الحد من التسلح النووي: "منافس قوي" يهدد المعاهدة

إعداد - رؤى خضور

2021.02.10 - 09:43
Facebook Share
طباعة

 بعد تمديد معاهدة ستارت مؤخراً حول الحد من التسلح النووي بين الولايات المتحدة وروسيا لمدة خمسة أعوام جديدة، فإن صعود الصين كمنافس قوي للولايات المتحدة وترسانة الصين النووية المتنامية يبرز أن الحد من التسلح الثنائي بين الولايات المتحدة وروسيا غير كاف، وبالتالي يجب أن تعمل الدبلوماسية الأمريكية نحو الحد من التسلح الثلاثي.

لكن في ظل رفض الدبلوماسيين الصينين إلى الآن الدخول في هذه المفاوضات بدعوى الحجم الصغير نسبياً للترسانة النووية الصينية تظهر مقترحات للحد من التسلح الثلاثي من جانب الطرف الأمريكي يخبرنا بها ماثيو كرونيغ، نائب مدير مركز سكوكروفت للاستراتيجيات والأمن ومدير مبادرة الاستراتيجية العالمية.

قد تكون معاهدة ثلاثية غير متكافئة تسمح بحدود أعلى للترسانتين الأمريكية والروسية، لكن من شبه المؤكد أن ترفض الصين مثل هذا الاقتراح، فالصين شديدة الحساسية تجاه "المعاهدات غير المتكافئة" التي تذكر بمعاملة القوى الغربية لها.

أو معاهدة تجميد نووي، اتفاق من شأنه أن يجمد العدد الحالي من الرؤوس الحربية، بالتالي سيكون لها نفس التأثير العملي لمعاهدة ذات حدود غير متكافئة، لأن أحجام الترسانة الحالية غير متكافئة، لكن من الناحية القانونية والدبلوماسية ، قد يكون هذا النهج أكثر إقناعاً بالنسبة للصين، لأن نص الاتفاق سيفرض الحد ذاته على جميع الدول وليس الصين تحديداً.

وقد تخفض الولايات المتحدة وروسيا أسلحتهما لتجميد الصين، لكن هذه المعاهدة لن تصبح فعالة إلا إذا وافقت الصين على تجميد يمكن التحقق منه لتوسعها النووي.

أو تكون معاهدة مساواة من شأنها أن تحدد نفس العدد من الرؤوس الحربية المسؤولة للدول الثلاث، الجانب السلبي لهذا الخيار للولايات المتحدة وروسيا أن من شأنه إما إضفاء الشرعية على الحشد النووي الصيني أو سيتطلب من الولايات المتحدة وروسيا خفض ترساناتهما إلى المستوى الصيني، بالتالي لن تكون الولايات المتحدة وروسيا راضيتين عن هذه المعاهدة . 

أو يكون اتفاقاً على شكل التزام الولايات المتحدة والصين وربما روسيا بقطع إنتاج المواد الانشطارية في المستقبل من شأنه أن يخلق تدبيراً ثلاثياً فعلياً للحد من الأسلحة بطريقة يمكن التحقق منها دون الخوض في القضايا الشائكة المتعلقة بأعداد الرؤوس الحربية، وبالتالي سيسمح قطع المواد الانشطارية للصين بتنمية ترسانتها دون تحقيق التكافؤ مع الولايات المتحدة أو روسيا، قد تقبل الولايات المتحدة وروسيا هذا الاقتراح على النقيض من ذلك ، قد ترفض الصين هذا النهج.

حوافز الصين للانضمام

قد تتحفز الصين للانضمام إلى مناقشات الحد من التسلح خوفاً من دخول صواريخ روسيا والولايات المتحدة متوسطة المدى على حدودها، ففي ظل عدم وجود معاهدة من المتوقع أن توسع كل من الولايات المتحدة وروسيا ترساناتهما متوسطة المدى في المحيطين الهندي والهادئ وتشكيل تهديد للصين.

وقد تكون الصين متحمسة للانضمام إذا ضمنت الاتفاقية الحد من الأنظمة الاستراتيجية غير النووية الأمريكية والروسية التي تشكل تهديدًا للصين، بما في ذلك الذخائر التقليدية الموجهة بدقة والدفاعات الصاروخية، لذلك قد تكون مهتمة بالمفاوضات.

قد تتحفز أيضاً لأنها تعتبر نفسها قوة عظمى، فالتفاوض للحد من الأسلحة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة وروسيا سيثبت أن الصين أصبحت واحدة من القوى الرائدة في العالم.

بالإضافة إلى أن الصين قد تتفاوض على صفقة للحد من التسلح - حتى بشروط غير مواتية - إذا اعتبرت أن البديل سيكون خسارة سباق تسلح استراتيجي مع الولايات المتحدة، خصوصاً أن الولايات المتحدة قد فازت في الحرب الباردة على الاتحاد السوفيتي في تطور الأسلحة الاستراتيجية، وبما أن الصين تعي ذلك فقد تكون مترددة في الدخول في مثل هذه المنافسة.

ماذا لو لم تنضم الصين؟

قد تقرر الصين عدم الانضمام إلى مضمار الحد من التسلح النووي، بالتالي يمكن للولايات المتحدة وروسيا مواصلة الحد من التسلح الثنائي، مع الإعلان عن نية واضحة لإدخال الصين في المفاوضات المستقبلية، لكن لا شك الفشل في ضم الصين إلى المعاهدة قد يؤدي إطلاق سباق تسلح نووي ثلاثي

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 9 + 9