يشتعل ريف حلب الشمالي بالمعارك سواءً لجهة الضربات الجوية والقصف المدفعي للجيش السوري والطيران الروسي، أو المعارك الدائرة بين الفصائل المعارضة المدعومة تركيا والتي تساندها قوات تركية وبين مقاتلي قسد.
وآخر الأنباء تتحدث عن مقتل جنديين تركيين في صلحايا بصاروخ موجه في ريف مدينة عفرين شمالي حلب ضمن ما تُسمى منطقة غصن الزيتون، من قبل مقاتلي بي كا كا ، مع تسجيل معلومات غير موثقة عن مقتل أكثر من 8 مقاتلين من "الجيش الوطني" الذي تدعمه أنقرة، والذي أعلن عن تمكنّه من إسقاط طائرة استطلاع هجومية، تابعة لقوات قسد ، في ريف مدينة عفرين.
في هذه الأثناء سجلت المعلومات الميدانية من تلك المنطقة تعرض كل من جبل الشيخ بركات في محيط مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، و قرى بينين وسرجة وكفرحايا و بزابور وكنصفرة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، إضافةً لقرى سهل الغاب ريف حماة الغربي، وعفرين بريف حلب الشمالي لقصف كثيف من قبل الجيش السوري.
بعض المصادر المحسوبة على الائتلاف السوري ربطت بين ما يجري من تصعيد في ريف حلب، و بين التقارب الأمريكي ـ التركي المعلن حول ملف ادلب، وتشير المصادر إلى أن روسيا ودمشق تحاولان خلط الأوراق واستباق ما قد يتفق عليه الأمريكيون والأتراك حيال ادلب، ما يعني أن التقارب الأمريكي ـ التركي سرّع في تسخين الجبهة الحلبية، وفق قولهم.
بينما تتحدث مصادر محلية في جبل الزاوية بأن وتيرة القصف للجيش السوري والروس تصاعدت خلال الساعات الأخيرة، وتحدثت المصادر عن تدمير بعض مستودعات الأسلحة ومقتل العديد من مقاتلي الجيش الوطني وبعض مقاتلي هيئة تحرير الشام في مناطق متاخمة للجبل، بحسب قولهم.
التقارير الاستخبارية والدبلوماسية تتحدث عن توجه أمريكي للانفتاح والتعاون مع تركيا بشكل أكبر فيما يخص ادلب ومناطق سيطرة الفصائل المدعومة تركياً، سواءً ادلب أو ريف حلب الشمالي، وتضمنت التقارير معلومات تتحدث عن عزم واشنطن توحيد جهود هيئة تحرير الشام مع الجيش الوطني بإشراف تركي لكبح جماح قسد وحصارها في منطقة جغرافية ضيقة تقضي على حلم دويلة تبدأ بفكرة الإدارة الذاتية.
خلال هذا المشهد يجهد بعض المعارضين المحسوبين على الائتلاف في زيارة بعض المناطق بإدلب، من أجل التنسيق مع قادة الفصائل والناس حول دستور سورية والانتخابات القادمة، وفي هذا السياق قامت المعارضة بسمة قضماني بزيارة لإدلب اضطرت فيها لارتداء الحجاب، ما أثار نقمة الكثير من المعارضين ، فضلاً عن سخرية البيئة الموالية لهيئة تحرير الشام التي رأت في الأمر نفاقاً وفق رؤيتها، وتهكم أحد الناشطين على هذه الزيارة قائلاً: لا حاجة لك يا بسمة بوضع الحجاب فلن يهتم إليه أحد، إذا كان المسيطرون على ريف حلب الشمالي لا يرون المفخخات ولا يلقون لها بالاً فكيف بحجابك، بحسب تعبيره.