بعد ثلاثة شهور من رفع الحصار عن قطر.. ما الذي تغيّر؟

إعداد - رؤى خضور

2021.04.03 - 07:26
Facebook Share
طباعة

 وُقعت اتفاقية العلا في 5 كانون الثاني/ يناير في القمة 41 لمجلس التعاون الخليجي، والتي أنهت حصار قطر الذي دام 43 شهراً من قِبل السعودية والإمارات والبحرين ومصر، لتشكل هذه الاتفاقية التاريخية نقطة تحول في العلاقات بين دول الخليج العربي. 


في ذلك الوقت، كانت التداعيات المحتملة للاتفاقية على الشرق الأوسط غير واضحة، لا سيما داخل دول مجلس التعاون الخليجي، وطُرحت عديد من التساؤلات: هل ستُنتج الاتفاقية تقارباً سعوديًا قطريًا فقط، أم تقاربًا أكبر بين دول الحصار من جهة والدوحة من جهة أخرى؟ 


أما الآن، وبعد نحو ثلاثة شهور من القمة الأخيرة لمجلس التعاون الخليجي، أصبح من السهل ملاحظة كيف تتشكل بعض الديناميكيات الإقليمية في فترة ما بعد العلا، ومن الواضح إلى حد ما أن التحالف المناهض لقطر فقد نفوذاً كبيراً مع قيام السعودية ومصر بخطوات كبيرة في تحسين العلاقات مع قطر، وترك الأمور التي مضى عليها الزمن وتجاوز فترة الحصار. 

 

في حين أن الإمارات والبحرين، ما زالتا أقل انفتاحاً على عودة قطر، فأبو ظبي، التي كانت العنصر الرئيس في الحملة المناهضة لقطر، لم تقترب من المصالحة مع الدوحة بنفس سرعة الرياض والقاهرة، فبالرغم من توقيع المسؤولين الإماراتيين على اتفاق العلا وإنهاء الجزء الخاص بهم من الحصار المفروض، إلا أن أبو ظبي لم تُعد بعد العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة، ويبدو أن القيادة الإماراتية، التي واجهت صداماً حادًا مع أفراد العائلة المالكة من آل ثاني في قطر لأعوام عديدة، ليست مستعدة بعد لرفع جميع الضغوط عن الدوحة دون إجراء القطريين تغييرات ملموسة.


ومن بين الجميع داخل المعسكر المناهض لقطر من حزيران/يونيو 2017 إلى كانون الثاني/يناير 2021 ، البحرين هي الأبعد عن المصالحة مع الدوحة، إذ لم تُعد حتى الآن الروابط التجارية أو السفر مع قطر، ولم يدخل البحرينيون والقطريون حتى محادثات ثنائية بعد الاتفاق، ويبدو أن البحرين، في ظل النفوذ الإماراتي المتزايد، تتماشى بشكل وثيق مع مواقف أبو ظبي أكثر من موقف الرياض بشأن القضايا الإقليمية من سورية إلى "إسرائيل" والآن في قطر. 


ولا شك أن المنابر الإعلامية هي أحد أهم الأماكن التي يمكن من خلالها ملاحظة استمرار المشاكل بين المنامة والدوحة، ففي 8 آذار/مارس، نشرت الصحف البحرينية مقالات تهاجم قطر والجزيرة رداً على فيلم وثائقي عن التعذيب في السجون البحرينية، وبعد أسبوع تقريباً، وصف وزير الإعلام البحريني الجزيرة بأنها "عبء على المواطن القطري واتفاقية العلا".

 

من المحتمل أن تستمر الانقسامات لفترة طويلة.

من المؤكد أن الخلافات الرئيسة بين قطر وجيرانها العرب ما زالت في الصورة طالما أنه لم يتم حل القضايا الشائكة (الدور الإقليمي للإخوان المسلمين، الوجود العسكري التركي في قطر، العلاقات بين الدوحة وطهران، والجزيرة، وما إلى ذلك) التي غذت الاحتكاكات بين قطر ودول الحصار الأربع منذ أعوام، ومن المحتمل استمرار السعودية ومصر في النظر إلى ركائز السياسة الخارجية للدوحة على أنها خطيرة وإشكالية للغاية بالنسبة للمنطقة العربية، لكن بالرغم من هذه الخلافات، اختارت الرياض والقاهرة لأسبابهما الخاصة قطع خسائرهما من الحصار وإيجاد طرق للاتفاق مع قطر، ويبدو أنه من بين دول الخليج الثلاث التي حاصرت قطر قد تكون السعودية، التي استضافت قمة العلا وكانت الوكيل الرئيس لها، هي الدولة العربية التي تبذل قصارى جهدها لرأب الصدع مع الدوحة في المستقبل المنظور. 


يمكن القول أنه بعد ثلاثة شهور من توقيع اتفاقية العلا، قامت السعودية ومصر بمحاولة حقيقية للمصالحة فيما الإمارات والبحرين ما زالتا تتباطأان. 

في المحصلة، لا يبدو أن الخلاف الخليجي قد تم حله بالكامل، ومع ذلك، يمكن للمرء القول بأن الرباعية المناهضة لقطر قد افترقت توجهاتها ورؤاها.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 6 + 8