كشف المعارض المصري البارز أحمد طنطاوي المرشح المحتمل للانتخابات الرئاسية، عن تزايد الانتهاكات والتضييقات الأمنية التي تتعرض لها حملته الانتخابية خلال الأيام القليلة الماضية.
وأعلن طنطاوي عن ارتفاع أعداد المقبوض عليهم من أعضاء حملته الانتخابية إلى 35 شخصًا، قائلًا إن "البعض يُعاقب من خلال إيذاء الأشخاص المحيطين به"، وإنه وحملته مستمرون في سباق الانتخابات للنهاية، حتى لو ترتب على ذلك تغييبه عن المشهد نهائيًا، وإنه لن يتوقف إلا بالتخلص منه شخصيًا.
وأضاف في مقطع فيديو بثه على موقع فيسبوك، أن حملته وثقت بالصوت والصورة كل التضييقات الأمنية ومحاولات الاستهداف التي يتعرضون لها.
وتعجب الطنطاوي خلال مقطع الفيديو قائلًا "كيف يُفتح الباب ويُفرج عن المحبوسين بعد سنين دفعوا فاتورتها من أعمارهم وأعصابهم ومستقبلهم، هم وأسرهم، ويستمر تكرار نفس الأفعال".
وأكد الطنطاوي في كلمته على أن هناك مجموعة من الإعلاميين (وصفهم بالمحسوبين على النظام) يهاجمونه هو وحملته، وطالبهم باستضافته وتوجيه ما يشاؤون من الأسئلة له وسيرد عليها جميعًا، فليس لديه ما يخفيه، وأنه يحترم حق كل مصري في المعرفة. مشيرًا إلى تعرضه لمحاولات تلفيق اتهامات لشخصه عبر الذكاء الاصطناعي، لكنهم حذفوها بسرعة (دون تحديد هوية الفاعل)، موضحًا بأنهم "يعتمدون على ناس خايبة وفاشلة".
وأكد الطنطاوي على أنه تم التجسس عليه لمدة عامين بحثًا عن زلة أو غلطة لاغتياله عن طريقها معنويًا، متابعًا "مفيش واحد عاقل مش عارف إنهم مكانوش هيصبروا لو كانوا لقوا غلطة عليا"، مضيفًا "اللي يقدر يلاقي في تاريخي السياسي موقف أو كلمة تناقض الأخرى أو تتغير وتتلون بتغيير الظروف والمعطيات يقدمها للناس وأنا شخصيًا لو لقيت دا أكيد هعتذر عنه".
موضحًا أنه سينشر التقرير الخاص بالتجسس على هاتفه لمدة سنتين والصادر عن أحد أهم المعامل في العالم، بعدما يحصل على ترجمة معتمدة له، مؤكدًا أن لجنة قانونية تدرس طرق مقاضاة القائمين على عملية التجسس.
ووصف الطنطاوي ما يحدث بأنه "غير قانوني وغير أخلاقي وليس من شرف الخصومة أن نعامل بهذه الطريقة"، مؤكدًا أنهم سيكملون طريقهم، وأن محاولات الاغتيال المعنوي غير مجدية". وأضاف "أنا مستمر في هذا الطريق إلى نهايته أو إلى نهايتي، ولن يوقفني إلا التخلص مني شخصيًا".
وكان تقرير أعده معمل «Citizen Lab» قد كشف عن استهداف موبايل المرشح الرئاسي المحتمل أحمد الطنطاوي، بسلسلة هجمات باستخدام برمجية تجسس بريداتور «Predator»، بين مايو الماضي وسبتمبر الجاري على الأقل.
و«Citizen Lab» هو معمل بحوث تقنية يتبع جامعة تورونتو الكندية، ويُركز عمله على دراسة الهجمات الرقمية التي يتعرض لها الصحفيون والسياسيون والحقوقيون حول العالم. وأوضح المعمل في تقريره، الذي صدر اليوم وحصل «مدى مصر» على نسخة منه، أنه قام بتحقيقه بطلب من الطنطاوي نفسه، وأن أولى الهجمات التي استهدفته كانت في سبتمبر 2021.
وتأتي هذه النتائج قبل شهور قليلة من الانتخابات الرئاسية المنتظرة، والتي أعلن الطنطاوي نيته خوضها، في أبريل الماضي أثناء وجوده في لبنان، الذي عاد منه في مايو الماضي ليبدأ الإعداد لحملته الانتخابية.
برمجية «Predator» تم تطويرها بواسطة شركة مقدونية ناشئة اسمها «Cytrox» تعمل بشكل أساسي من إسرائيل والمجر، وتُستخدم بواسطة عملاء من دول مختلفة من بينها اليونان وإندونيسيا وعمان والسعودية إلى جانب مصر، بحسب المعمل.
طبقًا للمعمل، تستطيع البرمجية منح مُشغّلها «دخول كامل ومتواصل لجهاز الموبايل المستهدف. تسمح «Predator» للمشغّل باستخلاص كلمات سر وملفات وصور وتاريخ الإنترنت وجهات الاتصال إلى جانب بيانات الهوية (مثل المعلومات حول جهاز الموبايل)».
وكانت منظمات حقوقية عدة قد أدانت حملة استهداف معارضين وأنصار المرشح الرئاسي المحتمل، أحمد الطنطاوي، بعد رصد وتوثيق القبض على أكثر من 30 مؤيدٍ له في عدد من المحافظات المصرية، خلال الأسابيع القليلة الماضية، وإدراجهم على ذمة قضية سياسية.
وكانت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية قد أصدرت بيان قالت فيه إنها وثقت اعتقال 35 متطوعًا بحملة المرشح الرئاسي أحمد الطنطاوي "من خلال فروع أجهزة الأمن الوطني في 13 محافظة، خلال 3 أسابيع فقط"، موضحة أنهم تعرضوا للاعتقال إما من منازلهم أو أماكن عملهم أو في طريقهم للقاء المرشح، بينما تلقى بعضهم استدعاءات للحضور لفرع الأمن الوطني الأقرب لمحل سكنهم ثم ألقي القبض عليهم.
الأمر الذي أدانته المبادرة وأكدت على أن "الحملة الأمنية تستهدف مواطنين ليس فقط بسبب نشاطهم السياسي السلمي بل لمجرد إبداء نيتهم ورغبتهم في الانخراط بشكل قانوني في حملة مرشح سياسي معارض". وأكدت المؤسسة الحقوقية على أن الحملة تكشف نوايا الأجهزة الأمنية، وتواطؤ نيابة أمن الدولة، لحماية رئيس الجمهورية من أي منافسة محتملة أو حتى من حملات انتخابية لمنافسيه، تمامًا كما حدث في انتخابات 2018 سيئة السمعة.
وحتى الآن لم يعلن السيسي البالغ 68 عاما، والذي تم انتخابه لأول مرة في عام 2014، بعد، ما إذا كان سيترشح أم لا "ولكن وفقا للعديد من المصادر فإن السيسي يستعد للترشح لفترة رئاسية ثالثة.
وحتى الآن لم تعلن الهيئة الوطنية للانتخابات في مصر عن أي موعد لتنظيم الانتخابات الرئاسية عبر موقعها الرسمي، لكن وفقًا لوكالة بلومبرغ فإن السلطات المصرية تدرس تنظيم الانتخابات الرئاسية قبل نهاية عام 2023.