بالتزامن مع وصول الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة اللبنانية سعد الحريري إلى بيروت قادماً من باريس التي كان يقضي فيها عطلة أعياد رأس السنة مع عائلته، قام رئيس الجمهورية ميشال عون بزيارة سريعة إلى بكركي التقى فيها البطرك بشارة الراعي لمعاديته وفق ما أُعلن.
وكانت مصادر مطلعة على الحراك السياسي لفتت إلى أن التعويل الآن يرتكز على عودة الحريري إلى لبنان بعدما غادر بيروت في عطلة الأعياد لإعادة تحريك المشاورات، وتلفت إلى الضغط الذي يمارسه الراعي وآخره أمس في دعوته للمصالحة، ما من شأنه أن ينعكس إيجاباً في مكان ما على تذليل العقد العالقة.
البطريرك الراعي وجّه نداءاً إلى عون والحريري طالباً منهما لقاءاً وجدانياً، لقاء مصالحة شخصية، لقاء مسؤولاً عن انتشال البلاد من قعر الانهيار، بتشكيل حكومة إنقاذ بعيدة ومحررة من التجاذبات السياسية والحزبية، ومن المحاصصات، مطالباً كذلك من جميع القوى السياسية المعنية، تسهيل هذا التشكيل، فالسياسة فن شريف للبناء وفق تعبير البطرك.
من جهته، قال مصدر صحفي بأن زيارة الرئيس عون إلى بكركي من أجل التباحث مع البطرك حول الفترة التي تواجد بها الرئيس الحريري في باريس، ومعرفة ما إذا كان رئيس الحكومة المكلف قد استغل تواجده هناك من أجل التنسيق والتواصل مع القيادة الفرنسية للضغط على بعبدا في مسألة التشكيلة الحكومية، إضافةً لتأكيد عون على ضرورة التمسك بحماية الحق المسيحي في لبنان وضمان البطرك لذلك دون أن تكون للرئيس السني ميزة تسمية المسيحيين له دون غيره من القيادات المسيحية اللبنانية، وفق المصدر.
وعند سؤال مصادر مقربة من التيار العوني عن تلك المعلومات أو ذلك التحليل، قالت: إنه من المعيب أخذ الزيارة إلى مكان آخر، ففخامة الرئيس ذهب أولاً لتأدية واجب ديني عند البطرك، لكن دخول غبطة البطرك كوسيط للتقريب بين التيار والمستقبل من أجل تشكيل الحكومة أوهم المتابعين أن الزيارة كان لأجل مطالبة غبطته بالضغط على الرئيس المكلف والتدخل أيضاً لدى الفاتيكان وباريس من أجل دعم موقع الرئيس عون وخياره، لقد روجت بعض الأوساط لتلك المزاعم أيضاً، وهذا غير صحيح، وفق قولها.