولة “تحرير الشام” الدخول إلى ريف حلب، لكنها لم تتلقَ ردًا حتى لحظة نشر هذا التقرير.
مصدر من “تجمع الشهباء” (غير مخوّل له بالتصريح) قال إن الاتفاق النهائي الذي حصل بين “تجمع الشهباء” والجانب التركي نص على ستة بنود كانت:
يبقى معبر “الحمران” تحت إدارة “تجمع الشهباء” مع وجود للشرطة العسكرية عند حاجز الخيمة القريب.
تبقى المناطق الجديدة التي دخلتها قوات “تجمع الشهباء” تحت سيطرة “التجمع” و”القوة المشتركة” (العمشات والحمزات).
الاعتراف بـ”تجمع الشهباء” في مناطق شمالي وشرقي حلب بشكل كامل.
إيقاف العمل العسكري وفض الاستنفارات وعودة الجنود إلى الثكنات العسكرية.
إطلاق المحتجزين من الطرفين.
تعهد الجانب التركي أن يردع ويقف في وجه فرقة “السلطان مراد” إن نقضت الاتفاق.