اشتعال بعض الجبهات في أرياف ادلب مؤخراً بين الفصائل المسلحة التابعة المعارضة وبين الجيش السوري، ليست سوى كوابيس إضافية لما يعانيه المواطنون في ادلب.
في السابق لم يكن يجرؤ النشطاء في مناطق إدلب والشمال السوري على التحدث أو التحرك بسهولة لنقل ما يجري لديهم إلى مختلف وكالات الأنباء، اليوم بات هؤلاء بحاجة لمن يوصل صوتهم وصت طغيان صوت المدافع تارةً، وضجيج التصريحات السياسية الإقليمية والدولية الداعمة للمعارضة تارةً أخرى.
في هذا السياق، كشفت نشطاء محليون من إحدى قرى ادلب بأن عمليات النصب والاحتيال والخطف والابتزاز تسود المشهد لديهم، كان آخرها قيام الصراف "عبد الحكيم، ح"، بالهرب خارج ادلب بعد سرقة مبلغ قدره 600 ألف دولار أمريكي من أشخاص يعملون على تشغيل أموالهم معه في مدينة سرمدا ، ورجح النشطاء أن يكون الصراف المخطوف في إحدى وجهتين اما في تركيا عن طريق التهريب، أو في مناطق قسد ليتم تهريبه إلى شمال العراق اي كردستان، وفق قولهم.
وفيما يتعلق بالخطف قام بعض مسلحو الفصائل المعارضة المنتشرة في ادلب بخطف زوجين متزوجين حديثاً وطالبوا عائلاتهم بفدية بلغت 20 ألف دولار لكل واحد من الزوجين، وفق مصادر محلية.
أما قضية التهريب فهي حكاية أخرى، يشرف عليها بعض قادة الفصائل بالشراكة مع البعض في الجانب الآخر من الحدود التركية، حيث بلغت تسعيرة تهريب الشخص الواحد من ادلب إلى اسطنبول في تركيا لتكون أوروبا هي وجهتهم الأخيرة حوالي 3000 آلا دولار أمريكي، وقد زادت هذه التسعيرة مؤخراً بسبب الركود الاقتصادي الذي ضرب المنطقة نتيجةً لتفشي كورونا، وباتت التسعيرة حوالي 3300 دولار، وهذا ليس حكراً فقط على ادلب، بل أيضاً ضمن الحدود الشرقية لمدينة القامشلي.
هيئة تحرير الشام وفقاً لبعض اهالي جسر الشغور تعمد بين الفينة والأخرى لأسلوب الخطف والاعتقال وتلفيق التهم مقابل دفع مبالغ مالية او انتظار تنفيذ الحكم بالإعدام وإقامة الحد، وتتراوح التهم ما بين التحريض على التمرد لتنفيذ الشريعة مروراً بتهمة التعامل مع الحكومة السورية أو قوات قسد .
هذا ليس كل شيء، إذ يحاول مزارعو ادلب وتحديداً في سهل الروج ومنطقة حارم مؤخراً شن حملةً ضد بحكومة الإنقاذ التابعة للمعارضة، حيث يتهم هؤلاء هذه الحكومة ، والذين يعتمدون الأنفاق أو البيوت البلاستيكية التي تُسمى بالزراعات المبكرة، وأكدوا أن خسائرهم 90 % من محاصيل البندورة و 80% من محصول الفاصولياء بالإضافة لأكثر من 60 % لباقي المزروعات مع بدء الزراعة الصيفية أيضاً، ما ينبئ بأزمة غذائية جديدة ستعصف باهالي ادلب وارتفاع جنوني لأسعار الخضار والفواكهن والسبب الرئيسي في ذلك هي موجة الصقيع.
بعض الفلاحين أبدوا تخوفهم من أن يقوم بعض قادة الفصائل باستغلال أزمة المحاصيل و التعاون مع الجانب التركي لإدخال الخضار والفواكه إلى ادلب لتحقيق أرباح كبيرة على حساب أرزاق الفلاحين.
وأكد عدد من الفلاحين الغياب التام لما تُسمى بحكومة الإنقاذ، وتجاهل تعويضهم عن خسائرهم، حيث اعتاد هؤلاء على تلقي تعويضات عن أية خسائر قبل العام 2011 إبان سيطرة الحكومة السورية آنذاك على كامل الجغرافيا، وفق قولهم.
هذا المشهد السوداوي في ادلب لم يقف عن الخطف والابتزاز والنصب والاحتيال وتجاهل خسائر الفلاحين فقط، بل وصل إلى إخضاع الأطفال لتدريبات عسكرية في محاولة لإعدادهم كمقاتلين لحساب هيئة تحرير الشام ، وفي هذا الصدد تم تناقل فيديو في مناطق ادلب يظهر قيام مقاتلي هيئة تحرير الشام يخضعون أطفالاً لتدريبات عسكرية تمت تسميتهم أشبال الهيئة، وتراوح التدريب ما بين الأسلحة الخفيفة والمتوسطة إلى الأسلحة الثقيلة.