يعود الحديث عن المبادرة الفرنسية من أجل دفع عجلة الحل في لبنان، لكن هذه المرة بنسخة محدثة، وذلك بالتزامن مع إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نيته عن زيارة لبنان للمرة الثالثة.
وسط ذلك لا توحي الإشارات بين الأفرقاء اللبنانيين أن الوضع على ما يُرام، ما أثار بعض التكهنات عن صعوبات كبيرة أمام المبادرة الفرنسية المحدثة، وأكدت مصادر موثوقة مدركة لحجم الخلاف بين الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري أنّ كلّ الوساطات الداخليّة أفشلت للتقريب بينهما، وسبق لها أن أفشلت المبادرة الفرنسيّة، وهي نفسها الأجواء التي تشكّل فشلاً مسبقاً لأيّ مسعى خارجي قد يتجدّد تجاه لبنان، سواء أكان من الفرنسيين أو غيرهم، لافتةً إلى أنّ ذلك يعني أنّ الوضع في لبنان مرشح لأن يخضع لفترة طويلة من انعدام التوازن السياسي والحكومي، والمراوحة السلبية في شتى المجالات، مع ما قد يرافق ذلك من أثمان باهظة قد يدفعها البلد في اقتصاده واستقراره وأمنه.
فيما قالت مصادر مطلعة أخرى إن "الرئيس عون بات يعتبر تكليف الحريري شيكاً بلا رصيد، وقد لا يتأخّر الوقت الذي يقول صراحة وعلناً ما بات يُقال في المجالس المحيطة به، بأنّ لا امكانية للتعايش مع الحريري".
كما سُرّب عن بعبدا أن عون يتهم الحريري بأنه مصمّم على التفرّد بتشكيل الحكومة رافضاً الأخذ بملاحظات رئيس الجمهورية التي تجسّد الشراكة في تأليف الحكومة، استناداً إلى المادة ٥٣ من الدستور، وهذه النقطة الأساس في كل ما يدور من ملابسات حول تشكيل الحكومة خصوصاً أنّ التفرد هو نقيض المشاركة.
كل تلك التسريبات تجعل من التحدي صعباً للغاية أمام فرنسا، وسيكون الأمر بحاجة لمؤتمر دولي أكثر من مبادرة أوروبية تقودها فرنسا بموافقة أمريكية، وفق قول بعض الأوساط المقربة من قوى 14 آذار.