تلعب فرنسا في الآونة الأخيرة دوراً لافتاً ومحورياً على الساحة اللبنانية، وتمثل التموضع الأوروبي في المنطقة بمباركة أمريكية وفق رأي بعض الأوساط، لكن التناقض الظاهر هو تسريب معلومات بأن إدارة جو بايدن لن تفسح كل المجال لباريس من أجل إدارة الوضع اللبناني، بل ستسمح بدور مرحلي وجزئي أي إسعافي.
في هذا السياق، قالت مصادر مطلعة: إنه ورغم قيام متظاهرين غاضبين من فقرهم ووضعهم المعيشي برشق القوى الأمنية بالحجارة والإطارات المشتعلة واستخدام البعض لقنابل روسية هجومية ودفاعية، هو تطور خطير وبعيد عن السلمية وقد يتصاعد لاستخدام أسلحة خفيفة ضد القوى الأمنية، بالتالي فإن مطالبة المنظمة بوقف توريد السلاح واتهام القوى الأمنية اللبنانية بالقمع يوحي بأن هناك تصعيداً أممياً قادماً ضد السلطة اللبنانية بكاملها.
بينما رأت أوساط مقربة من قوى 14 آذار أن السلطة اللبنانية الحالية وكذلك الأحزاب الوازنة التي تحضر نفسها لتشكيل حكومة برئاسة سعد الحريري وهي التي لم تتشكل حتى الآن، هذه السلطة في وضع لا تُحسد عليه أبداً، متوقعةً أن أي تظاهرة أخرى قد تندلع في أية لحظة ستكون أنظار المنظمات الأممية مسلطة عليها وقد تُفرض عقوبات ما في المستقبل وهو أسلوب جديد قد يُتبع للضغط على القوى الوازنة لا سيما المستقبل والتيار الحر للشروع في الحكومة الجديدة من أجل وقف التظاهرات، وفق قولها.
فيما تساءلت أوساط أخرى، لماذا لم يتم ذكر الأسلحة الأمريكية الموجودة بحوزة القوى الأمنية مثلاً؟ هل ما يحصل هو بداية تحرك أمريكي نحو الدور الفرنسي، تمهيداً لدخول الساحة اللبنانية من بوابة القوى الناعمة والتظاهرات التي قد تتحول إلى ثورة؟.