هل لـ روسيا "دور خفي" في انقلاب ميانمار؟

إعداد - رؤى خضور

2021.02.02 - 07:44
Facebook Share
طباعة

 ساعات فقط بين تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن حول العقوبات المفروضة على ميانمار (بورما) والانقلاب العسكري الذي هزها، وأقيلت على إثره الحكومة وتم اعتقال زعيمة البلاد أونغ سان سو كي وفرض قانون طوارئ في البلاد لمدة عام.

وعلى الرغم من تنديد الأوساط الدولية كافة للانقلاب، فإن هذا الانقلاب يتيح للصين فرصة أكبر للانفتاح على ميانمار باعتبارها دولة مجاورة، ويفتح عيون الروس لمتابعة الأحداث الجارية بترصد وحذر، دون إغفال للدور الأمريكي في الساحة الدولية.

ولتوضيح أبعاد المشهد الذي يحيط ميانمار، فإن النظر إلى الخريطة يكشف أنها المنفذ البحري الوحيد خارج سيطرة الولايات المتحدة بين مجموعة دول تطل على خليج البنغال، وتكمن أهمية موقعها الجغرافي امتلاكها أفضل موقع استراتيجي عسكرياً لجهة إيصال الإمدادات العسكرية من وإلى الصين وكوريا الشمالية مروراً بالخليج الذي تسيطر عليه الهند، وبالتالي فإن حركة الملاحة الحربية منها وإليها تمثل ضرورة استراتيجية للروس والصينيين لن يسمحوا للولايات المتحدة حرمانهم منها بذرائع الديمقراطية أو غيرها، وتتمثل خطورة هذا النوع من الدعم اللوجستي للتزويد الحربي بأن جميع طرق النقل الأخرى مكشوفة للأمريكيين نتيجة ولاء حكومات الدول المجاورة للسياسة الأمريكية، لتتجلى أهمية ميانمار، في المقابل، بالنسبة للأمريكيين في حرمان الروس والصينيين من عقدة ملاحية هامة، والطريق الأسهل دوماً لواشنطن دون خوض الحروب هو مزاعم الديمقراطية وحقوق الإنسان لإيجاد حكومات موالية لهم في كل دول العالم وفي مختلف الحروب التي خاضوها في حقبة الحرب الباردة، فهذا الأسلوب يوفر عليهم مآزق كالتي حصلت في فيتنام وكمبوديا بل حتى مسرحيات هزلية  إحداها كانت قد أدت لتقسيم كوريا إلى دولتين.

يقدم الانقلاب العسكري في ميانمار والقبضة الحديدية على المعارضين في روسيا اختبارات مبكرة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في الوقت الذي تحاول فيه إعادة ترسيخ التفوق الأمريكي كقائد عالمي مؤيد للديمقراطية، وتواجه الولايات المتحدة الآن تحديات قد تؤثر على ميزان القوى العالمي، فمن المحتمل أن تعزز الاضطرابات في ميانمار يد الصين، ما دفع بايدن إلى إصدار بيانٍ قال فيه إنه سينظر في إعادة فرض العقوبات على ميانمار، والتي تم رفعها خلال إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما.

قضية ميانمار من الجانب الروسي ليست جديدة فمن يعود بالذاكرة إلى الوثائق التي فضحتها وحدة الاستخبارات البريطانية M16 المسربة عبر عميل الاستخبارات الروسية KGB فاسيلي متروخين 1992، فإن العالم الثالث كان في نظر الروس المفتاح للفوز في الحرب الباردة، وخدم حضور روسيا في بورما هذا الغرض.

وما حدث في ميانمار يشبه إلى حدٍّ بعيد ما حدث في الكابيتول عقب نتائج الانتخابات الأخيرة، ويبدو أن الروس استطاعوا وضع بايدن أمام تحدي إثبات ديمقراطيته المزعومة، باعتباره كان جزءاً من التدخل العسكري في عزل الرئيس السابق دونالد ترامب.

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 10 + 6