بعد تشبيهه بـ"التايتانك".. اللبنانيون ينتظرون سفينة نوح

إعداد - أحمد درويش

2020.12.14 - 06:37
Facebook Share
طباعة

العقدة الحكومية ولعنة الثلث الضامن والتمسك بالتوليفة الحريرية الأخيرة التي قُدمت لـ الرئيس ميشال عون، التحقيق في انفجار بيروت واستدعاء الرئيس حسان دياب، التردي الاقتصادي وأخيراً وليس آخراً عودة التهديدات الأمنية، هي رباعية شكلت جبل جليد ليصطدم به لبنان الذي شهبه الأوروبيون بسفينة تايتانك .
فيما يتعلق بتضامن رؤساء الحكومات مع دياب في وجه الادعاء، استغربت ‏مصادر مقربة منهم لجوء فريق يتزعّمه رئيس التيار الوطني الحر " جبران ‏باسيل إلى تطييف التحقيق في جريمة الانفجار الذي استهدف المرفأ، وقالت: إن ‏رؤساء الحكومات مع تبيان كل الحقيقة للرأي العام وإنزال أشد العقوبات ‏بالجهات التي يثبت ضلوعها في هذه الجريمة، لكن حذار من إقحام التحقيق في ‏مزايدات شعبوية ، وختمت تلك المصادر بالسؤال: ألا يحق لرؤساء الحكومات الدفاع عن موقع رئاسة الحكومة؟ كيف سيكون موقف الفريق الآخر إن تم التعرض لموقع الرئاسة الأولى؟.
أما السجال فيما يخص التشكيلة الحكومية فهو ما بين اتهام فريق للآخر بالتعدي على صلاحيات رئيس الحكومة والالتفاف عليها، فيما يرى الفريق الثاني أنه من حق الرئاسة الأولى المشاركة في التشكيلة وعدم فرض أمر واقع على موقع رئاسة الجمهورية.
مصدر مقرب من بعبدا قال لـ وكالة أنباء آسيا : مع احترامي لموقع رئاسة الحكومة وللطائفة السنية لكنها ليست أملاكاً خاصة، هذا الموقع لمصلحة جميع اللبنانيين، وإذا كان الرئيس الحريري غيوراً على مصالح السنة في لبنان، فإن لديكم ما يكفي من أموال أغنياء السنة لقتل الفقر في جميع المناطق اللبنانية، وفق تعبيره.
في خضم ذلك تُرجّح بعض المصادر أن المصالح الدولية والإقليمية لا تُبدي أي حماس ‏لتشكيل حكومة في لبنان نظراً إلى أن هذه الأطراف تنتظر تبدّل المُعطيات، وبالتالي، ‏فإن لبنان لن يشهد داخليًا أي تعديل في المواقف قبل وصول إشارات خارجية. وفق رأيها.
المعلومات التي سربتها بعض الأوساط تفيد بأن الاتحاد الأوروبي الممتعض من عدم تشكيل الحكومة اللبنانية سيعمد إلى فرض عقوبات على الطبقة السياسية في حال استمر الوضع على ما هو عليه، ليبقى السؤال هل ستشمل العقوبات أشخاصاً أو أحزاباً من الطرفين، وهل سيكون التيار الحر إلى جانب المستقبل على رأس تلك العقوبات في حال تم إقرارها؟.

وسط هذا المشهد يعاني اللبنانيون بمختلف انتماءاتهم الدينية والسياسية صعوبة المعيشة وتردي الوضع الاقتصادي، وشح الموارد، مع اقتراب موعد رفع الدعم الذي سينذر بنتائج سلبية كبيرة، فقد بدأت الأصوات ترتفع حنقاً من الطبقة السياسية في لبنان، مع خروج مظاهرات متفرقة هنا وهناك احتجاجاً على رفع الدعم، لقد بات هؤلاء ينتظرون سفينة نوح لتحملهم جميعاً وتنقذهم من طوفان الفقر والانهيار الاقتصادي الذي لن يكون أحد بمنأى عنه، سوى الطبقة السياسية الحاكمة فقط، وفق وصف البعض

Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 7 + 3