السياسيون محجورون طوعيا في منازلهم وقصورهم، خوفا من كورونا وكذلك من ردة اي فعل قد يتعرضون لها عند تواجدهم في الاماكن العامة كالمطاعم وغيرها، مثلما حدث منذ ايام مع زوجة حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، في ظل تردي مستمر للحالة المعيشية عند غالبية اللبنانيين.
في هذه الاثناء تظاهر محتجون غاضبون في ساحة رياض الصلح قبالة السراي وهتفوا ضد رفع الدعم وضد ناهبي المال العام، وتدخلت قوات مكافحة الشغب لمنعهم من الاقتراب من حرم السراي، فتحولوا إلى شارع الحمراء، حيث مصرف لبنان المركزي ومن ثم إلى مبنى وزارة الاقتصاد المعنية بالدعم، ولم تسجل إصابات أو أعمال تخريب، رغم بعض المواجهات مع السلطة.
المحلل السياسي أسامة وهبي، رأى ان الوضع في لبنان من سيئ إلى أسوأ، حيث لم تشهد الحكومة النور بعد، وهناك تعقيدات تعترض عملية التشكيل، فالحكومة المستقيلة التي تصرف الأعمال أمامها خيارين، أحلاهما مر، الأول أن تستمر بالدعم وهو ما يعني نفاد الاحتياطي بمصرف لبنان وانهيار كامل للمنظومة الاقتصادية، وإما رفع الدعم عن المواد الأساسية وهو ما يؤدي إلى انفجار اجتماعي وثورة شعبية جارفة.
فيما تتشارك مصادر مقربة من قوى ٨ و١٤ اذار المخاوف من المشهد القادم الذي قد يتمثل بتظاهرات جياع تنسف اتفاق الطائف والخنادق الحزبية، فاصوات الامعاء لديها تأثير اكبر من اصوات الزعماء وفق ما اسر احد تلك المصادر لوكالة آسيا.
وفي حال اندلعت التظاهرات احتجاجا على الفقر ورفع الدعم فان المفاعيل لها ستكون متنوعة، قد تكون ايجابيتها الوحيدة تسريع تشكيل الحكومة، واحراج اي جهة سياسية لا تريد التنازل عن توليفة الوزراء وتسميتهم، لكن سلبياتها كثيرة ايضا، اذ ستعمد قوى سياسية لاستغلالها، البعض سيركب الموجة لتحقيق مكاسب والطعن في خصومه، والبعض الاخر سيستغل شارعه في وجه الشارع الاخر ممايزيد من الثغرات الامنية ويعمق الشرخ، فضلا عن التخوف من ان يجد فايروس كورونا ضالته في تلك التظاهرات كي يحقق اكبر انتشار له في لبنان بحسب البعض.