أطل وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حمد حسن، فجأة على اللبنانيين من دمشق، وأبلغهم عقب لقاء نظيره بالحكومة السورية، حسن غباش، بأن لبنان سيحصل من سوريا على 75 طناً من الأكسجين على مدى 3 أيام، و"بما لا يؤثر على منظومة الأكسجين في سوريا"، وفق غباش.
ورأى مراقبون أن هذه "الهبة" أعطاها الوزير السوري في تصريح لقناة "الميادين" صفة "رسالة سياسية مهمة"، وهو ما يبرر تجاوزها البُعد الصحي والتقني إلى السجال السياسي.
واشتعل الجدل على منصات التواصل الاجتماعي بين مؤيدين للتبرع بالأكسجين تحت وسم "شكرا سوريا" و"سوريا أكسجين لبنان"، وبين رافضين للخطوة ومذكرين بأن سوريا التي ما زالت تعيش حربا دموية منذ 10 سنوات، كيف لها أن تقدم الهبات لغيرها.
انحصر النقاش "التقني" للأكسجين، حول حاجة لبنان له من عدمها، خصوصا بعد أن صرح نقيب المستشفيات الخاصة اللبنانية، سليمان هارون، بأن "هناك مصنعين كبيرين للأكسجين في لبنان يلبيان الطلب، ولا نقص في هذه المادة"، كما أكد عدد من مدراء المستشفيات اللبنانية أن البلاد لديها ما يكفيها من الأكسجين.
و ردّ وزير الصحة اللبناني بطريقة غير مباشرة على الانتقادات، مؤكدا أن لبنان يحتاج للهبة السورية، وأن 75 طنا من الأكسجين يسدّون حاجة المستشفيات لغاية السبت المقبل، وهو موعد وصول الباخرة من تركيا"، التي أُرجئ وصولها بسبب عوامل مناخية.
وعمليا، ينتج الأكسجين مصنعان "إس أو إل" (SOL) "إيرليكويد" (airliquid) سابقا، و(شهاب للأكسجين)، وكل منهما يتعاقد مع مجموعة من المستشفيات اللبنانية؛ لكن مع ارتفاع عدد إصابات كورونا زادت الحاجة لنحو 80 طنا يوميا، أي ضعف الكمية السابقة.
وتؤكد مصادر وزارة الصحة وقوع أزمة أكسجين بلبنان، وأن شركة "إس أو إل" تضطر لشحن حاجاتها من الأكسجين من معملها في سوريا.