أسباب تزيد من تدهور الوضع في لبنان

إعداد - أحمد درويش

2021.04.05 - 04:39
Facebook Share
طباعة

 عداد الكورونا إلى تزايد واللبنانيون ليسوا استثناءً عن بقية الشعوب المجاورة، لعل في ذلك عزاءً وحيداً لهم، لكن خصوصيتهم الوحيدة هي أنهم بلا حكومة إصلاحات إلى الآن مع ارتفاع منسوب التراشق بين الخصوم السياسيين.


كل ذلك يتزامن مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة اللبنانية، و الارتفاع الجنوني لجميع الأسعار، وتنامي نسب الفقر والبطالة.


ضمن هذا المشهد ترتفع الأصوات التي تصوّب اتهاماتها لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون وتحميله مسؤولية ما آل إليه الوضع، والملحوظ أن جميع التصريحات من الخصوم تأتي متزامنة ومكثفة ومنظمة.

 حول ذلك قال مصدر مقرب من رئاسة الجمهورية: إن العهد يشهد حملة دعائية سياسية منظمة بتخطيط من خبراء غربيين مختصين بالدعاية السوداء، وأضاف: نحن لن نلجأ إلى الدعاية المضادة، لأن همّ الرئيس عون ليس غلبة هؤلاء الخصوم، بل همه الخروج بلبنان بأقل الخسائر، بحسب قوله.


أمنياً، الوضع حتى الآن ممسوك وفق تطمينات الجهات المسؤولة، لكنن وزير الداخلية محمد  فهمي حذر من وجود جماعات و خلايا إرهابية تحاول المس بأمن واستقرار البلاد، وتستغل أي خلل أمني في أي منطقة فيها، مشيراً إلى أنه يتفهم حراك طرابلس اعتراضاً على تدهور المعيشة، لكنه أشار أيضاً أن ما جرى في طرابلس و اقتحام السراي كان مخططاً له.


في هذا السياق قالت مصادر أمنية إن لبنان بات مرشحاً أكثر من أي وقت مضى للنشاط الاستخباري التخريبي، صحيح أن الحدود مغلقة بسبب كورونا، لكن أرض لبنان باتت مشبعة باللاجئين والنشطاء العرب والأجانب والجمعيات الخيرية فضلاً عن الظروف المساعدة للعمليات التخريبية، وهي:


- التدهور الاقتصادي وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة وبالتالي ارتفاع أسعار جميع السلع والخدمات مما يؤجج الغضب عند المواطن ويفسح المجال للبعض كي يتعاملوا مع أي كان مقابل كفاف شهرهم .

- التخبط الحاصل بين القوى السياسية المتراشقة بالتهم سواءً لعرقلة تشكيل حكومة إنقاذ أو لجهة ملف مصرف لبنان المركزي وتهريب الأموال .

- التدهور في الكثير من الخدمات التي يمكن للدولة أن تقدمها لمواطنيها من الكهرباء والوقود والخبز والقمح والدواء وصولاً إلى فرص العمل والمعونة الاجتماعية، وهذا أيضاً يؤجج الرأي العام ويفتح فجوة كبيرة في جدار الأمن القومي للبنان.

- التنافس السياسي الإقليمي والدولي وكون لبنان ساحة لتصفية الحسابات وتقاسم المصالح، يجعل البلاد مرشحة لأي خضات أمنية وسياسية، على اعتبار أنه لا يلوح في الأفق أية بوادر لتسوية إقليمية  ودولية في المنطقة.


وبالحديث عن القوى الإقليمية والدولية، ربطت بعض الأوساط السياسية بعضها مقرب من بهاء الحريري ، وبعضها الآخر محسوب على قوى 8 آذار بين تصريح وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الذي انتقد فيه الطبقة السياسية في لبنان واشترط إجراء إصلاحات جوهرية في هذا البلد لمواصلة المملكة دعمها له، مؤكداً أن بلاده لا تدعم أشخاصاً، وبين وضع الرئيس المكلف سعد الحريري، فالمقربون من بهاء الحريري أكدوا بأن هذا التصريح دليل على جدية المملكة، بإنقاذ لبنان وأنها لا تتمسك برجل بل ببلد ، فيما فهمتها أوساط 8 آذار على أنها إشارة إلى تغير مكانة الرئيس الحريري في عيون المملكة، فضلاً عن قولها بأن الرياض وضعت الحريري في موقف محرج جداً لأنها تطلب مقاطعة أحد الأحزاب الوازنة في لبنان وإبعادها عن المشهد السياسي وهذا مستحيل .

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 2 + 4