روسيا تتمدد إلى لبنان عبر بوابة الاستثمار.. الاقتصاد بوابة لأهداف جيوسياسية؟

إعداد - أحمد درويش

2020.12.09 - 12:10
Facebook Share
طباعة

 
على الرغم من أن معظم اللبنانيين يصنفون ضمن المتحزبين أو المحسوبين على هذا الخط السياسي أو ذاك التيار الحزبي، إلا أن سوء المعيشة وتدهور الوضع الاقتصادي كان كافياً لجمع المختلفين في توجهاتهم على رأي يقول بأنهم مع كل دولة تريد الاستثمار في لبنان اقتصادياً.
ظهر ذلك من خلال آراء بعض الموالين لقوى 8 و 14 آذار عندما سألتهم وكالة أنباء آسيا عن موقفهم من الدول التي تريد الاستثمار في لبنان، وهل لديهم فيتو على دولة معينة لا يريدونها أن تستثمر، حيث أجمع غالبية هؤلاء بأنهم لا يمانعون من أن تكون هناك استثمارات روسية وإيرانية وتركية وسعودية وأمريكية بل وسورية إن أمكن، طالما أن ذلك سينعكس على جيبة ودخل المواطن اللبناني واقتصاد البلد وفق رأيهم.
هذا المزاج الشعبي يعكس الضيق الذي وصل إليه المواطن اللبناني، إذ إن أي مصدر للدخل وإنعاش الخزينة وإعادة الدعم بأفضل مما كان، وتسوية أوضاع المصارف وتوفير فرص العمل بوفرة للشباب اللبناني، ورفد خزينة الدولة؛ بل وحتى كفاية السوق اللبنانية من الكثير من المنتجات هي فوائد عظيمة بالنسبة لهؤلاء المواطنين.
ومن هنا ينظر بعض اللبنانيين إلى إعلان روسيا رغبتها بالاستثمار في لبنان على أنه فرصة كبيرة، ويتمنون أن تحذو دول أخرى حذو روسيا، إذ أنه لا يمكن أن ينتعش لبنان ويتم إنقاذه من خلال مساعدات مالية فقط، فالمساعدة يجب أن تكون شاملة لا إسعافية فقط وفق منظورهم.
وأوعزت موسكو إلى الشركات الروسية المتخصصة الكبرى بالدخول إلى مجالات العمل والاستثمار في لبنان، بهدف تأهيل البنى التحتية والمساهمة في إنعاش الاقتصاد اللبناني المتعثر، وخصوصاً المشاركة في إعمار المرفأ.
اللافت فيما تم تداوله من معلومات هو أن الأولوية بالنسبة للروس في المرحلة المقبلة هي للتهدئة في الشرق الأوسط، فموسكو لا ترى أن التوترات في المنطقة يمكن أن تتطور إلى حرب شاملة بمفهومها الواسع. المعلومات تحدثت أيضاً عن حرص روسي على المبادرة الفرنسية بخصوص لبنان، ما يعطي إشارات إيجابية للمرحلة القادمة، من أجل إعادة ترميم اقتصادات دول المنطقة التي تضررت بشكل كبير سواء بسبب تفشي كورونا الذي ضرب الاقتصاد العالمي عموماً، أو بسبب التوترات السياسية والأمنية في المنطقة.
يقول خبراء واقتصاديون إن قطاع النفط والغاز والقطاع المصرفي. إضافةً إلى قطاع الصناعات التحويلية مثل الحديد والخشب تهم روسيا في لبنان، إضافةً إلى ما يخص القطاع المصرفي، رغم أن اهتمام موسكو يتركز في قبرص أكثر كونها المنصة الإقليمية للأموال الروسية، كما أن قطاع الصناعات الدوائية سيكون رابحاً لموسكو إن أمكن استثماره بشكل جيد في لبنان الذي يمكن أن يكون سوقاً واعداً في ظل مشكلة الدواء في البلاد ورفع الدعم عن غالبية أصنافه.
أما جيوسياسياً فإن موسكو ترغب بالتمدد إلى لبنان، لأنّ وجودها في سوريا يفرض أن يكون لبنان مستقراً وغير مشاكس لسياساتها، كيّ لا يتحول إلى خاصرة رخوة في زمن السلم أو الحرب. لا بل إن اهتمام روسيا بلبنان يزداد تدريجياً، لأسباب إقتصاديّة وجيوسياسيّة أيضاً، كما أن الروس لا يريدون أن يتركوا الساحة اللبنانية للتركي والأمريكي، بالتالي فإن وجود روسي عبر الاستثمارات سيوفر نفوذاً من نوع كبير على هذه الساحة، كما يرى مراقبون.
Facebook Share
طباعة عودة للأعلى
اضافة تعليق
* اكتب ناتج 4 + 8