لبنان الذي طالما احتضن لاجئين عرب، بات اليوم مثقلاً بالديون والهموم، تهديد بالانهيار الاقتصادي، وسوء في الوضع المعيشي، مع انتشار كورونا، وصدور أصوات حول فشل ضرورة تصنيف لبنان كدولة فاشلة، مع تحذيرات بارتفاع نسب الجرائم وتفلت الأمن، فضلاً عن تزايد أنشطة أجهزة الاستخبارات الخارجية، وخوف جزء من اللاجئين السوريين من ردات فعل بعض اللبنانيين تجاههم بسبب الوضع الاقتصادي، عوامل عدة دفعت المئات من اللاجئين للعودة إلى سورية رغم أن الوضع المعيشي هناك ليس بأفضل حالاً، وفق ما ذكر عدد منهم.
في هذا السياق عاد ما يقارب الـ 400 لاجئ سوري خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية إلى الأراضي السورية قادمين من لبنان عبر نقطتي جديدة يابوس وتلكلخ.
أم عبد الرحمن، لاجئة سورية في العقد الثالث من العمر وأم لثلاثة أطفال أكبرهم يبلغ الحادية عشرة، قالت بعد عبورها نقطة تلكلخ لـ وكالة أنباء آسيا: نحن مجبرون على العودة إلى بلادنا، فالوضع هناك ( في لبنان) أصبح لا يُطاق معيشياً واقتصادياً، إضافةً للحديث عن رفع الدعم، إن كان اللبنانيون قد ضاقت بهم السبل للعيش في بلدهم، فكيف بالنسبة لنا كلاجئين فقراء؟ وفق قولها.
من جهته أبدى أسامة وهو شاب وأب لولدين أبدى تخوفه من ردات فعل لبعض اللبنانيين تجاههم كنازحين -مثلما جرى قبلاً-، ويشير إلى أن غضب اللبنانيين من تزايد فقرهم وصعوبة معيشتهم قد يدفع البعض لإفراغ غضبه تجاهنا كلاجئين، وقال "الشهادة لله فإن أهلنا في لبنان في المنطقة التي كنت أقطن فيها عاملونا أروع معاملة، لكن الوضع هناك بات هشاً ومخيفاً إذ عندما يحل الفقر تحل المصائب و تكثر الحوادث"، وفق اعتقاده.
أحد المقربين من قريطم قال حول الأمر: إن اللاجئين السوريين لن يشعروا بالفقر مثلما هو الحال بالنسبة للمواطنين اللبنانيين حالياً، لان اللاجئين يحصلون على مساعدات أممية، وهذا ليس متوفراً للمواطنين اللبنانيين، وأخشى أنه بسبب عدم تشكيل الحكومة فسوف نشهد حصول اللبنانيين على مساعدات إنسانية وكأنهم لاجئين في بلدهم، وفق تعبيره.
بينما رأى لاجئون سوريون آخرون أن الوضع في سورية على الرغم من وصوله لمرحلة سيئة هو أفضل من لبنان بقليل، إذ أن الحكومة هناك لا تزال تقدم دعماً للعديد من السلع، كما أن الأمن لديهم على المستوى الشعبي أفضل مما هو عليه في لبنان، رغم أن مستويات الفقر في سورية باتت مرتفعة ومعها معدلات الجرائم والفساد، لكن "الرمَد في سورية أفضل من العمى في لبنان"، بحسب توصيفهم.