المشهد الأمريكي: ترامب بمواجهة بايدن من جديد

إعداد - رؤى خضور

2021.01.29 - 08:02
Facebook Share
طباعة

 يبدو أن "لكل امرئ من رياضته نصيب"، والأسلوب الأساسي للرياضة المفضلة للسياسي قد ينعكس على سلوكه أيضاً، وبينما تحتاج لعبة مثل البيسبول تضافر جهد الكثير من اللاعبين الراكضين لاستلام الكرة بعد صدّها من مضرب المتلقي تعتمد رياضة الأثرياء ( الغولف ) على التركيز لإيصال الكرة إلى الحفرة الأكثر جمعًا للنقاط بأقل عدد من الضربات وهذا هو الواقع الأمريكي اليوم، لتنتقل تشابكات المشهد الأمريكي وتعقيداته من الصراع بين "فيل" جمهوري و"حمار" ديمقراطي إلى لعبة جمع نقاط وكرات.

فجأة ظهر لواجهة المصطلحات السياسية مصطلح أمريكي هو  TRUMPISIM، وأخذ يحتل المشهد من جديد بعد انتهاء معركة الرئاسة.

مضرب ترامب يبدأ الجولة بعد الانتخابات بلقاء مع الجمهوري كيفن مكارثي عقب استراحة في منتجعه جنوب فلوريدا في أول لقاء معلن، وتكمن جدلية اللقاء أن مكارثي نفسه كان قد تراجع عن دعم ترامب في أحداث الكابيتول ولكنه سرعان ما عاد إلى طاولة ترامب الذي قدم له الدعم طويلًا للبحث عن حفرة لتأسيس حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة الأمريكية، أو بحسب وسائل الإعلام البحث عن التحضير للانتخابات التمهيدية لعودة الجمهوريين للواجهة واستعادة زمام المبادرة وتقليص نجاح بايدن في اتخاذ القرارات بسرعة عبر مرحلة الانتخابات التمهيدية للكونغرس القادم.


الرد من قبل بايدن لم يكن بطيئًا بل كان بمستوى رياضته المفضلة، فكان أول ردوده إعلان عدم نية الولايات المتحدة الأمريكية إتمام صفقة طائرات F-35  قبل ساعات قليلة من إعداد هذا المقال، وهذا على ما يبدو رد في المستويين الرياضي والسياسي، ترامب لاعب الغولف الذي أسس لنفسه أحد أكبر ملاعب الغولف في دبي والعالم و له استثمارات كبيرة هناك لم يتمكن من التأسيس لضم الإمارات لنادي مالكي طائرات F-35 ،ولم يتوقف الأمر ببايدن عند ذلك الحد بل كانت تعيينات بايدن في وزارة الدفاع الأمريكية البنتاغون تتضمن أسماء من إدارة أوباما أدارت بحنكة حقبة الربيع العربي لدرجة أن إحدى دهاقنة المرحلة التي تدير الملف السوري  (دانا ستراول ) أجبرت ترامب في العام 2019 بعد تردي وضع العلاقات الأمريكية المصرية لإرسال مايك بومبيو (وزير الخارجية الأمريكية السابق) إلى القاهرة لإرسال تطمينات أن ما وعد به أوباما في فترته الرئاسية وإبان إدارة سترول للملف المصري ستتم متابعته.


عودة طاقم العمل الحربي ذاك الى البنتاغون مؤشر كبير عن أسلوب بايدن المفضل، وهو تنشيط الصراعات على جميع الجبهات وتوفير فريق لازم لإدارة تلك الصراعات كلها ولذلك كان أغلب المعينون في القائمة التي كشف عنها موقع ديفنس ون الأمريكي المدعوم من البنتاغون يتضمن أسماء ممن أشرفوا على إدارة الحروب الأمريكية السابقة منذ حرب العراق وحتى حرب اليمن.


بعد تحذير ترامب لبايدن بقوله: "إلى اللقاء قريبًا" هل ينجح ترامب في خلق حفر تكفي لكرات مضرب بايدن وفريقه الذي على ما يبدو جهز فريقًا لالتقاط جميع الكرات؟ 

وهل يكون تصريح بايدن الأخير أنه يقوم باتخاذ قرارات تصحح الأخطاء التي وقع فيها ترامب إشارة لكرة يخطط ترامب لضربها من أعلى تلة مرتفعة، وهي خلق حزب سياسي بعد أن كشفت صحيفة واشنطن بوست اليوم عن لقاء ترامب بزعيمة الجمهوريين رونا ماك دانييل ونشر صورتها مع جورج بوش الأب عام 1985 في إشارة لاستمرار ولاء الجميع للأوليغارشية الحاكمة وإن كان المشهد الإعلامي يوحي بعكس ذلك.

 

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 8 + 5