رواية الساعات الرهيبة: هكذا أجهض مايكل بينس انقلاب دونالد ترامب

كتب أنطون الخوري - واشنطن

2021.01.07 - 02:10
Facebook Share
طباعة

 لم يكن ما جرى اليوم في أروقة الكابيتول هال مقر الكونغرس الأمريكي أقل من أنقلاب مخطط له بدقة. بل انه انقلاب له قيادة ميدانية وغرفة عمليات خلفية توجه كما تولى ضباط مسرحون من الخدمة وذوي خبرة قيادة عمليات الاقتحام المنظمة لأخذ اعضاء الكونغرس رهائن وأجبارهم على ما يريده دونالد ترامب من رفض أقرار النتائج النهائية لانتخابات الرئاسة في بضع ولايات مما كان سيؤدي الئ أزمة دستورية لكن في فهم الانقلابيين كان ذلك ضروريا لاعادة الانتخابات دون تصويت بريدي ما يعيد برأيهم دونالد ترامب رئيسا.

خطة تشبه حكايات الانقلابيين في جمهوريات ديكتاتورية من زمن الخمسينيات لكنها حصلت اليوم في السادس من كانون ثاني - يناير في عقر دار الديمقراطية الأعظم في واشنطن.

الرواية السابقة حصل عليها جهاز الأمن الفيدرالي قبل ساعتين فقط وزود حرس الكونغرس بتفاصيلها لكن شرطة الكابيتول اامستقلة لم تتصرف كما يجب لأن ضباطا منها هم من المشاركين في المؤامرة.

لذا كاد الانقلاب ينجح حين دخل الغوغاء بالمئات الى صالات المؤتمر بعد دقائق من نقل الأعضاء ونائب الرئيس الى الغرفة المحصنة والسرية وهي قاعة للطواريء تستعمل في مثل هذه الحالات. 

المرافقون من الشرطة السرية لنائب الرئيس تلقوا اتصالا من ادارتهم تعطيهم صلاحية التدخل كونهم جهاز لا يخضع لدونالد ترامب وان كانت حياة الرئيس رهينة ضباطه فقتل احدهم قائد هجوم اقتحام القاعة  ليحبط الهجوم ويترك الغوغاء دون موجه. وتبين ان القتيلة نقلت جوا من سان دياغو  قبل ايام الى واشنطن مع الاف غيرها تم تمويل رحلتهم من مصادر غير شخصية. وهي ليست مواطنة عادية غاضبة بل ضابط متمرس مع خبرة خمسة عشر عاما في القوات الجوية التابعة للجيش الأميركي.

هل كانت هذه الضحية وحيدة في القيادة؟؟

مصادر الأف بي أي تؤكد في اتصال مع مراسل وكالة أنباء أسيا في واشنطن بأن "المقر كان مطوقا وفقا حطة تكتيكية وجرى القيام بمناوارات عسكرية تظهر حرفية عالية حيث قفز مقتحمون من فوق الاسوار العالية بعد تسلقها دون حبال.

كما أن توجيه المقتحمين تم عبر محاور لكل منها قيادة تكتيكية تحصل على توجيه يدلها على الممرات المتاحة ما يعكس وجود غرفة عمليات تتجمع عندها معلومات دقيقة من داخل مبنى الكابيتول"

كيف جرى أحباط الانقلاب؟؟

أمنيا كان لصمود الحراس الشخصيين ولبعض من ضباط شرطة الكونغرس الدور الأساس اذ اتاح صمودهم فرصة لتهريب الرهائن المفترضين وحمايتهم.

ومن داخل المخبأ اتصل مايكل بينس بمستشار الأمن القومي مبلغا أياه رسالة الى ترامب دعمها ليندسي غراهام برسالة ثانية تؤكد أن الجمهوريين في الكونغرس سيدعمون قرار بينس الفوري بتفعيل المادة ٢٥ من الدستور التي تعني عزل دونالد ترامب فورا واستلام مايكل بينس مهام الرئاسة.

ولأن دونالد فقط دعم اغلبية الجمهوريين من أشد المتحمسين له مثل غراهام واذ ثبت له ان الانقلاب فشل فقد اقتنع ان خطوته التالية ستكون أما لجلب بينس الى البيت الأبيض كرئيس وسيخرج هو حينها معتقلا ومقيد اليدين الى السجن او عليه التراجع فورا لان انذار بينس اعطى ترامب نصف ساعة قبل الاعلان عن نفسه رئيسا.

سقط الانقلاب وانفض الجمهوريون وانفض تيار الانجيليين الصهاينة قبل ذلك بأسابيع لأن المعركة لن تفيد احدا سوى ترامب وسيتضرر منها كل داعميه.

اليوم السادس من يناير كانون ثاني ٢٠٢١ سجل النهاية الحقيقية لدونالد ترامب السياسي. فهذا الرجل وكل من كان حوله يوم أمس ولم ينفض عنه أصبحوا من الملعونين ولن يجدوا احدا في واشنطن من المؤسسة الرسمية يدافع عنهم

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 1 + 7