لعل قَدر لبنان أن يكون أكثر ساحات الشرق تأثراً بما يجري من أوضاع داخلية في دول أخرى بقاء أنظمة أو زوالها، انتخابات رئاسية في دول إقليمية، كله يأتي في خانة حركة الكواكب السياسية الكبيرة المؤثرة على طالع لبنان وفق لغة المنجمين هذه الأيام.
لقد سادت في الآونة الأخيرة نظرية مفادها أن لا حل في تشكيل الحكومة العتيدة برئاسة سعد الحريري قبل مباشرة الرئيس الأمريكي جو بايدن لمهامه فعلياً في العشرين من الشهر القادم، لقيت هذه النظرية مؤيدين كثر لها، إذ أن واقع السياسية العالمية يقول بأن أي تغيير في الولايات المتحدة القوة الكبرى في العالم سيؤثر بالضرورة على الكثير من الملفات العالمية لا سيما لدول تعاني انقسامات ومشاكل داخلية سياسية واقتصادية.
فيما تبرز وجهة نظر جديدة تفيد بأن سلسلة الانتظارات اللبنانية لن تنتهي عند حدود تداعيات الرئاسة الأميركية، وجلاء هوية الإدارة التي تحتاج إلى وقت لتركيز مواقعها الداخلية والخارجية، فيما لبنان سيكون مرة أخرى على موعد مع استحقاقات أخرى تضاف الى لائحة الانتظار، فالسنة المقبلة هي سنة الانتخابات الرئاسية السورية، المفترض إجراؤها بين 16 نيسان و16 أيار، وسنة الانتخابات الإيرانية المقررة في 18 حزيران المقبل، وما بينهما يمكن فتح مجال طويل من التكهنات، إذ أن الملف السوري مرتبط أيضاً بالتجاذبات الروسية ـ الأمريكية.
وكذلك مصير الاتفاق النووي مع طهران مرتبط بوصول الرئيس جو بايدن، وبانتظار أيضاً ما ستؤول إليه وجهة النظر الأوروبية ـ الأمريكية المشتركة مستقبلاً حيال هذا الملف.
وفي خضم تلك النظريات، ترى مصادر مقربة من قوى 14 آذار: أنه لا يمكننا إنكار تأثر لبنان إقليمياً ودولياً بأي متغيرات داخلية لتلك الدول، لكن واقع الحال يقول إنه لا يمكننا الانتظار لأنه يجب أيضاً مراعاة مصالحنا الداخلية بغض النظر عن الانتخابات الأمريكية أو غيرها.