الحرب في السودان نصف عام من الإقتتال والنزوح

2023.10.16 - 03:11
Facebook Share
طباعة

 أكملت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع التي بدأت منتصف أبريل الماضي شهرها السادس دون أن يلوح في الأفق أملا لإيقافها في ظل إصرار الطرفين على القتال.


وفشلت اتفاقات الهدنة المتعددة في إنهاء العنف الذي دفع عشرات الآلاف إلى الفرار عبر حدود السودان، أثار مخاوف من حدوث أزمة إنسانية تجتاح الدول المجاورة. 


القوى السياسية: 


إتهم المستشار السياسي لزعيم قوات الدعم السريع "يوسف عزت"، أن قادة النظام السابق واستخبارات الجيش والأمن بالتعاون مع ما أسماها “الكتائب المتطرفة” بتخطيط وتنفيذ ما وصفه بـ"الانقلاب" في 15 نيسان/أبريل الماضي، والعمل على إشعال حرب قبلية في دارفور.


وقال في منشور على حسابه في موقع "اكس": "إن الإسلاميين أشعلوا الحرب ظنا منهم أنهم سيهزمون قوات الدعم السريع خلال ساعات".


طالب القيادي بالحرية والتغيير "محمد الفكي سليمان" من البرهان بالاعتذار عن الانقلاب والتوجه إلى الحل السياسي بمنبر جدة". 


وقال رئيس حزب الأمة القومي بالإنابة وعضو المكتب التنفيذي لتحالف قوى الحرية والتغيير "صديق الصادق المهدي"  "إن استمرار الحرب يهدد بانزلاق البلاد نحو مأساة الحرب الأهلية".


وأضاف المهدي "في حال لم ننجح في التوصل إلى تسوية سياسية للصراع العسكري الحالي فان السودان سيتحول إلى بؤرة ومصدر للكوارث في العالم والإقليم".


ورأى رئيس الحركة الشعبية (التيار الثوري الديمقراطي) والقيادي في الحرية والتغيير "ياسر عرمان"، أن طرفي القتال في السودان يفتقران إلى رؤية لإدارة الأزمة والتوصل إلى تسوية سياسية.


أردف: "إن الجيش والدعم السريع لن يقبلا بمطالب بعضهما البعض، وكلاهما سينغمس في البحث عن المزيد من المكاسب التي قد تتحول إلى حرب عرقية مجتمعية".


ودعا عرمان الجهات الفاعلة الوطنية والإقليمية والدولية المناهضة للحرب إلى الدفع نحو سلام إنساني طويل ضد الأعمال العدائية.


وتابع "لابد من إعطاء الأولوية لقضايا وصول المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، بما في ذلك منطقة حظر الطيران ووقف المدفعية، وجميع أنواع القصف على المناطق السكنية المدنية بقرار مشترك من الاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ومجلس الأمن الدولي".


النازحين داخلياً: 


يُعاني آلاف النازحين في مراكز الإيواء بولاية القضارف شرقي السودان، من أوضاع مأساوية تتمثل في نقص حاد في مياه الشرب وازدحام غرف المراكز وتدني البيئة.


ووصل عدد الفارين من الحرب الى 5.4 ملايين شخصاً، منهم 4.3 مليون نازح داخليًا يقيمون في آلاف المراكز المؤقتة وفيها يكافحون من أجل الحصول على الغذاء ومياه الشرب والرعاية الصحية.


الأمم المتحدة: 


 منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في بيان لها:  "لا تزال الأعمال العدائية المستمرة منذ ستة أشهر في السودان تهدد أمن الناس الغذائي في جميع أنحاء البلاد، تعمل على توسيع نطاق دعم سبل العيش الزراعية بشكل كبير لتعزيز إنتاج الغذاء، ومع ذلك فإن التمويل منخفض للغاية".


وكان البنك الدولي قد توقع في أحدث تقرير له أن ينكمش اقتصاد السودان بمقدار 12 في المائة في العام الحالي، وذلك بسبب التداعيات الكبيرة الناجمة عن الحرب التي أوقفت عجلة الإنتاج في العاصمة الخرطوم مركز الثقل الاقتصادي في البلاد.


أكد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة "مارتن جريفيث"، أن الحرب أدخلت السودان في أحد أسوأ كوابيس الأوضاع الإنسانية في التاريخ الحديث، بمناسبة مرور 6 شهور على إندلاع الحرب ،مشيرا إلى استمرار سفك الدماء والعنف والتقارير المروعة عن حالات العنف التي لا تتوقف وتزايد الاشتباكات على أسس عرقية وخاصة في دارفور.


وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، حذر "جريفيث" من أن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر. وشدد على ضرورة أن تفي أطراف النزاع بالتزاماتها بموجب القانون الإنساني الدولي. 


وقال إن "الوقت قد حان لوفاء الأطراف بالالتزامات التي تعهدت بها في مدينة جدة لحماية المدنيين والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، ولكي تجدد التزامها بالحوار على أعلى المستويات لإنهاء هذا النزاع إلى الأبد " .


وشدد على أن الوقت قد حان أيضا للمانحين لزيادة دعمهم، قائلا: "لا يمكن أن يتخلى المجتمع الدولي عن شعب السودان".


أشار المسؤول الأممي إلى أن عمال الإغاثة ما زالوا يواجهون عراقيل في الوصول إلى المحتاجين بسبب انعدام الأمن والقيود، مع قتل أو احتجاز ما لا يقل عن 45 من العاملين في المجال الإنساني منذ منتصف أبريل الماضي - جميعهم تقريبا من الموظفين السودانيين.


أضاف وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية: "حتى في المناطق التي يمكننا الوصول إليها يعاني العاملون في المجال الإنساني من نقص التمويل، حيث لم يتم تلقي سوى 33% فقط من مبلغ 2.6 مليار دولار المطلوب لمساعدة المحتاجين في السودان هذا العام".


وقال "جريفيث" تتعرض الخدمات الأساسية في السودان للانهيار. فأكثر من 70% من مرافق الرعاية الصحية في مناطق النزاع خارج الخدمة. ويؤدي القتال إلى إبقاء 19 مليون طفل خارج الدراسة مما أدى إلى تراجع كبير في تعليمهم وفي مستقبل البلاد.


دول الجوار : 


كشف رئيس حركة العدل والمساواة الجديدة، "منصور أرباب" عن تسجيل 42 شخصاً توفوا الأسبوع الماضي من اللاجئين السودانيين المتواجدين بشرق تشاد حيث يلقى ما بين ثمانية الى ستة أشخاص مصرعهم يومياً بسبب الجوع والعطش وانتشار الأمراض.


وطالب أرباب منظمات الأمم المتحدة والمنظمات العاملة في العمل الإنساني بتقديم المساعدات للاجئين السودانيين في تشاد في أسرع وقت تجنبا لمزيد من الوفيات.


 حسب الإحصائيات عدد اللاجئين السودانيين بمخيمات تشاد بلغ 1,230,000 وأن هناك زيادة بمعدل 150 إلى 170 أسرة تعبر الحدود من السودان إلى تشاد بشكل يومي.


وحذرت الأمم المتحدة، من أن مئات الآلاف من اللاجئين من جنوب السودان، العائدين إلى بلدهم هربا من الحرب في السودان، يواجهون "الجوع الطارئ"، مع بقاء 90 بالمئة من الأسر لأيام دون وجبات.


أن الأمطار الغزيرة التي ألحقت أضرارا بالمخيمات المزدحمة والمعابر الحدودية، أدت إلى تدهور الظروف المعيشية وتفاقم انتشار الأمراض.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 7