ترتفع وتيرة الغضب بين ساكني الشمال السوري، تحديداً في ادلب وريفها، إضافةً لعفرين ومناطق ما تُسمى بغصن الزيتون، حيث باتت ظاهرة الأتاوات والخطف والاعتقال وترويج المخدرات علامة فارقة، جعلت الآباء والأمهات يعيشون أسوأ فترات حياتهم ويحلمون بالهجرة إلى أوروبا.
لم يتوقف مسلسل الاعتقالات عند المدنيين، بل وصل إلى الفصائل المسلحة ضد بعضها البعض، إذ قامت تحرير الشام باعتقال أحد قادة تنظيم حراس الدين المدعو أبو عروة كنصفرة وأبو الليث معبر الذي دُوهم منزله القريب من دوار الساعة في ادلب، وسرق المداهمون سيارته الخاصة، الأمر الذي أثار جدلاً بين مقاتلي حراس الدين من قيام تحرير الشام بسرقة سيارات وأملاك المعتقلين.
وفي سياق متصل أطلقت هيئة تحرير الشام سراح أبو أحمد دوما أحد قادة تنظيم حراس الدين بعد اعتقال دام لأكثر من شهر، ولا يزال أبو النصر زمار الذي اعتقل معه في سجون تحرير الشام قيد الاعتقال.
في حين يعمد القيادي لدى الشرطة العسكرية التابعة للفصائل المعارضة المدعو جراح الديري إلى اعتقال النساء والأطفال ويرفض إطلاق سراحهم إلا مقابل رشاوي تبلغ 125 دولار أمريكي عن كل موقوف.
أمنياً وُجد الشاب مهاب فيصل دلعون مقتولاً بإطلاق الرصاص عليه من قبل مجهولين أمام منزله في مدينة معرة مصرين شمال إدلب في ظل فقدان الأمن في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، ما أجج مخاوف السكان من عمليات القتل العشوائي وتصفية الحسابات التي ليس لها رقيب أو حسيب، والنتيجة انتشار الرعب بينهم.
بينما تنتشر في إدلب أنواع عديدة من المخدرات كالحشيش والأفيون والهيرويين وحبوب الترامادول، حيث ساعدت الحرب على ازديادها، ويتم بيعها على أبواب المعاهد والمدارس وصالات الألعاب، وفي المعلومات أن هيئة تحرير الشام وبقية فصائل المعارضة تعمل على تسهيل دخولها، حيث يتم إدخالها مع بضائع الشحن والمواد الغذائية من مناطق غصن الزيتون ودرع الفرات عن طريق دفع مبالغ مالية كبيرة بغض النظر عن الآليات التي تحمل هذه المواد، فيما تطور الأمر إلى زراعة الحشيش ببعض المناطق من قبل بعض قادة الفصائل المدعومة خارجياً.
كذلك فقد تلقى أهالي ادلب نبأ احتجاز سيارات الكثيرين على حواجز هيئة تحرير الشام بحجة عدم تسجيلها باستياء كبير.
الاستياء الشعبي في مناطق سيطرة المعارضة لم يقتصر على هيئة تحرير الشام أو تنظيم حراس الدين وغيرها من الفصائل، بل طال أيضاً الائتلاف المعارض وزعيمه نصر الحريري إضافةً للحكومة المؤقتة "حكومة الإنقاذ"، حيث وجد السكان مناسبة افتتاح مساكين للاجئين في ادلب برعاية الهلال الأحمر التركي، واستغرب الأهالي الغياب التام للحريري وائتلافه وعدم وجود أي دور لهم في تقديم أية مساعدات للاجئين من بقية المناطق السورية إضافةً إلى أهالي ادلب، فضلاً عن اتهام هؤلاء للحكومة المؤقتة بالفساد وسرقة المساعدات.